تفسبر سورة النصر

موضوع: تفسبر سورة النصر 17/5/2009, 8:09 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
---------------------------------------------------------------------------------------------

تفسير سورة النصر

{إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِبَا}.

{إذا جاء نصر الله والفتح} الخطاب للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، {نصر الله} النصر هو تسليط الله الإنسان على عدوه بحيث يتمكن منه ويخذله ويكبته، والنصر أعظم سرور يحصل للعبد في أعماله، لأن المنتصر يجد نشوة عظيمة، وفرحاً وطرباً، لكنه إذا كان بحق فهو خير، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «نصرت بالرعب مسيرة شهر» أي أن عدوه مرعوب منه إذا كان بينه وبينه مسافة شهر، والرعب أشد شيء يفتك بالعدو، لأن من حصل في قلبه الرعب لا يمكن أن يثبت أبداً، بل سيطير طيران الريح فقوله: {إذا جاء نصر الله} أي نصر الله إياك على عدوك{والفتح} معطوف على النصر، وعطفه على النصر مع أن الفتح من النصر تنويه بشأنه، وهو من باب عطف الخاص على العام، كقوله تعالى: {تنزل الملائكة والروح فيها} [القدر: 4].

أي في ليلة القدر فجبريل من الملائكة وخصه لشرفه، و(ال) في الفتح للعهد الذهني، أي: الفتح المعهود المعروف في أذهانكم، وهو فتح مكة، وكان فتح مكة في رمضان من السنة الثامنة للهجرة، وسببه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما صالح قريش في الحديبية في السنة السادسة ـ الصلح المشهور ـ نقضت قريش العهد فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلّم وخرج إليهم من المدينة بنحو عشرة آلاف مقاتل خرج مختفياً وقال: «اللهم عمي أخبارنا عنهم» فلم يفاجأهم إلا وهو محيط بهم ودخل مكة في العشرين من رمضان، من السنة الثامنة للهجرة، مظفراً منصوراً مؤيداً، حتى إنه في النهاية اجتمع إليه كفار قريش حول الكعبة فوقف على الباب وقريش تحته ينتظرون ما يفعل، فأخذ بعضادتي الباب وقال: يا معشر قريش،

ما تظنون أني فاعل بكم؟ وهو الذي كان قبل ثمان سنوات هارباً منهم وكانوا الان في قبضته وتحت تصرفه، قال: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم} [يوسف: 92]. اذهبوا فأنتم الطلقاء، فعفى عنهم عليه الصلاة والسلام، هذا الفتح سماه الله فتحاً مبيناً، فقال تعالى: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} [الفتح: 1]. أي بيناً عظيماً واضحاً، ولما حصل عرف الناس جميعاً أن العاقبة لمحمد صلى الله عليه وسلّم وأن دور قريش واتباعه قد انقضى فصار الناس {يدخلون في دين الله أفواجاً} أي جماعات بعد أن كانوا يدخلون فيه أفراداً، ولا يدخل فيه الإنسان في بعض الأحوال إلا مختفياً، صاروا يدخلون في دين الله أفواجاً، وصارت الوفود ترد على النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة من كل جانب حتى سمي العام التاسع (عام الوفود) يقول الله عز وجل إذا رأيت هذه العلامة {فسبح بحمد ربك واستغفره} كان المتوقع أن يكون الجواب فاشكر الله على هذه النعمة واحمد الله عليها ولكن {فسبح بحمد ربك واستغفره} وهذا نظير قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً. فاصبر لحكم ربك} [الإنسان: 23، 24]. كان المتوقع فاشكر ربك على هذا التنزيل وقم بحقه، ولكن قال: {فاصبر لحكم ربك} إيذاناً بأنه سوف ينال أذىً بواسطة إبلاغ هذا القرآن ونشره بين الأمة {فسبح بحمد ربك واستغفره} عند التأمل تتبين الحكمة فالمعنى أنه إذا جاء نصر الله والفتح فقد قرب أجلك وما بقي عليك إلا التسبيح بحمد ربك والاستغفار {فسبح بحمد ربك} أي سبحه تسبيحاً مقروناً بالحمد. والتسبيح: تنزيه الله تعالى عما لا يليق بجلاله. والحمد: هو الثناء عليه بالكمال مع المحبة والتعظيم. اجمع بين التنزيه وبين الحمد {واستغفره} يعني اسأله المغفرة. فأمره الله تعالى بأمرين:

الأمر الأول: التسبيح المقرون بالحمد.

