شعب الإيجور الذى يسكن مقاطعة شينج يانج غرب الصين والاضطرابات الأخيرة التى وقعت به كانت محور اهتمام الصحف الأمريكية، فقد أفردت مجلة TIME الأمريكية تحليلاً عن تاريخ القضية وأبعادها الاجتماعية والثقافية، مؤكدة أنه يسيطر عليها السخط والشعور بتهميشها بعيداً عن الازدهار الصينى.
يقول أوسن رامزى مراسل المجلة فى الإقليم «إنك فى شوارع مدن وبلدات منطقة شينجيانج يمكنك سماع شكاوى الأقلية الإيجورية من القيود التى تفرضها السلطات الصينية على ممارستهم لشعائرهم الدينية، كما أن ثقافتهم ولغتهم ترتبط أكثر بشعوب وسط آسيا».
ولكن المشاهدات الأخيرة التى وقعت فى أرومكى عاصمة الإقليم التى شهدت انفجاراً لأعمال الشغب الطائفية الأسبوع الماضى والتى خلفت أكثر من ١٩٢ قتيلاً، كانت الإشارة الأكبر على شكوى الإيجوريين من التهميش الاقتصادى الذى يعانون منه.
ورغم أن إقليم شينجيانج يشكل سدس مساحة اليابسة فى الصين، لكنه يأوى أقل من ٢% من عدد سكان الصين. ويتميز بغناه الواسع بالثروات المعدنية والزراعية. وارتفع الناتج القومى للإقليم من ٢٠ مليار دولار فى ٢٠٠٠ إلى ٤٤ مليار دولار فى ٢٠٠٦، ورغم ذلك يشعر الإيجوريون بأن الازدهار الاقتصادى لم تستفد به سوى الأغلبية من جنس «هان».
وعن الأسباب المباشرة التى أدت لوقوع أعمال الشغب الطائفية فى الإقليم ذكرت «TIME» أن مظاهرة نظمت فى أورومتشى فى ٥ يوليو الجارى للتنديد بمقتل اثنين من الإيجور على بعد آلاف الأميال فى مصنع للألعاب فى مقاطعة قوانجدونج الساحلية.
أما صحيفة Christian Science Monitor الأمريكية فقد أشارت إلى جانب آخر فى القضية خارج الصين وليس داخلها وقالت «إن أغلب المسلمين فى جميع أنحاء العالم التزموا صمتاً قاتلاً حيال المواجهات العنيفة بين الإيجور المسلمين وقومية الهان».
وتابعت الصحيفة «إذا كانت الحكومة الصينية أعلنت أن غالبية القتلى هم من قومية الهان إثر هجوم من الإيجور الذين يشكون عقوداً من التهميش وسوء المعاملة والإهمال، فإن كثيرا من الإيجور قتلوا كذلك، كما اعتقلت السلطات الصينية الآلاف منهم، وتعمد إلى إعدام كثير منهم». ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات الصينية أقدمت على إغلاق المساجد الأسبوع الماضى مما يعد خطوة تضاف إلى القيود العديدة الصارمة التى تفرضها الصين على حرية التعبير فى شينجيانج.
وهذه أمور من شأنها أن تثير احتجاجات عاطفية هائجة لو حدثت فى بلد عربى، كما حدث عدة مرات فى السابق، بحسب تعبير الصحيفة التى تابعت. لكن لم تُحرق أعلام صينية فى كراتشى ولا دمى للرئيس الصينى هو جنتاو فى القاهرة ولم تتردد هتافات «الموت للصين» فى شوارع طهران.
فما الذى جعل الرد على القمع الصينى مختلفاً؟! تتساءل Christian Science Monitor. وتقول إن محاولة طرح الإجابة على لسان الزعيمة الإيجورية ربيعة قدير التى نقلت عنها قولها «سبب صمت العالم الإسلامى حيال معاناة الإيجور هو أن السلطات الصينية نجحت فى الدعاية التى روجت لها داخل العالم الإسلامى أن الإيجوريين موالون للغرب أكثر مما هم مسلمون حقيقيون».
وفى المقابل، جاء الرد الأقوى من رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان الذى وصف ما جرى للإيجوريين بأنه «إبادة» كما نزل آلاف الأتراك إلى الشوارع للتنديد بما تعرض له إخوانهم الإيجور.