ابن السمطا عضو جديد
العمر : 41 عدد الرسائل : 65 تاريخ التسجيل : 28/11/2015
| موضوع: التقوى السند الأقوى، والتعريف بالسمطا 27/6/2016, 1:43 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمد لله رب العالمين) ربانا بنعمته ألوان، (الرحمن الرحيم) يحكم على عباده بالعدل والإحسان، (مالك يوم الدين) فنسألك الصفح والأمان، (إياك نعبد) أي نخضع بالعبادة في كل وقت وأوان، (وإياك نستعين) على الأعداء والنفس والشيطان، (اهدنا الصراط المستقيم) بالاستقامة على الإيمان، (صراط الذين أنعمت عليهم) من أهل الفضل والإيمان، (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) أهل الكفر والطغيان، آمين إجابة للدعاء وشكرًا للملك الديان.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كثرت نعماؤه، وزادت آلاؤه، وعظُم فضله، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، ختم به أنبياءه، وفضله على جميع خلقه، وشفعه في المذنبين يوم الدين، اللهم صلِّ عليه وعلى آله الطهرة الأصفياء وأصحابه البررة الأتقياء وسلم تسليمًا كثيرًا. ربما يفهم البعض من الناس أو يظن أن الاهتمام بالأنساب هو دعوة إلى القبلية أو رجوع إلى الجاهلية، وهذا فهم وظن خاطئ، فالاهتمام بالأنساب هو احترام للماضي، وتذكير وتفكير للحاضر؛ فالإنسان الذي لا يحترم ماضيه كالإنسان المجنون أو فاقد الذاكرة، وما كان بخلدي أبدًا أن أكتب عن الأنساب لولا مروري مصادفة على نسب السمطا المكتوب خطأً والبعيد عن الحقيقة تمامًا إذ وجدنا بعضهم ينسبهم خطأ إلى سمودا، فما أردت إلا التصويب وكتابة الصحيح من أفواه أهله.وعلى كل حال فمهما كان نسب الإنسان بغير تقوى فلا يساوي عند الله شيئًا، فسيدنا بلال بن رباح الحبشي رفعته تقواه ولم تهبط به حبشيته، وسيدنا سلمان الفارسي قال عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : "سلمان منا آل البيت "، ومن الناحية الأخرى انظر أبا لهب وأبا جهل وكثيرًا غيرهم ممن ماتوا على كفرهم لم تعلُ بهم أنسابهم ، ولم ترفعهم عروبتهم، وصدق الله العظيم إذ يقول: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وقد يدور في خلد قارئ فيقول: ما دام الفضل بالتقوى فأين فضل آل البيت؟ وباختصار نقول له: لو أن رجلين تساويا في التقوى هذا من آل البيت وهذا من غيرهم فطبعًا الذي من أل البيت أولى بالتقدم والزيادة والفضل والمحبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله إياي، وأحبوا آل بيتي لحبي". اللهم اجعلنا من المتقين.نتكلم الآن إن شاء الله عن ببيج الكهرمان أو القهرمان، وعن حدودها قديمًا.(ببيج القهرمان أو الكهرمان)القهرمان : أمين الملك ووكيله الخاص بتدبير دَخْله وخَرْجه، القَهْرَمان هو المُسَيْطِرُ الحَفِيظ على من تحت يديه، والقَهرمان من أُمناء الملك وخاصته فارسي معرب.وقيل: كلمة كهرمان بالتركية أو قهرمان معناها: البطل.والكهرمان -بالكاف- أيضًا عبارة عن مواد عُضويَّة نباتيَّة تحجرت ومن ثُمَّ تشكلت مُنذ آلاف السنين من أشجار صنوبريَّة مُنقرضة. وهي تُعتبر ذات قيمة كبيرة كالأحجار الكريمة. يمتاز الكهرمان بكونه هشًّا بالرغم من أنه متحجر من آلاف السنين، وهو يمتاز بأنه يبعث رائحة الصنوبر عندما يتم إحراقه أو بمجرد فركه باليدين.