قصيدة غير منقوطة للشيخ محمد الطاهر المجذوب
جاء الشيخ ألفا هاشم الفلاتي في طريقه إلى الحجاز ونزل ضيفاً على الشيخ محمد البدوي شيخ الإسلام وعرض عليه قصيدته المهملة ( الغير منقوطة ) التي يمدح بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنه يتحدى ويختبر علما السودان قائلاً للشيخ البدوي هل ببلادكم من يستطيع تشطير هذه القصيدة فأرسل الشيخ ود البدوي للشيخ بن الشيخ الطاهر المجذوب بحمري ( منطقة بأعالي نهر عطبرة ) عارضاً هليه طلب الشيخ ألفا هاشم ووصل الهجاني والفا الشيخ يشترك مع تلاميذه في بناء راكوبة فأعطاه رسالة شيخ الإسلام وقبل أن يفرغ الهجاني من تناول الطعام والقهوة انتهى الشيخ من تشطير القصيدة - أي أخذ صدر البيت الأول من قصيدة ألفا هاشم - ووضع له عجزاً ثم وضع صدراً لعجز البيت الأول وصدر البيت الثالث وهكذا. وبهذا النهج إلى آخر القصيدة تكون قد قرأت قصيدة ألفا هاشم وإذا قرأت صدر البيت الثاني وعجز البيت الثالث وصدر البيت الرابع إلى آخر القصيدة بهذا تكون قرأت قصيدة المجذوب وإذا قرأت القصيدة كوحدة بين الشاعرين تذوقت المعنى كأن الشاعرين شاعر واحد وقد سموها عرش بلقيس كانه هو ، وحمل الهجاني رسالة الشيخ وعاد بها إلى الشيخين الكبيرين شيخ الإسلام والشيخ ألفا هاشم الفلاتي فكان تعليق الشيخ ألفا هاشم بعد اطلاعه على تشطير الشيخ أن هذا الشيخ لبحر علوم متدفق ولو ان المذاهب الأربعة اندرست لأحياها هذا الشيخ.
القصيدة :
ألا واصــــل الله الســـــــلام مـــــــرددا *** لأكـــرم رســــل الله طـــرا وأســــعدا
وأوســــــــع آلاء وكمـــــــــل طــــــــوله *** لأوســـع كــل الرســل سـعدا وحمـدا
محمـــد الصــدر الـمعــلى مكـــارماً *** ومصـلح حــال الكــل أحمــر اســودا
رســـــول له الآمــــال أطــــر رحــالـهــا *** ممهـــــــد أحكـــــام الإلــــه موطـــــــدا
مدمــــــر أعـــــــداء الـمصـــــور للـورى *** حســــــــام لــردع الـملحــــــد أرصـــــــدا
وصــــول لأرحــــام رســــــول مطهــــــر *** وموئـل ماســور الـهــــدى رام معــــــردا
مســــــهل آمــــــال ومصــــلح صـــــالح *** وكم ســـــامد لولاه أهـلكه الــــردى
ومســــعد عـاص دار حـــول مــــدامـه *** وحمـــــود أعمـــال كمـا هــو مــــــاردا
هــــو الــــدر حــــــد الســــرور عــلومـه *** هو الروح أعلى الرسل أكرمهم هدى
حســــام عــــلا هــــــام العــــــدو وطلـه *** مطــــاع كـلام ســاد كـــلا وســــودا
هو الأصـل لوح الكل أصلح صالح *** هداهم هدى الإسلام كهلا وأمــردا
وأكمــــل محمــــود وأعلى محــامدا *** وأســـــمح مســــئول وأطهـــــر مولــــــدا
همــــى راحــــه مــــــاء لأهــــــــل وداده *** داروا همـــو ممـــــا همـــــاه وأســـعدا
وكـــم عـــطاه للمــــلا كـــل عـــادم *** كمـــا رمحــه صــد العـــدو واصـعدا
ومــــــا أمـــــــه السُّــــــــؤّال إلا وأوردوا *** ركـــاما همـا صاروا له الكل وردا
ولا رامـــــــــه الــــرواد إلا أراهــــــــــمو *** مـــــــوارد ســــــــمه عــــــــم ســــــــرمـدا
معــالمـه أهـــــــدى المعــــــــــالم كلــهـا *** ولــــــم لا وهــــــو طـــه أولـى الـهــــــدى
مراحمـــــه كــم عـم هـاطل رعدها *** مطامـعــــه أحــلى وأســــــهل مـــــــوردا
وعـــــلم هـــــداه مســعد كــل سـالك *** مســالكه راعـــى الصـــراط الممهدا
فمـــــد لا روح العـــــلا طــــــوع أمــــره *** وصـــارم أهـــــل اللــؤم والوهم والردا
ســلام كروح المســك والعـود روحه *** لأحمــــد ما صــــاح الحمـــــام مـــرددا
إلـــه الســــما والـى مراحـــــم طــوله *** له الدهـــــر ماســح الســـماء وأرعــدا
مــــع الآل والأهــل الحــداد سلاحهم *** لأعدائك حـد السهم هلكا واكدا
ورهط رأوك الدهر مــرأى واصـدوا *** لأهــل الـهــوى صلاحهم لاح والـهـدى
المصدر : مواقع سودانية