- أن يكون صالحا مستقيما يصدق فعله قوله ، لأنه قدوة للناس يتأثرون بكلامه ويقتدون بأفعاله وسلوكه ويعتبرونه قدوة وإماما .
2- الإخلاص والصدق ، فلا يبتغي باعتلاء المنبر سمعة وشهرة ، ويراقب نيته ، ويجعل عمله خالصا لوجه الله الكريم ، كما عليه أن يكون صادقا فيما يقول ، فلا ينقل إشاعات كاذبة ولا يفتعل أحداثا وهمية ، ولا يستدر عواطف الناس بوقائع لا وجود لها .
3- أن يتحرى الدقة فيما يقول والصحة فيما ينقل ، فلا يحدث بخرافات وبدع ، ولا يحدث بقصص كاذبة أو أحاديث موضوعة لا صحة لها ، ويتجنب الحكايات الخيالية غير الموثقة ، ويعتني بتحضير موضوع الخطبة ، وأن يكون ما يستدل به من نصوص أن تكون صحيحة ، فيعتمد أولا على القرآن الكريم وما فيه من قصص وعبر ، ثم صحيح السنة مع العناية بالرواية وصحتها والدقة في نقلها ، ثم بالقصص النافع الصحيح من سيرة سلفنا الصالح ، ولا بأس بأبيات الشعر الهادفة لترقيق القلوب.
4- أن يتقن القراءة بغير لحن ولا عيوب في النطق والبيان ، وأن يجهر بصوته اقتداءا بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا خطب : علا صوته ، واحمرت عيناه ، وانتفخت أوداجه ، وكأنه منذر بقدوم جيش . ذلك لأن الخطبة موعظة تهز القلوب وتنفض عنها ركام الغفلة ، وتزيل ما علاها من صدأ المعاصي وحب الدنيا .
5- أن تكون موضوعات الخطبة متعلقة بهموم الناس وقضاياهم ، فلا يعيش في واد والناس في واد آخر ، فيتابع الأحداث ، وينصح الأمة بما يجب عليها فعله وقت الشدائد والمحن .
6- أن يصدع بالحق ولا يخاف في الله لومة لائم ، دون سب أو تجريح أو سباب ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا .
7- أن يتكلم بحرقة وقلب مهموم بقضايا الأمة ، فالكلام يقع من قلوب السامعين موقعه من قلب المتكلم ، قيل لعمر بن ذر : ما بالنا إذا سمعنا منك تأثرت قلوبنا ، وإذا سمعنا من غيرك ما تأثرت قلوبنا ؟ فقال لهم : ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة .
8- ألا يطيل الخطبة ويقصر الصلاة ، بل العكس هو السنة ، فلا يطيل الخطبة لأن الحديث ينسي بعضه بعضا ، وقليل مفهوم محفوظ خير من كثير منسي غير محفوظ ، فقد روى مسلم ( 869 ) عن واصل بن حيان قال : قال أبو وائل : خطبنا عمار . فأوجز وأبلغ. فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان ! لقد أبلغت وأوجزت. فلو كنت تنفست ! فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته ، مئنة من فقهه . فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة. وإن من البيان سحرا " .
جاء في موسوعة الفتوى رقم : 111811
[ وأما صفات الخطيب فهي قسمان: صفات جبلية وصفات كسبية، فالأولى كطلاقة اللسان، وفصاحة المنطق، وثبات الجنان والصوت الجهوري، واللسان المبين السليم من عيوب الكلام كالفأفاة والتأتأة.
والثانية كالدربة والمران وسعة العلم وحسن الإلقاء ونحو ذلك من المهارات التي تكتسب بكثرة التمرين، والخطيب الناجح هو الذي يستشعر الإخلاص والمسؤولية والحرص على هداية الناس في خطبه والذي يوافق قوله فعله، وظاهره باطنه ويتمثل اللين والرفق والتلطف مع الناس، فهذا شيء من الصفات التي ينبغي أن تكون في الخطيب، ومن كان حظه منها أوفر كان بالخطابة أولى . ] أ.هـ.
والله تعالى أعلم