الحقـــيقـــة المـــحمـــديــــة
تـونس
أما بعد أقول ما قاله ذلك الرجل الصالح الذي شاهد أناسا تتاجر وتكسب قوت يومها وهو عاطل ليس منهم و ٱخر يضع سجادته يمشي على الماء فقال يا ويلتاه إني لا أصلح لا للتجارة و لا للولاية فهتف به هاتف في سره "من لا يصلح لهذا و لا لذاك صَلُحَ لنا " نسأل الله أن يو ﱠفقنا لما يحبه و يرضاه. إستيقظت في جوف الليل وأخذني التفكير في السماوات والأرض وإذا بي في التحليل التالي.
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم ( لإبن عباس)إعلم يا غلام أنه لو أجتمع الجن ﱠوالأنس على أن يضروك بشيء ما ضرﱠوك إلا بما قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بما قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجُفت الصحف" .وبذلك نفهم أن الله سبحانه قد فرغ من الخلق والرزق و الآجال في أزله وأن الشيء الموجود ما سوى الله عدم في الحقيقة بل هو شبح بل هي تجليات أسمائه وصفاته على العماء الذي كان قبل خلق السماوات والأرض . وكما قال صلى الله عليه و سلم عندما سُأل " يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟قال: « كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء ». اخرجه أحمد بن حنبل وقال الترمذي حسن.و بما أنه قد ثبت علميا أن النجوم الموجودة حاليا في السماء التي نراها بأعيننا ما هي في الحقيقة إلا نورظهر منذ سنين و فنى ولم يبق منه إلا شعاعه الذي وصل إلينا و ذلك بعد خرق المسافة الشاسعة التي تفصلنا عنه (أقرب نجم SIRIUS يبعد عن الأرض مسافة 8,6 سنة ضوئية أي يجب علينا خرق مسافة 8 سنوات في سرعة الضوء (300.000 كيلومتر في الثانية ) للوصول إليه ( إن وۥجد)فإن ثبت ذلك علميا خلال هذا القرن فإنه ُأثبته القرآن الكريم مند أكثر من أربعة عشر قرنا في قوله تعالى﴿ فلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُجُومِ وَإِنَهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ...الواقعة 76 ﴾ نعم مواقع النجوم حيث إضمحلت و لم يبقى إلا شعاعها فبهذا الإثبات العلمي وذلك الحديث النبوي الشريف " كان الله و لا شيء معه" رواه البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين وزاد سادتنا العلماء "وهو الآن على ما هو عليه" و لم يزد رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك خوفا على أن ۥتفتن الأمة في هذه الحقيقة إذ لا بد من شريعة قبل الحقيقة. فبهذا نفهم أن لو كانت الأرض موجودة حقا وجود مقيدا في مكان وزمان معين لقلنا فيها( بالنسبة لمن يرانا من مكان ٱخر في الكون) أنها أيضا غيرموجودة وأضمحل وجودها كما أضمحلت وجود النجوم . ونحن نترقب دورنا للحساب وكما قال أحد العارفين بالله " لا تمر ثانية إلا وأقام الله حساب خلق في عوالم أخرى" و إلا فكيف تفسر الحديث الذي سأل فيه الرسول صلى الله عليه و سلم سيدنا جبريل ( كم لك من العمر يا أخي يا جبريل ؟ فأجابه "والله لا أدري يا رسول الله غير أن كوكبا في الحجاب الرابع يظهر في كل سبعين ألف سنة مرة فرأيته أثنان وسبعين ألف مرة " فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم "والذي بعثني بالحق أنا ذلك الكوكب يا جبريل "رواه أبو هريره رضي الله تعالى عنه عن إبن عباس من حديث الإسراء و المعراج . إذن كان عليه الصلاة والسلام هو الكوكب النازل من الحجاب الرابع أي السماء الرابعة إلى سماء الدنيا . لماذا يا ترى ؟
الجواب و بالله التوفيق:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .الأنبياء107 ﴾ وهنا العالمين إشارة إلى كل شيء دون الله سبحانه. إذن هناك عوالم أخرى بلغ فيها صلى الله عليه و سلم رسالة ربه. و إلا لما يظهرويختفي ؟ وسأبين لك الآن أن هذه الاحتمالات مقبولة يقول الله عز و جل في كتابه الجليل ﴿وَإِن ﱠَ يَوْمًا عِنْدَ رَبِكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَا تَعُد ﱠُونَ ....الحج 47 ﴾ فكم لبث صلى الله عليه و سلم فينا في توقيتنا بالنسبة للتوقيت الإلهي؟مع العلم أنه لا توقيت في الحضرة الإلهية لانه سبحانه متعال عن حوصلة الزمان و المكان .لا زمان و لا مكان بل هي نسب . سؤال أطرحه على نفسك وحلل بالمفهوم الدنيوي....... نقول
توقيت ملكوتي يقابله زمان دنيوي
Temps galactique Temps sidérale
يوم أو 24 ساعة تساوي 1000 سنة دنيوية
نصف يوم أو 12 ساعة تساوي 500 سنة
ربع يوم أو 6 ساعات " " 250 سنة
3 ساعات " " 125 سنة
ساعة أو 60 دقيقة " " 41 سنة و 66 يوم
30 دقـــيقــــة " " 20 سنة و8 اشهر
الدقــــيقة " " 250يوما
ثانية واحــــدة " " 24.2 يوم
إلى أخ.............
