مرحلة المراهقة مرحلة عدم استقرار نسبياً، والمراهق يتقلب فيها فى عدد من الحالات الانفعالية. وقد يكون من المحير للكبار تقلب اتجاهات المراهقين نحوهم، فبينما يطلب المراهق المعونة والنصح يوماً من أبيه أو مدرسه ويعبر عن شكره الزائد لذلك وينفذ النصيحة في حينها، نراه فى اليوم التالى يتضايق إذا اقترحت عليه أقل اقتراح وقد يعلن لك انه اصبح فى سن يستطيع فيه ان يعرف الصواب اكثر من اى شخص اخر.
ويجب على الاباء والمدرسين ان يتقبلوا ويتفهموا هذا التقلب بين المتتناقضات و الانحراف السريع من الاعتماد الكلى الى الاستقلال الكلى وذلك ان كانوا يرغبون حقيقة فى مساعدة ابنائهم فما هذه التغيرات الا محاولة لايجاد حل لمشاكلهم الانفعالية و ان التأرجح بين الاعتماد الكلى الذى يتصف به الاطفال الى الثورة والتمرد سببه عاملان متضاربان فهو أولاً يود ان ينمو ويقف على رجليه وهو ثانياً يود أيضاً ان يستمر معتمداً على غيره حتى يتهرب من المسئولية والمضايقات وهو فى أى طريق من هذين الطريقين لا يشعر الا بالرضا التام لأنه فى مرحلة انتقالية يلزمه فيها بعض الوقت حتى يتخلص من القديم ويحل محله الجديد وعندئذ يبدأ فى الاستقرار ولا يجوز ان نتوقع الاستقرار قبل ذلك.