أنت العليم بظاهري وبباطني* * بالسر بل أخفى وبالإعلان
أنت السميع لمنطقي وحروفه* * أنت الخبير بموقفي ومكاني
إن لم أكن أهلا لتوفيق فمـُن* * فلأنت أهل المن والإحسان
يا رب أنت المرتجى والمبتـغى* * وأنا الفقير بذلتـي وهواني
يا رب أنت خلقتني وبرأتـني* * جملت بالتوحيد نطق لساني
ونشرت لي في العلمين محاسنا* * وسترت عن أبصارهم عصياني
تالله لو علموا قبيح سريـرتي* * لأبى السلام علي من يلقـاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي * * ولبؤت بعد كـرامة بـهوان
لكن سترت معايبي ومثالـبي * * وحلمت عن جهلي وعن عصياني
فلك المحامد والمدائح كلــها* * بخواطري وجوانحي ولســاني
قال سهل بن عبد الله التستري: كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، فقال لي يومًا: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ قال: قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إليَّ، الله شاهدي. فقلت ذلك ليالي، ثم أعلمتُه، فقال: قل في كل ليلة سبع مرات. فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال: قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة. فقلته؛ فوقع في قلبي حلاوته. فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علمتُك، ودُم عليه إلى أن تدخل القبر؛ فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة. فلم أزل على ذلك سنين؛ فوجدت لذلك حلاوة في سري. ثم قال لي خالي يومًا: يا سهل! مَن كان الله معه، وناظرًا إليه، وشاهده؛ أيعصيه؟ إياك والمعصية. [الإحياء] .