منتدى منارة دشنا
مــــــا وراء الإستــــــغفار  GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
مــــــا وراء الإستــــــغفار  GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مــــــا وراء الإستــــــغفار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حجاج نصار
عضو جديد
عضو جديد
avatar


ذكر

العمر : 38
عدد الرسائل : 23
تاريخ التسجيل : 31/07/2010

مــــــا وراء الإستــــــغفار  Empty
مُساهمةموضوع: مــــــا وراء الإستــــــغفار    مــــــا وراء الإستــــــغفار  I_icon_minitime7/8/2011, 2:46 pm

أثبتت مئات الدراسات البحثية أن العقل والجسم مرتبطان على نحو من المستحيل معه أن نحدد أين يبدأ إحداهما وينتهي الآخر ...بمعنى أن العقل والجسم يؤثر كل منهما فى الأخر ....


ما يهمنا فى هذه النتيجة العلمية هو قوة التفكير وتأثيرها اللامحدود على الجسم وبالتالى رد الفعل المادى الذي ينتج عن التفكير ويكون له أثر فى حياة الإنسان .....


وإذا عشنا هذه التجربة البسيطة التي سأعرضها الآن سيتضح الأمر بشكل كبير .....


فعندما تتجول فى أرجاء المنزل ثم تصل إلى المطبخ وترى البوتاجاز والطاولات النظيفة وصنبور المياه ...وتلاحظ على إحدى الطاولات سله بها فواكه ما بين العنب والتفاح الأخضر المر والتفاح الأحمر وتجد ليمونه صفراء فاقعة اللون طازجة لم يمر على قطفها من الشجرة سوى دقائق ...تلتقط هذه الليمون الكبيرة وتتحسس ملمسها الخشن وتقربها من انفك ثم تشم رائحتها النفاذة فتسرى فيك حتى تمسك سكين حاد وتضع الليمونة على قاعدة خشبية ثم تشقها نصفين وتشاهد الرذاذ يتطاير فى الهواء ...ثم تأخذ نصفها وترفعه إلي عينيك وترى الفصوص الداخلية وحبات اللب المقطعوعه إلى نفصين والفصوص الصغيرة المليئة بسائل الليمون تقرب نصف الليمونة من انفك فتشعر بالقشعريرة تنتابك من الرائحة النفاذة تقاوم ذلك وتقرب نصف الليمونة من فمك فتزداد الرائحة حدة ...لا تستطيع المقاومة ...تصمم وفجأة تغرز أسنانك فى جلد الليمونة..........


عند هذه المرحلة يتدفق اللعاب داخل فمك ......وهذا ما أريد أن أقوله وهو "أن الطريقة التى تفكر بها تؤثر فى حالتك الداخلية والتى تطلق بدورها ردود الفعل المادية (وهى هنا تدفق اللعاب) وذلك لأن العقل لا يستطيع التفرقة بين ما هو متخيل وما هو حقيقي"


هذا ما قالته الدراسات العملية ......ومن هنا نبدأ


عندما نرجع إلى معاجم اللغة العربية لنفهم معنى كلمة (الاستغفار) نجد أنها مصدر من استغفر يستغفر ومادته (غفر) بمعنى ستر .....وهذا هو المعنى المباشر للكلمة.....


أما إذا اتبعنا طريقة (بن جنى) والذى عرضها فى مؤلفه الضخم (الخصائص ) وهو كتاب يبحث فى خصائص اللغة العربية ...وهذا الطريقة تقول ان الاحرف الثلاثة التى يتركب منها الاصل الثلاثى لتعطى معنى معينا مثل (كتب ) يمكن ان نغير فى ترتيبها فنحصل بذلك على كلمات أخرى لها معانى مختلفة ولكنها ذات صلات ببعضها البعض وهذا مايسميه (بن جنى ) الاشتقاق الكبير .....غير الاشتقاق المعروف برد الكلمة إلى أصلها الثلاثي فقط مثل ركب .....راكب ....كتب .....كاتب ....كتابة ....الخ


والذي جعلني انظر فى ذلك هو انه...لا توجد سورة فى القرآن الكريم تخلو من ذكر الاستغفار وأسماء الله الغفار والغفور .....مما يعنى أن المعنى أعمق من المعنى المباشر للكلمة وقد بحثت عن ذلك ووجدت معانى عظيمة وهذا ما سنوضحه فى العرض التالي :


فقد لا حظت أن كلمة (غفر ) لها أخوه من نفس نوعها ولكن بمعاني مختلفة ولكنها ذات صلات.....ومنها (فرغ ) ....(فغر) .....(غرف)....(رغف) ......(رفغ).....فسنتحدث عن معانى هذه الكلمات والعلاقة بينها وبين الكلمة الأم .....


