النهي عن سب الصحابة
من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله بذلك في قولـه تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [ الحشر:10].
وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قولـه: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» [متفق عليه].
ويتبرءون من طريقة المنحرفين من أهل البدع الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم ويكفرون أكثرهم.
وأهل السنة يقبلون ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم ويعتقدون أنّهم خير القرون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم قرني» الحديث في الصحيحين.
ولما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة وأنّها في النار إلاّ واحدة، سألوه عن تلك الواحدة فقال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» [رواه الإمام أحمد وغيره].
قال أبو زرعة وهو من أجل شيوخ الإمام مسلم: "إذا رأيت الرجل ينتقص امرءاً من الصحابة فاعلم أنّه زنديق، وذلك أنّ القرآن حق، والرسول حق وما جاء به حق، وما أدى إلينا ذلك كله إلاّ الصحابة. فمن جرحهم إنّما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق".
قال العلامة ابن حمدان في نهاية المبتدئين: "من سب أحداً من الصحابة مستحلاً كفر ، وإن لم يستحل فسق وعنه يكفر مطلقاً ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كـفـّرهم كفر". [شرح عقيدة السفاريني (2/388-389)].
بتصرف من كتاب/
(التوحيد للشيخ الفوزان ص 76)
سلسلة العلامتين