أما عن ألوان الكهرمان فهي تتخذ اللون الأصفر الذهبي واللون الأصفر الداكن المائل للبني واللون الأسود، وهناك أنواع نادرة تتخذ اللون الأزرق والأخضر، وتحتوي بعض أحجار الكهرمان على حشرات ومخلوقات مُنقرضة.وأما ببيج، فيقال لها الآن بيج، وسمعنا من أجدادنا أن بيج هو المكان الفسيح الجميل، ولا يزال يوجد في السمطا منطقة تسمى بـ(حوض بيج) سمعنا عنها حكايات كثيرة.فأما السمطا (التابعة لمركز دشنا محافظة قنا) فقيل إنها سميت بذلك لكرم أهلها لأنهم كانوا يمدون السماط للحجيج - والسماط ما يقدَّم عليه الطعام - وكانوا في طريق مرور الحجيج إلى بيت الله الحرام، وقد جاء في لسان العرب (سمط): "سَمَطَ الجَدْيَ والحَمَلَ يَسْمِطُه ويَسْمُطُه سَمْطاً، فَهُوَ مَسْموط وسَمِيطٌ: نتَفَ عَنْهُ الصوفَ ونظَّفه مِنَ الشَّعْرِ بِالْمَاءِ الْحَارِّ ليَشْوِيَه".وفي المعجم الوسيط (سمط): السماط: مَا يمد ليوضع عَلَيْهِ الطَّعَام فِي المآدب وَنَحْوهَا ". حدود ببيج القهرمان كما جاءت في القاموس الجغرافي والروزنامة القديمة من الناحية الجنوبية: القناوية، ومن الناحية الشمالية: دشنا، ومن الناحية الغربية: الجبل، ومن الناحية الشرقية: الجبل، تلك حدود بيج قبل العصر المملوكي، أما أجدادنا فيقولون: إن بيج الكهرمان قبل الطاعون الأسود الذي ضربها وقضى على سكانها ولم يبق منهم إلا القليل ، كانت حدودها أوسع من ذلك في العصر القديم لأنها كانت مدينة شهيرة ومعروفة، وهذا ما حكاه أجدادنا ونقلوه عمن قبلهم ممن نجوا من الطاعون من سكانها القدامى، وقد نزل بها العرب على فترات متفاوتة بعد أن حولها الطاعون إلى خراب، ثم عمرها العرب الذين أقاموا بها.ولكن من حوالي 200 سنة قُسِّمت إلى أربع جهات منها جهة السمطا التي سميت بها لكرم أهلها لأنهم كانوا يمدون السماط للحجيج - والسماط ما يقدَّم عليه الطعام - وكانوا في طريق مرور الحجيج إلى بيت الله الحرام، وكانوا يقدمون للحجيج سماطهم دون مقابل في فترة إقامتهم للراحة، فأطلق عليها الحجاج بلد السماط، فسُمِّيت سمطة وسُمِّيت السمطات وسُمِّيت أخيرًا بالسمطا.وكانت السمطا بها رئاسة منطقة بيج القهرمان، وهي الآن في وسط السمطا معروفة ومسجلة بسجلات مصلحة المساحة ببيج، وحكي لنا حكايات كثيرة عن قصورها وبساتينها ويقولون إنه كان فيها سراديب وآثار وكنوز ، هذا عن السمطا التي في دشنا التي سميت بذلك لمدها للسماط للحجيج لذلك سميت بالسمطا. أما السمطا التي في البلينا سوهاج فيقولون بأنها سميت باسم جد لهم يُدعى: سميط، فسبحان الحي الذي لا يموت وبيده الملك والملكوت، وهذا غيض من فيض نوهنا عنه باختصار مخافة التطويل والإملال، والله أعلم بالصواب.وقد قال بعضهم:لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا *** فَالمَوْتُ لا شَكَّ يُفْنِينَا وَيُفْنِيهَاوَمَنْ يَكُنْ هَمُّهُ الدُّنْيَا لِيَجْمَعَهَا *** فَسَوْفَ يَوْمًا عَلَى رَغْمٍ يُخَلِّيهَااعمل لِدَارِ البَقَا رِضْوَانُ خَازنُهَا *** والجَارُ أحْمِدُ والرَّحمنُ بَانِيهَاابن السمطا من آل بحر السمطي من نسل عيسى بن خلف بن بحر الشهير برحمة من نسل الحسين رضي الله عنه. | |
|