فرغ.........عكس الشغل الخلو ....اى ان الشئ خالى اى فارغ .....ويقولون نفسك ان لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ولذلك


ان فراغ العقل من الأفكار الصالحة يؤدى إلى امتلائه بالأفكار السيئة والتى ستكون سبب للسلوك السيئ ....



فغر .......... يقولون فغر فاه اى فتحه وأوسعه .....ويقول الله عز وجل (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون))....ويدل هذا ان بداية الافكار السيئة تأتى من فراغ العقل من الأفكار الجيدة وامتلائه بالأفكار الرديئة و التى تكون بدورها خير مهيأ للإنسان وجعله على استعداد لجذب مزيد من الأفكار والأشخاص الذين يسيرون بهذه الأفكار وتتمثل فيهم وبعد ذلك لا يكون سوى الفعل لكى يشبع نهم الفكر السيئ....


غرف .........يقال غرف الطعام بيده غرفا اى أخذه بها ......والإنسان لا يأخذ شئ إلا إذا كان يرغبه ويريده .....وتوصلنا من المعنى السابق أن الإنسان يكون مهيأ للفعل السيئ....وهنا تكون بداية الفعل فى معنى (غرف) فعند هذه اللحظة يبدأ الإنسان فى ممارسة الأفكار التى تسيطر عليه ......


رغف..............يقال رغف العجين او الطين...اى كتله بيديه وهيئه فصار رغيفا ....وفيها تكون بداية تشكل الفعل السيئ وإضافته الى رصيد الإنسان القائم به .....ويظهر ذلك فى قول احد الصالحين "إذا أذنب العبد ذنبا نكتت فى قلبه نكتة سوداء حتى يصير قلبه كالشاة الربداء(اى التى يكون مكان ربط عنقها أو قدمها اسود مع حمرة)



رفغ ..............يقولون أن الارفاغ من الناس هم السفلة وهنا تكون آخر مراحل الأفكار السيئة وارتكابها ووضعها فى الفعل ...وبتراكمها يصل الإنسان إلى لاوعي في فعل الشئ الذي اعتاد عليه وهى اخطر مراحل الأفكار السيئة اى الانحطاط والسفالة ....ويتضح ذلك اروع الوضوح فى قول النبى صلى الله عليه وسلم (( إن المؤمن اذا أذنب ذنبا نكت فى قلبه نكتة سوداء فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو ا قلبه،فذلك الران الذى ذكره الله عز وجل <كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون> ))


والقلب يكون مكان لتراكم الران وذلك لأن الفعل يترك اثره على القلب لأن القلب هو وعاء المشاعر والأحاسيس لأن الإنسان عندما يفعل فعل معين اى كان فأن هذا الفعل يرتبط بلذة او الم ومشاعر وأحاسيس وبالتالي إذا تكرر الفعل من الإنسان ازداد ارتباطه به حتى يصبح عديم المقاومة ومجرور إليه بلا اراده حتى الإدمان ولذلك قال ابو نواس :


وكأس شربت على لذة **** واخرى تداويت منها بها


وايضا قال الفضيل بن عياض :


رأيت الذنوب تميت القلوب****وقد يورث الذل ادمانها



وهنا نصل الى الكلمة الام وهى (غفر) ويتضح لنا علاقة هذه الكلمة بالكلمات السابقة فأن الاستغفار هو الحل الوحيد فى كل المراحل التى يمر بها الإنسان المذنب فى حق الله وحق نفسه والتى اتضحت على مدار شرح معانى الكلمات السابقة فالاستغفار هو طلب العفو من الله عز وجل وطلب الستر منه اى الوقاية من اثر الذنب الذى ارتكبه الإنسان وقد رتبها النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه (......فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه........)


مما سبق يتضح لنا ان هناك دورة يمر بها الإنسان الذى يرتكب ذنب ما وان هناك دور عظيم وعميق للاستغفار لكى يمسك الإنسان بزمام حياته ولا يترك نفسه للمصير المحتوم


وهذه الدورة هى:-


الفراغ ـــــــــــــــــــ يؤدى إلى امتلاء العقل بالأفكار السيئةــــــــــــــــــــــــ الأفكار السيئة تجذب لها مزيد الأفكار والأشخاص الممارسين لهاـــــــــــــــــــ بداية التنفيذ لما يدور فى عقل الإنسان من أفكار ــــــــــــــــــــــ ردود فعل مادية تترك أثرها فى قلب الإنسان ـــــــــــــــ تراكم ردود الفعل السيئة ـــــــــــــــــــ الوصول الى مرحلة الإدمان والانحطاط


ولكي تتضح الفكرة .....


