مقادير ياقلب العنا

مقادير يا قلب العنا
مقادير
مقادير وش ذنبي أنا



القدر .. ذلك الغامض البعيد القريب
حياتنا ومماتنا .. فرحنا وحزننا
الحياة قدر
والموت قدر
مقدر ان نعيش ومقدر ان نموت
مقدر ان نفرح ومقدر ان نحزن
من منا لم يحلم بقدره
من منا لم يتمنى قدره
ونحن صغار نتمنى ونحلم
ونحن كبار نسعى ونحاول
لنصل لحلمنا لما نتمناه
وفي سعينا ..
منا من يساعده قدره ويتحقق حلمه
ومنا من يغلبه قدره ويتحطم حلمه
السعادة قدر
وعندما لا نعيشها نحلم بها







على ميعاد حنا و الفرح كنا
و كنا بعاد وعشنا على الأمل حنا
و كان الفرح غايب و اثر الأمل كاذب
مقادير مقادير..







اصعب الاقدار ان تلتقي بحلمك وسعادتك
تلمسها بيدك
وتعانقها عيناك بفرح..
ولكن كما كان مقدر ان تلتقيها
فقدرك ان تفقدها..









يا أهل الهوى كيف المحبة تهون
كيف النوى يقدر ينسى العيون
نظرة حنين و أحلى سنين
عشناها عشناها يا قلبي الحزين
مقادير




وحينها تتمنى لو لم تلتقيها..
فالحلم وهو بعيد ومجهول
سهل ان تنساه وتحلم بغيره
ولكن عندما تعانق حلمك وأملك
وفي نفس الوقت يختطف منك
فهذا هو العذاب الحقيقي
وتبقى حسرته في قلبك للأبد..
وحينها تعلم بأن هذا هو قدرك ..
وبأنها هي الدنيا ..
مقدورك ان تمضى أبدا فى بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع..
فحبيبة قلبك ياولدي
نائمة فى قصر مرصود
من يدخل حجرتها من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها من حاول فك ضفائرها
ياولدي مفقود مفقود..
كثير من يتوهم بأن السعادة والحظ
في المال والجاه
لكن عندما تمتلكهم ولا تمتلك سعادتك
فأنك ستعلم بأنك تعيس الحظ ..
فما قيمة المال والجاه
حينما تفتقد حلمك وسعادتك
هنئياً لمن حلمه سيارة فارهة وفيلا ورصيد في البنك
وشقياً من كان يملك كل ذلك ويخسر حلمه وسعادته
هذه هيا الدنيا.؟؟
ستفتش عنها ياولدي فى كل مكان
وستسأل عنها موج البحر وستسأل فيروز الشطأن
وتجوب بحارا وبحارا وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوما ياولدي
مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان..
ومن أغلى نعم الله التي لا تحصى على المسلمين
أيمانهم بالقدر خيره وشره
فبغير هذا الايمان
لن يقوى الفقير على تحمل فقره
ولا الشقي على تحمل شقاءه
لما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان فقال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره
فلو نظرأ لغير المؤمنين من الملحدين واهل الكتاب ولبعض العاصين من المسلمين
سنجد ان حياتهم ملىء بالجرائم والتشتت والضياع
لما يفتقدونه من الايمان بالقدر خيره وشره
فعندما يسرق السارق فهو ليتحدى فقره أو لتنفيس عن حالة نفسية سئية مردها عدم الايمان بماقدره الله
والسرقة هنا ليست فقط لاشياء ملموسة بل يتعداها لسرقة وهم السعادة والفرح
فمدمن المخدرات يسرق سعادته بالادمان ليعيش قدر ليس قدره ..


وفي النهاية ..

عندما يعاندنا القدر بخيره وشره
ليس أماننا الا الايمان به
فقد يكون هو خيرنا الذي نحلم به ..
ولن يكون هناك أرحم من رب السموات بالانسان ..