لو صفت الدنيا من الاكدار وخلت من المصائب وطبعا ذلك مستحيل فان مجرد تذكر الموت يحعل حلوها مر وكثيرها قليل هذا لو ضمن الانسان لنفسه عمرا طويلا وهو اذا اصبح يخاف الا يمسي واذا امسي يخاف الا يصبح يحزنه موت الاقربين وموت الاصدقاء عندما يحس بالم في جسمه او قله في شهيته يرتسم شبح الموت امامه ويفزعه ويزداد خوفه وكأن ذل الخوف مانع من نزول الموت او يباعد له
ما هذا الانسان الضعيف وما اقل شأن تراه شابا نشيط وفجأءه يرحل تارك كل شئ ولا يبقي له غير العمل الصالح أو الطالح
ومن هنا يتبين أن لذه الحياه وجمالها لا تكون الا في طاعه الله والاستقامه علي امره والعفو عمن ظلمه ويرحم صغيره ويوقر كبيره يحب قضاء حاجات الناس ويكون في خدمتهم فمن كان في عون اخيه كان الله في عونه
حتي اذا ما توقفت الرحله ونزل المحطه الاخيره وهي دار الخلود