والثاني: الاستغفار. والاستغفار هو طلب المغفرة. والمغفرة ستر الله تعالى على عبده ذنوبه مع محوها والتجاوز عنها. وهذا غاية ما يريد العبد، لأن العبد كثير الذنب يحتاج إلى مغفرة إن لم يتغمده الله برحمته هلك، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته». لأن عملك هذا لو أردت أن تجعله في مقابلة نعمة من النعم، نعمة واحدة لأحاطت به النعم، فكيف يكون عوضاً تدخل به الجنة؟ ولهذا قال بعض العارفين في نظم له:
إذا كان بشكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكرفكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر{إنه كان تواباً} أي: لم يزل عز وجل تواباً على عباده، فإذا استغفرته تاب عليك، هذا هو معنى السورة.

لكن السورة لها مغزى عظيم لا يتفطن له إلا الأذكياء، ولهذا لما سمع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن الناس انتقدوه في كونه يُدني عبدالله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مع صغر سنه ولا يدني أمثاله من شباب المسلمين، وعمر ـ رضي الله عنه ـ من أعدل الخلفاء أراد أن يبين للناس أنه لم يحابِ ابن عباس في شيء، فجمع كبار المهاجرين والأنصار في يوم من الأيام ومعهم عبدالله بن عباس وقال لهم: ما تقولون في هذه السورة {إذاجاء نصر الله والفتح} حتى ختم السورة ففسروها بحسب ما يظهر فقط، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، ولم يقل بعضهم شيئاً. فقال: ما تقول ياابن عباس قال: يا أمير المؤمنين هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أعلمه الله له: {إذا جاء نصر الله والفتح} فتح مكة فذاك علامة أجلك، {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً} فقال عمر: «والله ما أعلم منها إلا ما تعلم». فتبين بذلك فضل ابن عباس وتميزه، وأن عنده من الذكاء والمعرفة بمراد الله عز وجل.

لما نزلت هذه السورة جعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي هو أشد الناس عبادة لله وأتقاهم لله جعل يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي». فنقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

تفسير ابن العثيمين

موضوع: رد: تفسبر سورة النصر 17/5/2009, 11:44 pm

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

جزاكِ الله خيرا على هذا النقل الممتع أختي الكريمة
أنا قرأت كثيرا هذه السورة الجليلة وأيضا قرأت في بعض التفسيرات لهذه السورة ولكن لم تكن مثل هذا السرد الخفيف
شكرا لكِ وجزى الله عنا الشيخ خير الجزاء
ومعذرة لي سؤال آخر بعيد عن الموضوع ؟؟
ما هو الفرق بين الحديث العزيز ، والغريب ، والمشهور ، والمتواتر فقد مرت علي هذه المسميات ولم أعيها جيدا
وأيضا سمعت عن الحديث المتفق عليه والحديث الذي رواه الشيخان وعرفت ان لهما نفس المعني فماالفرق بينهما
شكرا لكِ أختي الكريمه /الاستاذة منحة القاضي

موضوع: رد: تفسبر سورة النصر 18/5/2009, 3:57 am

شكرا لك ياخ محمد

الثلاثة اقسا م التى ذكرتها هى توضع تحت خبر الاحاد

اولا الحديث ينقسم الى متواتر واحاد

المتواتر:مارواه عدد كثير من الرواة تحيل العادة تواطئهم على الكذب

اى هذا الحديت فى كل طبفة من طبقات سندة يرويه مجموعة من الرواة (الصحابة) فيستحيل عقلا ان يكون كلهم كذابيين مثل

ان يقول الراوى سمعت الرسول او رايتت او لمست...

كل هذة الاحاديث مقبولةلذلك

مثال حيث:من كذب على متعمدا فليتبوا مقعده من النار

روى هذا الحديث اكثر من سبعين صحابى

ثانيا احديث الاحاد:
نعرف اقسامه سيتضح المعنى:1_ المشهور مارواه ثلاثة فاكثر(فى كل طبقة) مالم يبلغ حد التواتر

هدا ماصطلح عليه اهل الحديث وهناك مشهور غير اصطلاحى وهو مااشتهر على السنه الناس سواء صحيح او ضعيف

مثل المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
متفق عليه
واحاديث الاحاد لايحكم عليها بالصحة ولا بالضعف فمنها الصحيح ومنها الضعيف

2_الحديث العزيز:

لايقل رواته عن اثنين فى جميع طبقاته

اى لايوجد فى طبقة من طبقات سند الحديث اقل من اثنين مثلا حديث رواه البخارى مرة عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

لايؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين

وروى (نفس الحديث)عن انس قتادة وعبد العزيز بن صهيب

ورواه عن قتادة شعبة وسعيد

ورواه عن عبد العزيز بن صهيب اسماعيل بن علية وعبد الوارث ورواه عن كل منهم جماعة

بص رواه عن انس اثنين خلاص وعن كل منهم بعد ذلك اثنين ثم انتشر بعد ذلك

المهم فى كل طبقة(سند) اثنين

3_الغريب:

ماينفرد بروايته واحد(صحابى واحد يرويه عن النبى صلى الله عليه وسلم)

مثل الحديث المعروف انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء مانوى....