سألت احدهم فى يوم من الايام كيف وصلت الى احتراف هذا الذنب وكان قد ارتكب الزنا أكثر من مره ...قال لى اننى فى أول مرة ارتكبت فيها هذا الذنب بكيت بكاء مرير وضربت نفسي بالحذاء ولكن بعد ذلك لم اشعر بأي ندم وأصبح الموضوع عادى بالنسبة لى ....سألته :الم تحاول التوبة والرجوع الى الله وتعيش حياتك مع زوجتك وأولادك ....قال لى :حاولت ولكنه اصبح كالدم يجرى فى عروقى ولن استطيع ان اهرب منه او اتجنبه ......وذلك فعلا هو ما حدث فأنه أصبح مدمن لذلك الشئ وأيضا لم يحاول أن يتوب وينزع ما تركه الذنب فى قلبه ولكنه استمر وزاد فى فعله فزاد عليه كما اخبر النبى صلى الله عليه وسلم (.....وان زاد زادت.....) فلم يستطيع الفرار منه .....وإذا حللنا قصة هذا الشخص نجد انه كان بين أشخاص ليس فى حياتهم إلا ذلك الشئ وكل كلامه وكل أفكاره كانت عن هذا الشئ أحاط نفسه بكل شئ يمكن أن يصل به إلى ارتكاب الذنب فأصبح مهيأ وكل شئ فيه مفتوح لإستقبال أول فعل ....وصدق الواقع أفكاره وارتكب ما كان يفكر فيه....بعد ذلك لم يحاول ان يبتعد عن هذه البيئة التى صنعها بيديه وهى فى معنى الاستغفار عكس الدورة التي ذكرناها سابقا وهى أن يملئ حياته بالإعمال الصالحة مثل أن يركز على زوجته وأولاده ويحبهم وان يصاحب أناس طاهرين وناجحين حوله وان يقرأ ويشاهد كل شئ ينمى فيه حب الخير وفعله وبعد ذلك يمد يده إلى كل خير ويفعله فيحل محل الخير محل السواد الموجود بداخل قلبه من اثر الذنب .... ويستغفر الله اى يطلب منه الستر من اثار الذنب ووقايته منها وشفاءه منه.... وما يؤكد ما أقول هو هذا القانون الرباني العظيم الذي اخبرنا الله عز وجل به فى الاية الكريمة (( ان الحسنات يذهبن السيئات)).


يتضح لنا مما سبق الاتى:-


* أن الأفكار هى نقطة التأثير والتحكم فى سلوك وتصرف الإنسان تجاه شئ ما ....وبالتالي على الإنسان أن يبتعد عن الأفكار التى تقربه من ارتكاب شئ يغضب الله عز وجل


*إن الاستغفار يعنى تجديد الحياة بالأفكار الايجابية الجيدة التى يكون لها اثر فى تصرف وسلوك الإنسان وان يحيط الإنسان نفسه بالبيئة والظروف النظيفة التى تساعده على ان ينمو فى حرية وتقبل للمسؤولية تجاه نفسه وتجاه المجتمع الذي يحيا فيه وهذا يعنى أن الاستغفار ليس مجرد كلمات تقال باللسان ولكنها أفكار وسلوك جيد وبيئة نظيفة تساعد على نزع اثر الذنب من القلب.....اما الاستغفار باللسان فهو من المعينات على وضع قدم الإنسان على طريق الفعل الجيد وتوليد الأفكار الجيدة فى عقله وطلب المغفرة من مالك الكون الذى بيده كل شئ فى كل وقت وحين





حياة الإنسان مثل الأرض التى يريد أن يزرعها بالخير أو الشر ....فعلى الإنسان أن يختار البذور التى ستحدد مصيره وحياته وعليه أن يهيأ الأرض ويوفر المياه الجيدة ويشذب زرعه من الحشائش الضارة أول بأول ويستشير دائما الصالحين الذين يدلونه على الخير ويضع نصب عينيه مثل أعلى فى الخير يسعى لأن يكون مثله ويستغفر الله دائما بلسانه ويطلب منه ستر عقله وقلبه من اضرار الذنوب


هذا هو الاستغفار فى معناه الواسع أن يحيط الإنسان نفسه بكل شئ جيد وبالتالى سيجد حياته كلها جيدة ويختار افكاره لأن افكاره هى التى ستحدد مصيره .... واعتقد ان هذا هو سر قول الله عز وجل فى كتابه العزيز (( وقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهار ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مــــــا وراء الإستــــــغفار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: القسم العام :: قسم الحوار-
انتقل الى: