لاتحزن لعله خير لك 000
أهدي مقالي الى كل من عصفت به رياح البلاء الى كل من سكنته الأحزان ...
وحار به الفكر وجالت به الأوهام ...
اليكم أحبتي سطور .. حوت بعضا من الكلمات ..
التي أردتها أن تنزل سكينة وبردا وسلاما على قلوبكم ...
هل هناك منكم من يشكو ؟؟
هل هناك منكم من ضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بما رحبت؟؟
هل هناك منكم من غابت عن شفتاه البسمة ؟؟
هل منكم من كتم الهم أنفاسه ؟وسكن الوجع جسده؟؟
اليكم جميعا أقول :
لا تحزنوا لعله خير
قال تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )ليتنا نتدبر ّأيات الله ونفهم معناها .. ربنا الرحيم اللطيف الكريم يغدق علينا بالنعم
والعطايا وعند حدوث أدنى بلية أو مشكله تضيق أنفسنا ونكتئب ونحزن ...
لماذا الحزن ؟؟أين الرضا والتسليم !!!
الله سبحانه أعلم بأنفسنا منا وماهو الأصلح والأفضل لها ..
بينما نحن البشر معرفتنا قاصرة ومحدودة...
ولا نعلم أين يكمن الخير ؟؟
قال تعالى (والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
أيها الانسان علام الحزن والضيق والهم؟ هل هو على دنيا ام دين
ان كان حزنك على تقصير في أمر من أمور دينك أو تفريط في حق من حقوق الله
أو التمادي في ارتكاب الذنوب والخطايا ...
فابشر فهذا دليل على يقظة قلبك وزيادة ايمانك فكلما زاد حزنك زاد ايمانك
وكفر الله عنك سيئاتك وزادك خضوعا وخشوعا ...
وان كان حزنك على ضياع دنيا مثل ابتلاء في الجسد من مرض واعاقة
فهذا رحمة من الله يريد أن يعلي درجتك اذا صبرت ..الم يقل رسولنا الحبيب عليه الصلاة و السلام
(من يرد الله به خيرا يصب منه )
وان كان حزنكم على خسارة الاموال وضياع الممتلكات
أو على موت الاحبة وفراق الاصحاب او على الجوع والجهل .....الخ
وكلها ابتلاءات لا يسلم منها احد من البشر والجميع معرض لها ..
ولكن ان قابلناها بالصبر والاحتساب جزانا الله بالخير الكثير من حيث لا نعلم ..
أفلا نحتسب اذن ؟الا نصبر ؟حتى لا يفوتنا ضياع الاجر !!
هل سيعيد الحزن ما فقدناه ؟
هذا هو حال الدنيا
طبعت على كدر وأنت تريدها
خالية من الأنكاد والأكدار
ان حياتنا مثل كتاب كبير صفحاته أيامنا ان صادفتنا يوما صفحة سوداء أو حتى رمادية
فبكل سهوله اقلب الصفحه ولا تنظر للخلف وافتح صفحه جديده بيضاء نقية
الماضي ذهب لن يعود انتهى بكل مافيه من أحزان وأتراح وهموم وبلايا
ما الفائده من استرجاعه أم اننا نهوى تعذيب أنفسنا وتحطيم ذواتنا ؟؟
والمستقبل غيب لا يعلمه الا الله فلماذا نشغل أنفسنا بالتفكير بما سيحدث فيه
فلنعش اللحظه واليوم كما قال ابن عمر رضي الله عنه
(اذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)
ما مضى فات والمؤمل غيبُ
ولك الساعة التي أنت فيها
فلم الحزن واليأس والهم على ما فات أو على ما لم يحصل أو ما حصل أو ما قد يحصل ؟
فلنجعل مداركنا أوسع ونؤمن بأن كل مصيبه وبلاء وراءها خير كبير لا تدركه عقولنا ..
فلتطمئنوا جميعا فكل عسر بعده يسر...
.