احمد يوسف عضو مميز
العمر : 53 عدد الرسائل : 174 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: التوسل 1 14/3/2009, 4:58 pm | |
| أنواع التوسل سؤال: ما هي أنواع التوسل؟ وهل هناك خلاف حولها؟ جواب: التوسل ستة أنواع، ثلاثة منها لا خلاف فيها بين المسلمين جميعاً: النوع الأول: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم: وهو أساس التوسل بالصالح الحي إلى الله تعالى. ومن أدلته: الحديث الأول: ما جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أنـس بن مالك رضي الله عنه (أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من بابٍ كان نحو دار القضاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ثم قال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا. قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا. قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحابٍ ولا قزعةٍ، وما بيننا وبين سَلْع من بيت ولا دار، قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، قال فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً، قال: ثم دخل رجلٌ من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: اللهم حَوْلَنا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس. قال شريك فسألت أنس بن مالك أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري). وفي الحديث دليل واضح على جواز التوسل بالحي الصالح، وإلا لأُمر ذلك الرجل بالدعاء من بيته أو أي مكان آخر دون الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث الثاني: أخرجه البخاري في التاريخ الكبير وابن ماجة في السنن ونص على صحته النسائي وأبو نعيم والبيهقي والمنذري والهيثمي والطبراني وابن خزيمة وهو ما رواه الترمذي بسنده عن عثمان بن حنيف (أن رجلاً أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أُصبت ببصري، فادع الله لي، فقال صلى الله عليه وسلم: اذهب فتوضأ وصل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بحق نبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني استشفع بك على ربي في رد بصري -وفي رواية "في حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه فيَّ" - ثم قال صلى الله عليه وسلم وان كانت حاجة فافعل مثل ذلك). وهذا الحديث حجة قوية في صحة التوسل بالحي، ومفهومه حجة لصحة التوسل بالميت. وسيأتي ذكره في مكان آخر. وروى أبو داود في سننه وغيره: (أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هلك الزرع وجف الضرع وإنّا نستشفع بك إلى الله تعالى ونستشفع بالله عليك. فسبّح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رؤي ذلك في وجوه أصحابه فقال: ويحك أتدري ما الله تعالى! إن الله تعالى لا يُشفع به على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك). فيلاحظ هنا إنكاره صلى الله عليه وسلم قول الرجل (إنا نستشفع بالله تعالى عليك). ولم ينكر قوله (إنا نستشفع بك إلى الله تعالى). وفي الصحاح مجموعة عطرة من هذه الأحاديث، لا يتسع لها المجال هنا في إثبات صحة التوسل بالحي الصالح. النوع الثاني: التوسل بأسماء الله تعالى وصفاته: وهو التوسل إلى الله بذاته تعالى وبأسمائه وصفاته ونحوها. وهذه الأنواع متفق على مشروعيتها. قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (186 البقرة). وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (180 الأعراف). وقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (60 غافر). والأدلة على هذا النوع أكثر من أن تحصى. النوع الثالث: التوسل بالعمل الصالح: وهو توسل الحي بالعمل الصالح إلى الله تعالى.أخرج البخاري في صحيحه ومسلم في كتاب الذكر عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى آووا المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار، فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم، اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فنأى بي في طلب شيء يوما، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غُبوقهما، فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا، فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج. قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي بنت عم، كانت أحب الناس إلي، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني، حتى ألمّت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلتْ، حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أُحِلَ لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، وفي رواية: أسألك بالله أن لا تفض الخاتم إلا بحقه. فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها، وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمّرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال يا عبد الله: أدِّ إليّ أجري. فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت: إني لا استهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئًا. اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون). وروى ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الخارج إلى الصلاة قوله: (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعةً، ولكن خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أن تنقذني من النار وأن تدخلني الجنة). وهذا الحديث أيضا توسل بالعمل الصالح والرجل الصالح "بحق السائلين عليك" "وبحق ممشاي هذا". | |
|