فالمد ﱠة التي لبث فيها بيننا رسول الله المعروفة بـ( 63 سنة) ما هي في الحقيقة إلا ساعة و30 دقيقة و بضع ثواني, في التوقيت الملكوتي أو إن شئت قلت في توقيت الملائكة. مسافة نزول وصعود....كوكب يظهرويختفي.....في السماء الرابعة.
و بذلك فإن مدة عبادتنا الدنيوية التي اشار اليها رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين( رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي و رواه الترمذي وابن ماجه) تساوي بالتوقيت الملكوتي ساعة و 30 دقيقة و لكن تمهل قليلا يا أخي . لنا 5 صلوات مفروضة في اليوم . كل صلاة تستغرق حوالي 6 دقائق فالمجموع =30 دقيقة ثم أضربها في السنة (365 ضارب 30 = 10950 دقيقة) او 182 ساعة في السنة او حوالي 7 ايام إجماليا في السنة 7 ايام سنويا ضارب 60 سنة (معدل عمر الإنسان ) =420 يوم فقط اي سنة و55 يوم طوال ستون سنة من حياتك و الباقي لعب ولهو وعمل ومتعة الخ ....وكل هذا يساوي في التوقيت الملكوتي حوالي دقيقة وثلاثة و ثلاثين ثانية حسب التقريب . فسبحان الله هل عبدنا خالقنا كما تستحقه العبادة.لاوالله﴿وما قدرواالله حق قدره.الزمر 67﴾. وإذا رجعنا إلى العلم الحديث الذي أثبت عمر الأرض حسب التقريب إلى 4.7 مليار سنة وذلك إعتمادا على مادة الكربون 14 التي توضع على أي شيء لتحديد عمره مستعملة المادة النووية ISOTOP التي تزول بعد مدة معلومة لوجدنا حقا أن عمر الأرض يتراوح بين 4.7 مليار سنة. و حديث رسول الله مع جبريل أنه رأى كوكبا يظهر في كل سبعين ألف سنة مرة فرآه اثنان وسبعين ألف مرة دالا فعلا على هذه النسبة (72.000 x 70.000 تساوي حولي 5= مـليارات من السنين) فالفرق هو (300 مليون سنة) هل هذا يعني ما تبقى؟ و ما هي هذه النسبة في الزمان الإلهي حقا ؟ سؤال مطروح وسؤال ُمحير.
وهل الحقيقة تقتضي أن نقول بأن لمعان شبح وجود الأرض في المجموعة الشمسية في مرآة الكون ما زال لها 300 مليون سنة ثم ستختفي كما تختفي النجوم بعد ظهورها ؟ أوهذا يعني أن هذه الأرض ما هي في الحقيقة في الكون كله إلا نقطة و فيها السر كله ؟ وروى القندوزي الحنفي في (ينابيع المودﱠة) ما لفظه: وفي الدر ﱠ المنظم عن سيدنا علي كرم الله وجه " إعلم أن ﱠ جميع أسرار الكتب السماوية في القرآن، وجميع ما في القرآن في الفاتحة، وجميع ما في الفاتحة في البسملة، وجميع ما في البسملة في باء البسملة، وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي تحت الباء، فتخيل يا أخي عظمة الله سبحانه . نقطة بارزة في الكون و فوقها "ب"( هذه النقطة يجوز ان تكون هي مجموعتنا الشمسية ) والباء في جملة﴿ بِسْمِ اللَهِ الرﱠَحْمَٰنِ الر ﱠَحِيمِ ﴾ والجملة ساطعة في الفضاء في فاتحة الكتاب والآية في القرآن…. والقرآن في الأفاق ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَىٰ يَتَبَيَنَ لَهُمْ أَنَهُ الْحَق ﱠُ... فصلت 53﴾ والكتاب في اللوح المحفوظ ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ . البروج 21﴾ والحاصل أنه الكل مطوي ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَمَاءَ كَطَي ﱠِ السِجِل ﱠِ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَو ﱠَلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَا كُنَا فَاعِلِينَ... .الانبياء 104 ﴾ أي كان الله و لا شيء معه.... وهو الآن على ما هو عليه. ...رفعت الأقلام وجفت الصحف.....(الحديث)
إذن أنتهي كل شيء في الحضرة القدسية و طوي كل شيء وبقي شعاع لمعان نزول الرسول في الكون (مجرتنا.... كوكبنا..... أرضنا) قل ما شئت و ذلك هو وجودنا الحالي القائم على النور المحمدي الذي أشرق في ساعة أو أكثر من الزمان عند نزوله و الذي به لنا مدة البقاء...والبقاء لله وحده إذ لا موجود غيره. بقلم المهندس هشام عبد الخالق تونس