فجأةً انطفأت الأنوار، وغرقت الغرفة في ظلامٍ دامس، انحجبت الرؤيا تمامًا ، لكنَّها لحظات حتى عادت الصورة إلى عينيَّ لبضع خُطوات أمامي ،
ذهبت أفكاري بعيدًا ، أبعد من جدران هذه الغرفة ، لتصل إلى أُناسٍ لطالما عاشوا في هذه الظلمة ظلمة أطفأت نور قلوبهم ، ليحكموا على أنفسهم بعيشٍ مظلم ، حتى إن تلك العتمة التي سكنت قلوبهم كانت تطفئ أيَّ شعاع أملٍ كان يحاول التسلل إلى تلك القلوب البائسة .
قلوب جعلت من نفسها مصيدةً للأحزان والآلام، جعلت من نفسها فريسةً للأحقاد، لا يزال وحش العتمة يجوب المكان، لكنه لم يستطيع إخافتي؛ لأني أقسمت على نفسي بألاَّ أدعه يجد طريقًا إلى قلبي.
تلك العتمة تجعلني أرى تلك السماءَ التي غاب عنها قمرُها في ليلةٍ اشتاقت فيها لنجومها، لكنَّ عودة القمر الذي ذات يوم أنار تلك العتمة، لتبتسم السماء له عندما أقبل يعانقها، جعلني أعتقد أن تلك القلوب ربما يأتي يوم تُنار فيه ظلمتها؛ ليعانقها الصفاء، وتبتسم لها السعادة
جعلني أسمع قلوبًا منيرةً تنادي في الأرجاء طاردةً شبح العتمة: ويبقى الأمل.