احمد يوسف عضو مميز
العمر : 53 عدد الرسائل : 174 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: فضيلة العلم 16/3/2009, 6:46 pm | |
| فضيلة العلم وحكمه وثوابه ليس شئٌ بعد الإيمان أقدسَ معنى وأعلى شأناً من العلم، فقد ُذكِر لفظ العلم في القرآن أكثر من تسعين مرة ترجع في معانيها إلى معنى اليقين، من ذلك قوله تعالـى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} الزمر (9)، وقوله سبحانه: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} المجادلة (11) ، و قولـــه جــلّ شأنــه {ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلِمه الذين يستنبطونه منهم} النساء (83)، والأحاديث النبوية الصحيحة وأقوال الصحابة والتابعين مستفيضة في هذا المعنى، من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام (فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي) رواه الترمذي وصححه، وقول الإمام عليّ كرم الله وجهه (العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالمُ ثـُلِمَ في الإسلام ثـُلَمةً لا يسدّها إلا خـَلَفٌ منه) وقال ابن مسعود رضي الله عنه (عليكم بالعلم قبل أن يُرفع، ورفعه موتُ رُواته، فو الذي نفسي بيده ليَودَّنّ رجال قُتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم، وإن أحداً لم يولدْ عالماً، وإنما العلم بالتعلّم)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما (تذاكر العلم بعضَ ليلة أحبُّ إليّ من إحيائها)، وسُئل ابن المبارك من الناس؟ فقال : العلماء، قيل فمن الملوك؟ قال: الزهاد، قيل فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين. يقول الإمام النووي رحمه الله في مقدمة شرح المهـذِّب (والحاصل أنهم ـ أي أهل العلم - متفقون على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل عبادات البدن، ومن دلائله-سوى ما سبق- أنّ نفع العلم يعمّ صاحبه والمسلمين، والنوافل المذكورة مختصة به، ولأن العلم مصحِّح، فغيره من العبادات مفتقر إليه، ولا ينعكس، ولأن العلماء ورثة الأنبياء، ولا يُوصفُ المتعبدون بذلك، ولأن العابد تابع للعالم مقتد به مقلد له في عبادته وغيرها، واجب عليه طاعته ولا ينعكس، ولأن العلم تبقى فائدته و أثره بعد صاحبه، والنوافل تنقطع بموت صاحبها، ولأن العلم صفة الله تعالى، ولأن العلم فرض كفاية) أ.هـ . وفرض الكفاية يسدّ فاعله مسدّ الأمة ويسقط الحرج عنها، ثم يقول الإمام النووي رحمه الله (اعلم أن ما ذكرناه من الفضل في طلب العلم إنما هو في من طلبه مريداً به وجه الله تعالى لا لغرض من الدنيا، ومن أراده لغرض دنيوي كمالٍ أو رياسة أو منصب أو جاه أو شهرة أو استمالة الناس إليه أو قهر المناظرين أو نحو ذلك فهو مذموم). | |
|