استمرت حالة الارتباك فى مواعيد رحلات الطيران بمطار القاهرة، الجمعة،
رغم إنهاء المراقبين الجويين إضرابهم التباطؤى عن العمل، الذى استمر 22
ساعة، فيما يعقد حسن راشد، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، اجتماعا
اليوم مع المراقبين لمناقشة مطالبهم.
وقدر مسؤولون بمطار القاهرة الجوى خسائر شركة مصر للطيران وشركة ميناء
القاهرة الجوى جراء الإضراب بأكثر من 30 مليون دولار، بالإضافة إلى الخسائر
الأخرى التى تعرضت لها شركات السياحة والفنادق فى المدن والقرى السياحية
بعد إلغاء المسافرين حجوزاتهم.
وأكدت مصادر بوزارة الطيران أن سبب ارتفاع الخسائر التى تكبدها قطاع
الطيران هو أن قطاع المراقبة الجوية لم يتبع اللوائح والقوانين المنظمة
للإضرابات، خاصة فى قانون الطيران، التى تنص على ضرورة تبليغ الجهات
المختصة بذلك، حتى تتمكن شركات الطيران من تدبير أمورها، وإبلاغ عملائها
بأن الإضراب قد يؤخرهم عدة ساعات، مشيرا إلى أن المراقبين نفذوا إضرابهم
دون سابق إنذار.
وانتهت الأزمة باتفاق بين المراقبين الجويين والمسؤولين عن وزارة
الطيران، يقضى بعدم تطبيق أى زيادة على رواتبهم وحوافزهم، مقابل تخلى وزارة
الطيران المدنى عن ضم دفعة 59 مراقبة جوية للشركة الوطنية لخدمات الملاحة
الجوية.
وأكد اللواء طيار حسن راشد، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، أن
اللواء طيار لطفى مصطفى كمال، وزير الطيران المدنى، قرر عدم ضم دفعة 59
مراقبة جوية إلى شركة الملاحة الجوية، وبقاءهم فى أماكنهم بأكاديمية
الطيران، مقابل إلغاء أى زيادة على حوافز المراقبة الجوية، وإلغاء الزيادة
التى كانت مقررة بواقع 60%، بناء على طلب المراقبين أنفسهم على مطلب
استبعاد ضباط المراقبة الجوية.
وقال «راشد» فى تصريحات صحفية لـ«المصرى اليوم»: تعلن الشركة الوطنية
لخدمات الملاحة الجوية قريبا عن مناقصة عالمية للشركات المتخصصة لإعادة
تنظيم وتأهيل قطاعات الشركة المختلفة، وهى المراقبة الجوية والقطاعات
الهندسية والفنية والإدارية ومعلومات الطيران، لوضع نظام مالى ووظيفى
وإدارى جديد، وذلك بناء على طلب العاملين بالشركة.
وشهدت صالات السفر، صباح الجمعة، ازدحاما شديدا خاصة على رحلات مصر
للطيران، حيث ما زالت حالة الارتباك مستمرة، وتأخرت عشرات الرحلات ما بين
ساعة وثلاث ساعات، لعدم توافر طائرات كافية بعد تحويل مسار عدد من الرحلات
إلى المطارات الداخلية.
كما وقعت مشاجرات بين الركاب وعدد من موظفى الشركات والمطار، وتوقعت
مصادر عودة الرحلات إلى مواعيدها المنتظمة خلال الساعات المقبلة، وأنه فى
مثل هذه الحالات تستمر تداعيات الأمر لمدة 24 ساعة، خاصة على رحلات مصر
للطيران فى إطار كثافة رحلاتها، التى تصل إلى أكثر من 100 رحلة طيران دولية
وداخلية يوميا.
وبدأ المراقبون مساء الأربعاء إضرابا تباطؤيا عن العمل بعد قيام الشركة
القابضة للمطارات والملاحة بإلغاء ما تم الاتفاق عليه بشأن صرف حافز إثابة
لهم بنسبة 60%، تحت مسمى الحافز المتميز، بالإضافة إلى تجاهل طلبهم إعادة
النظر فى تعيين 59 مراقبا جويا جديدا يؤكدون أن الفرق التأهيلية التى حصلوا
عليها غير كافية للعمل فى قطاع المراقبة الجوية.
وأقلعت مساء الخميس أكثر من 25 رحلة طيران تابعة لشركة مصر للطيران
وشركات أجنبية أخرى، وذلك بعد انتهاء حالة التباطؤ من قبل رجال المراقبة
الجوية، حيث قامت عدة شركات طيران أجنبية بالاتصال بركابها وإبلاغهم
بمواعيد إقلاع الطائرات.
كما أقلعت من المطار عدة رحلات تابعة لشركة مصر للطيران إلى عدد من
العواصم العربية والأوروبية متأخرة عن موعدها الأصلى، ورحلات الخطوط الجوية
اللبنانية والقطرية والإيطالية وطيران الاتحاد الإماراتى بركابها، وذلك
بعد انخفاض حدة الزحام بصالات السفر فى مبنى الركاب رقم 1 إلا أنها ما زالت
كبيرة فى مبنى الركاب 3 المخصص لركاب شركة مصر للطيران نظراً لتأخر إقلاع
أكثر من 30 رحلة عن موعدها.
وقال عاملون فى مطار القاهرة إن الإضراب الذى ينظمه العاملون فى برج
المراقبة منذ مساء الأربعاء عطل أربعة أخماس الرحلات فى المطار، حيث تقطعت
السبل بنحو 3 آلاف راكب، موضحين: لم تقلع سوى 20 طائرة فقط من بين 100
طائرة كان من المقرر إقلاعها خلال عشر ساعات مساء الخميس.
وأوقف المراقبون، مساء الخميس، إضرابهم الذى تسبب فى تأخير وتحويل
العشرات من الرحلات، وتسبب استئناف المراقبين الجويين، الخميس، ما سموه
«إضراب التباطؤ» الذى ينظمونه على مراحل للمطالبة بزيادة أجورهم، فى تأخير
إقلاع عشرات الرحلات - حسبما أفاد مسؤول فى المطار - ولم تقلع سوى 25 من
أصل 90 رحلة مبرمجة فى الوقت المحدد بعد استئناف حركة الإضراب.
وأوضح أحمد حافظ، مدير بالمطار، أن 80% من الركاب ألغوا حجوزاتهم،
مؤكدا أن المراقبين الجويين قرروا فض الإضراب التباطؤى عن العمل بعد
الاجتماع مع حسن راشد، رئيس شركة مصر للطيران القابضة، مساء الخميس.
كان المراقبون علقوا احتجاجا استمر خمس ساعات مساء الأربعاء أدى إلى
تحويل 16 رحلة دولية إلى مطارات أخرى، وتعطيل إقلاع 27 طائرة، ووصل عدد
المسافرين الذين استخدموا المطار إلى 16 مليون شخص عام 2010.
وتصاعدت حركة الاحتجاجات والإضرابات منذ الثورة التى أدت إلى الإطاحة
بالرئيس المخلوع حسنى مبارك رغم تحذيرات المجلس العسكرى الذى تولى السلطة
فى البلاد بعد تنحية مبارك بعدم التسامح مع الإضرابات التى تشل البلاد.
وتسبب الإضراب فى إصابة حركة الطيران داخل مصر بما يشبه الشلل التام
نتيجة تأخر إقلاع عشرات الطائرات، خاصة من مطار القاهرة الدولى، وتوقفت
حركة الطيران تماما لأكثر من 6 ساعات مما أدى لتكدس آلاف الركاب داخل صالات
السفر، واضطرت شركات الطيران لإلغاء رحلاتها.
كما أدى الإضراب إلى تأخير جميع رحلات مصر للطيران الدولية والداخلية،
وكذلك جميع رحلات شركات الطيران العاملة بمختلف المطارات المصرية بعد
امتداده إلى جميع المطارات المصرية، وتسبب فى ضياع عشرات الحجوزات للعديد
من الركاب، خاصة ركاب الترانزيت، الذين كانوا من المقرر أن يغادروا للحاق
بطائرات فى دول أخرى، وتحويل 16 رحلة كان من المقرر أن تصل مطار القاهرة
للهبوط فى مطارى شرم