منتدى منارة دشنا
أبــــــــــداع الفـــــــــــــن ............... والتـقـــلــيـــد GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
أبــــــــــداع الفـــــــــــــن ............... والتـقـــلــيـــد GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبــــــــــداع الفـــــــــــــن ............... والتـقـــلــيـــد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نفرتيتي
عضو فعال
عضو فعال
نفرتيتي


انثى

العمر : 49
عدد الرسائل : 393
تاريخ التسجيل : 22/04/2009

أبــــــــــداع الفـــــــــــــن ............... والتـقـــلــيـــد Empty
مُساهمةموضوع: أبــــــــــداع الفـــــــــــــن ............... والتـقـــلــيـــد   أبــــــــــداع الفـــــــــــــن ............... والتـقـــلــيـــد I_icon_minitime23/4/2009, 1:51 pm

الفن بين محاكاة الطبيعة والإبداع




يعتبر القرن العشرين عصر بحث وتشكك وثورات وحروب واختراعات وإبداعات .. وتكشف لأهمية الفردوحقوقه الإنسانيه ؛ وبداية الإنصراف عن الفن الإغريقى باعتباره المصدر الأوحد للمداخل الفنيه - صار الفنانون فى وقفة هامه تعتبر بحق نقطة التحول فى الفنون التتشكيليه فى القرن العشرين ألا وهى : هل الفن تقليـــــــد للطبيعه أم إبـــــداع ؟؟
فباستعراض عصور الفن المختلفه حتى المدرسه التأثيريه نجد أن العالم الخارجى هو مرجع الفن والفنانين ؛ وعلى الرغم من اختلافات الفنانين فى ترجمته فى عصور متتاليه وبفرديات متنوعه وبنقط تركيز متعدده ؛ إلا أن الطبيعه الخارجيه كانت مصدر الفكره الفنيه ونهايتها ؛ وتقاس جودة الأعمال الفنيه بالاقتراب منها وضحالتها بالابتعاد عنها .
ويظهر ذلك جليا فى أعمال الفنان " هانز هولبين " ( 1497- 1543) الذى كان يبرز أدق التفاصيل حتى نسيج القماش وتفاصيل الأرض والسقف ، ويظهر ذلك بوضوح أكثر فى أعمال " فرانز هالز " ( 1580 - 1666 ) الذى صور لوحة طبيعه صامته يظهر فيها قرصا مقطوعا من الجبن الرومى وبجواره سكين ، وبتأمل جانب الجبن المقطوع تشاهد دقائق آثار السكين واضحه ؟؟
وحتى لو استعرضنا المدرسه التأثيريه برجالها المتنوعه ونزعاتها المختلفه لراينا أن ثورتها فى الضوء واللون لم تخرج من إطار الفن كتقليد ، فأعمال " فان جوخ " و " بول سيزان " و " بول جوجان " و " جورج سوراه " كلها كانت مستلهمه من نماذج موجوده أمامهم فى الطبيعه .
الإدراك الحســـى :
ولعل هذا ينقلنا إلى الأساس الذى بنى عليه الفن كتقليد للطبيعه ، وهو مانسميه " الإدراك الحسى " ففى هذا الإدراك يعتقد الفنان أن الحقيقه الفنيه موجوده خارج كيانه وهو يدأب على البحث عنها وكشفها وتسجيلها وبخاصه فى الوقت الذى لم تكن فيه الكاميرا قد اكتشفت بعد ، كان هم الفن ومؤازريه والذين يرعونه أن يسجل لهم الحقائق البصريه . وعلى الرغم من التحريفات من التحريفات الأولى فى الفن البدائى والمصرى القديم والفن الإغريقى إلا أن هذه التحريفات كانت تقل تدريجيا كلما اقترب الفنان من تسجيل الحقيقه الواقعيه خارجه ، حتى أنه بوصوله لعصر النهضه الإيطاليه تكشف قواعد المنظور والظل والنور وبدأت الصور تظهر ولها ثلاثة أبعاد وترسم فى الفراغ مما جعل الحقيقه البصريه تبدو فى ذروتها . والمثال على ذلك أعمال " مايكل أنجلو " و" دافنشى " و" رمبرانت " وغيرهم ..