تفرد بروايته فقط عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه

واحاديث الحاد منها المقبول ومنها المردود

موضوع: رد: تفسبر سورة النصر 18/5/2009, 4:28 am

اللى فات تقسيم الحديث من حيث وصوله الينا وقلنا منه مقبول ومردود(ضعيف)

الان المقبول اقسامه 1_الصحيح لذاته2_ والصحيح لغيره3_ والحسن لذاته 4_والحسن لغيره

1_ الحديث الصحيح:ومااتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله الى منتهاه من غير شذوذ ولا علة

معنى دة:لابد من شروط لقبول الحديث الصحيح اتصال السند كل راوى يكون اخذه مباشرة عمن فوقه(شيخه)

يكون الرواة عدول اى مسلم بالغ عاقل غير فاسق والى اخره

يكون الراوى ضابط لحفظه

ولايكون الحديث شاذ والشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو اوثق منه

اى هناك ثقة وهناك راو اوثق منه فلايخالف الثقة من هو اوثق منه بروايته ففى هذه الحالة يؤخذ برواية الاوثق سبحان الله تصحيح العلماء فى الاحاديث دقيق جدا

واخيرا عدم العلة العلة سبب غامض خفى يقدح فى صحة الحديث مع ان الظاهر السلامة منه مثل كذب الراوى اوغفلته
او سوء حفظه

2_الحسن اذا خف الضبط هو الحسن

نفس شروط الصحيح ولكن اختلف الضبط هناك تام الضبط وهنا خف ضبط الراوى
3_الصحيح لغيره:هو الحسن لغيره اذا روى من طريق اخر مثله سمى بذلك ليس لان الصحة اتت منه ولكن من طريق اخر قواه فانضما الحديثان فقوى بعضهم البعض

يعنى حديثان حسن وحسن هذا خف ضبطه وهذا خف ضبطه فلما اجتما فوى كل منهما الاخر فاصبح كل منهما صحيح لغيرة

4_الحسن لغيرةهو الضعيف اذا تعددت طرقه
يعنى كذا حديث كلها فيها ضعف لكن لما اجتمعت اصبحت حسن لغيره لان اجتماعها من غير وجه قواها

موضوع: رد: تفسبر سورة النصر 18/5/2009, 5:05 am

نييجى للسؤال الثانى الحديث الصحيح له مراتب:
من الاعلى
1_ما اتفق عليه البخارى ومسلم

2_ماانفرد به البخارى

3_ماانفرد به مسلم

4_ماكان على شرطهما
5_ماكان على شرط البخارى

6_ماكان على شرط مسلم

7_ما صح عند غيرهما من الائمة كابن خزيمة وابن حبان مما لم يكن على شرطهما

لازم نعرف ماهو شرط البخارى ومسلم فى قبول الحديث

شرط البخارى:

ثبوت اللقاء بين الراوى ومن روى عنه يعنى لابد من ملاقاته ومعاصرته
يعنى يكون معاصر لشيخه ولقيه فاخذ الحديث منه مباشرة

اما شرط مسلم:
اشترط مسلم فقط المعاصرة ولم يشترط الملاقاة يقول ما دام انه معاصرله ونسب الحديث اليه فالاصل انه سمعه منه

فكان شرط البخارى اقوى واشد من شرط مسلم

ولذلك قال العلماء :ان صحيح البخارى اصح من صحيح مسلم اما اصح الصحيح مااتفق عليه البخارى ومسسلم

المتفق عليه: مااتفق على ثبوت صحته الشيخان البخارى ومسلم لا مااتفقت عليه الامة

وان شاء الله اكون وصلت لك المعلومة

وابدا فى دراسة مصطلح الحديث بدراسة المختصرات ثم المتوسطات واذا اردت ان تتوسع اقرا المطولات مثلا ابدا بشرح منظومة البيقونية شرح ابن عثيمين رحمه الله وله كتاب اول ثانوى نزله من النت بسيط
ثم شرح نخبة الفكر شارحها الشيخ ابن عثيمين وكذلك الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله
وبعدين ابن الصلاح او العراقى واتوسع براحتك

موضوع: رد: تفسبر سورة النصر 18/5/2009, 10:56 am

شكرا لكِ والله على هذه المعلومات الغزيرة التي تكتب بماء الذهب
جزاك ِ الله عنا خيرا وإن شاء الله سوف أأخذ بنصيحتك وأبدأ بدراسة المختصرات
تقبلي من كل التقدير والاحترام