كتب الشيخ محمد الغزالي المفكر الإسلامي المعاصر رحمه الله تعالى هذا الراي في كتابه " قضايا المرأة "
تحت عنوان : " الوجه ليس عورة " وقد نقلته لكم من صفحة الفيس بوك ... يقول :
لقينى رجل فوق الأربعين يتحدث وكأنه يافع غرّ!
قال لى بصوت مهتاج: أنت الذى تفتى بأن وجه المرأة وصوتها ليسا بعورة؟
قلت بهدوء: نعم!
قال: أما تتقى الله؟
قلت: أوصيك ونفسى بتقوى الله..
قال: إنك مخطئ فيما تذكره للناس ويجب أن تتوب!
قلت له: لست وحدى الملوم، فإن كبار المفسرين سبقونى إلى هذا الخطأ، كما سبقنى إليه رواة عشرة من الأحاديث الصحاح، وشاركنى فى خطئى أيضا أئمة
المذاهب الأربعة، وعدد من المذاهب الفقهية الأخرى.
أولئك جميعا هم الذين استقيت منهم قولى أو تابعتهم فى غلطهم، ولا أشعر بغضاضة إذا كنا جميعا أصحاب تهمة واحدة..
قال الرجل وهو دهش: ماذا تقول، أهؤلاء جميعا يفتون بأن وجه المرأة وصوتها ليسا بعورة؟
قلت: نعم!
ولكنكم تؤثرون التقاليد السائدة وتتشبثون بآراء مرجوحة..
ولنفرض جدلا أن فى المسألة قولين اخترت أنا أحدهما فلم الغضب ولم التحامل والشتم؟
هل سمعت حديث سلمان وأبى الدرداء؟
قال: لا!
قلت له اسمع: روى البخارى عن أبى جحيفة قال:
"آخى النبى- صلى الله عليه وسلم- بين سلمان- الفارسى- وأبى الدرداء...
فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة- عليها ثياب لا جمال فيها- فقال لها: ما شأنك؟- لماذا هذا المنظر؟- قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة فى
النساء! وجاء أبو الدرداء وصنع طعاما وقال لسلمان كل فإنى صائم فقال: ما أنا بآكل حتى تأكل!
فأكل- أفطر لأداء حق الضيف- فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال له نم فنام!
ثم ذهب يقوم فقال له نم فنام، فلما كان آخر الليل قال سلمان: قم الآن فصليا جميعا.
وقال سلمان إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا وإن لأهلك-زوجك- عليك حقا فأعط كل ذى حق حقه.
فأتى-أبو الدرداء-النبى فذكر له ذلك، فقال النبى- صلى الله عليه وسلم- : صدق سلمان.
والذى يعنينى من سرد الحديث الحوار الذى جاء فى صدره، فلو أن هذا الحوار وقع فى عصرنا لضرب الزائر، وقتلت المرأة!!
ولقيل للرجل: ماذا يعنيك من النظر إلى ملابس الزوجة؟
ولماذا تتطفل بهذه الملاحظة، ولقيل للزوجة: كيف تشكين زوجك وتكشفين للآخرين انصرافه عنك؟
لكن سلامة الفطرة فى عصر الصحابة تنفى كل شبهة ولا تدع لظنون السوء مكانا،
فلما التاثت النفوس جاء قول الشاعر: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدّق ما يعتاده من توهم
وعلى هذا الأساس وجدنا الطباع المريضة تصف كشف الوجه بأنه فجور،
وأنه حرام لأنه فى مشاعرهم المعتلّة باب إلى الكبائر والعياذ بالله