وتمتلىء أكاديميات الفنون بالإنتاج الأكاديمى وبخاصة فى الفتره التى تسبق الحركه التأثيريه ، وهذا الإنتاج مؤسس على تسجيل الطبيعه وإظهار الواقع البصرى بقواعد وأصول محفوظه وألوان محدده ، كان يتوارثها التلميذ عن أستاذه ويورثها لمن سيأتى بعده وكان لا يسمح فيها بالإبداع ، فالأصل أن يلتزم التلميذ بالتعليمات المدرسيه التى تمكنه من إبراز تلك الحقيقه البصريه .
الإدراك الكلـــــى ( الحقيقه الفكريه ) :
والإدراك الكلى يعنى الإعتماد على ذاتية الفنان واعتبارها أساسا فى التعبير والابداع الفنى فى الفن التشكيلى بفروعه المختلفه ، والإدراك الكلى يعتمد على الفكره وعلى المفهوم أو التصور الذاتى لما تكون عليه الأشياء . وهذا الإتجاه مهد للرمزيه فى الفن التشكيلى وخرجت من الإدراك الكلى تعبيرات مميزه لفنانين أمثال " بول كلى " و " مارك شاجال " و خوان ميرو "و " هنرى مور " و " ماكس أرنست " وغيرهم .
ويتضح هنا التضارب بين ما يسمى "
الحقيقه الفكريه " و " الحقيقه البصريه
" فالأولى تتعلق بالأفكار أى أن الحقيقه فكره ، وهى ترتبط هنا بالإدراك الكلى . أما الحقيقه الأخرى فهى عينيه تتعلق بميكانيزم الإدراك الحسى والبصرى . والاثنان مختلفان اختلافا جوهريا : الأولى محرره والثانيه مقيده ، الأولى مؤلفه والثانيه منقوله ، الأولى تحمل الإبداع والثانيه تلتزم بالأصل .
ويظهر من هذا التحليل أن فن القرن العشرين قد اتجه إلى الحقيقه الفكريه أكثر من اتجاهه إلى الحقيقه البصريه ، أى إلى المفهوم أكثر من الملموس ، وهذا يبرر ظهور الحركات التى تنادى : بالرمزيه والتجريديه والتجريبيه واللاموضوعيه والنقاء الخالص وغيرها من الإتجاهات التى بنيت على مفاهيم وأفكار ونظريات أكثر من بنيانها على حرفية المرئيات .
كما أن فن القرن العشرين كان أكثر وعيا بالحقيقه الفنيه وطبيعتها ، حتى أن فكرة التقليد للعالم الخارجى بدأت تتلاشى مع بداية القرن وتحل محلها أفكار ونظريات جديده عن مفهوم الإبداع ودور الفرد فيه ،.


والخلاصه أن الفن كتقليد للطبيعه يعنى محاولة محاكاة المرئيات فى العالم الخارجى ونقل تفاصيلها وخصائصا بأمانه ، والتقليل قدر الإمكان من العوامل الذاتيه فى هذا النقل ، أى يعتمد فى هذا الصدد على الإدراك الحسى ، أى على " ميكانيزم " الرؤيه للتعرف على الأشياء الخارجيه وتسجيلها ، والعين حين تدرك الأشياء دون أن يتدخل الوجدان فى الرؤيه ، فإنها تنتهى حتما إلى عملية تسجيل للمرئيات ، وهذا التسجيل أقدر عليه الكاميرا الملونه وآلة السينما ، حيث يمكن بأمانه نقل العالم الخارجى بصورة ملونه دقيقه .



قراءات فى كتاب ( الفن فى القرن العشرين ) للأستاذ الدكتور محمود البسيونى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبــــــــــداع الفـــــــــــــن ............... والتـقـــلــيـــد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: قسم الأدب والفنون :: الفن التشكيلي-
انتقل الى: