ها نحن ننشغل مرة اخرى فى خلافاتنا وجدلنا العقيم , وها نحن نغرق فى مشاكلنا بشتى انواعها والوانها ,ا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها , وها هى اسرائيل تستغل هذا الانشغال , لتزيد من سياستها العنصرية , وتطرفها وهجمتها ضد الشعب الفلسطينى وارضة , فالقمع الاسرائيلى ضد أبناء الشعب الفلسطينى يزداد عنصرية وعنفا يوما بعد يوم , حتى أن المظاهرات السلمية التى تخرج للأحتجاج على أقامة جدار الفصل العنصرى فى بلعين , حتى هذة المظاهرات تقابل بالرصاص والقمع والقتل , وهاهى الارض الفلسطينية يقضمها الاستيطان وجدار الفصل العنصرى يتمدد ليقسم الارض والاهل , وتتواصل السياسة العنصرية فى هدم البيوت فى القدس وسحب الهويات .
كل هذا وغيرة يعطى صورة قاتمة عن اوضاعنا الفلسطينية , ويؤكد كم تستفيد اسرائيل من استمرار حالة الانقسام والخلاف التى تسود الساحة العربية والفلسطينية , فالاخلافات التى تعصف بالامة العربية ادت الى أنشعال كل دولة فى مشاكلها وهمومها , كما شجعها الانقسام الفلسطينى الذى احدثة الانقلاب الاسود فى قطاع غزة , وما خلفة من تعميق فى الخلافات العربية , واعفى بعض الانظمة من واجباتها القومية تجاة القضية الفلسطينية , تحت مبررات ( حتى يتفق الفلسطينيون ) , وهو بالتالى ما اعطى الفرصة لاسرائيل للاستمرار فى سياسة القمع والتهويد وبناء الجدار , وما الحرب على غزة الا أحدى نتائج هذا الانقسام الفلسطينى , الذى دفع اسرائيل وشجعها للقيام بهذة الحرب .
أن استمرار الخلافات العربية والفلسطينية , هى مصلحة اسرائيلية فى الدرجة الاولى , تسعى اسرائيل الى تعميقها وبقائها , للهروب من الاستحقاقات التى تلزمها بها الاتفاقات الموقعة , والتى تعمل اسرائيل جاهدة , وخاصة فى ظل حكومتها الحالية , تعمل على عدم الالتزام بها , بل انها تقول انها لاتعترف بها اصلا وبما يترتب عليها , وهى تستغل الوضع العربى المتشرذم , والانقسام الفلسطينى فى الاستمرار فى مشروعها الاستيطانى , وذلك لادراكها بعدم وجود صف عربى وفلسطينى موحد يستطيع مواجهتها , فى ظل غياب المجتمع الدولى وانشغالة بالازمة الاقتصادية التى تعصف بالعالم .
ان استمرارنا فى الجدل والحوار والتفاوض الى ما نهاية دون الوصول الى نتيجة عاجلة تعيد رص الصف الفلسطينى , وتزيل الخلافات العربية , أن استمرارنا فى ذلك الى ما لا نهاية سيترتب علية ضياع ما تبقى من فلسطين , وسيترتب علية تهويد القدس التى تصرخ اليوم من شدة الهجمة الرامية الى تهويدها , وطرد ابناءها , وهدم بيوتها , وطمس معالمها الاسلامية والمسيحية .
ان دعوة الحكومة الاسرائيلية الحالية للاعتراف بأسرائيل كدولة يهودية يفضح الخططات الاسرائيلية , ويؤكد حجم الخطر المحدق بالشعب الفلسطينى , ويقرع ناقوس الخطر حتى يفيق الواهمون , فالخطر يشمل الجميع والكارثة أن حلت ستحل على رؤوس الجميع .