السادات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كنت ماشي النهارده في الشارع ناحيه الشاطبي كده علي شارع بورسعيد
ببص علي الرصيف لقيت راجل عجوز جدا
ماشي وماسك عصايه
ولقيته للاسف داخل في شجره من الشجر اللي علي الرصيف .. وبمنتهي البطء بيرجع بضهره عشان يلف حوالين الشجره
انا قولت الراجل ده اكيد اعمي .. ولازم اساعده
مكانش ممكن احكم عليه انه محتاج مساعده غير من طريقه مشيته البطيئه .. خصوصا ان عينيه كانت سليمه من حيث الشكل .. مسكت ايده .. لقيته بيقولي
انا روحت اعمل المعاش بتاع السادات بس قالولي اعمل شهاده ميلاد بالكمبيوتر
مينفعش اصرف المعاش بتاع مبارك من غير شهاده ميلاد الكمبيوتر
واضاف بصوت ضعيف
الشهاده ب 15 جنيه .. انا مش عارف اعمل ايه دلوقتي(فى قطرحاليا منظمة خيرية اسمها لبيك متخصصة فى تخليص معاملات العجزة والارامل والاطفال القصر والمحتاجين ياريت نقلد قطر)كان من الواضح من طريقه كلامه انه حتي مش بيشتكي .. لانه كان بيكلم نفسه..كان بيشتكي لنفسه ظلم الزمان ليه .. وظلم الحكومه لحاله
الحكومه بكل تواضع حطته قدام اختيار بسيط وسهل
عايز معاش عشان تعيش وتصرف علي نفسك .. لازم تصرف شويه دمغات و تشتري شويه اوراق ..انت يالي معاكش تاكل مطلوب منك تحل الفزوره دي
الفلوس عايزه فلوس عشان تيجي ..وياريت الفلوس اللي حتيجي دي فلوس .. دي شويه ملاليم بيضحكو بيها علي الغلابه .. او عشان بس ميكونش ليك حجه وتقول الحكومه مش بتقدم خدمات للساده المواطنين
في اللحظه دي الراجل كان داخل علي عمود نور .. فمسكته من ايده تاني و خليته يتفادي العمود
راح حاطط ايده في جيبه وقالي
في واحد ابن حلال عطاني الفلوس دي .. وطلع من جيب القفطان ربع جنيه .. كان ماسك الربع جنيه بمنتهي الحرص .. كأن الفلوس دي
حاجه بقت نادره جدا و كل فين و فين لما يلاقيه
العصايه كانت مكسوره من النص و شكلها مربوطه .. مهمتها الاساسيه كانت مش انها تسنده .. مع انه محتاج لحاجه يتسند عليها .. لكن كان مهمتها في منتهي البساطه .. تعرفه امتي الرصيف خلص .. وامتي يتفادي اللي حواليه.. حركته البطيئه كانت دليل علي ان سنوات عمره عدت السبعين من زمان .. شكله وهو ماشي لوحده .. مؤلم..قاسي
كلامه عن المعاش وتسميته مره معاش السادات و معاش مبارك مره تانيه .. كان دليل انه مش المهم بالنسبه للناس البسيطه المشروع باسم مين ..ولا مين اللي عمله
المهم الخدمه نفسها
وخدمه المعاش كلنا عارفينها .. وبنشوفها بعنينا كل شهر عند مكاتب البريد
الراجل كان نموذج لمئات تانيه من الناس اللي مش متعوده تمد ايديها .. ولو ماتت من الجوع , محدش حيسأل فيها او ياخد باله منها
اكيد في يوم من الايام الكهل ده كان شاب .. وكانت ليه احلامه .. واكيد برده كان بيحلم ببكره, بس دلوقتي .. لما وصل لبكره .. ليه محدش بيراعي انه لسه بني ادم ؟ راجل في السن ده .. ماشي لوحده ليه ؟ فين اهله ؟
وياتري مين مسئول عن الوضع الصعب اللي هو بقي فيه ؟
يعني يصرف علي نفسه منين لو مفيش معاش ؟ و حتي لو حب يعمل المعاش و اتعمل
الفلوس بتاعت المعاش .. حتكفيه اد ايه؟
في حالات كتير في البلد .. لناس وصلو لادني من خط الفقر بكتير .. بس متعودوش يمدو ايديهم لحد
كرامتهم فوق كل اعتبار
في منهم المساجد والكنايس بتساعدهم في السر .. من تحت لتحت
بس المساعده دي بتكون معتمده علي التبرعات .. يعني مساعده غير منتظمه
فين البلد من الناس دي ؟ و ياتري ذنبهم في رقبه مين ؟
ليه مسمعناش عن الحكومه وهي بتتبني مشروع لمساعده حالات زي دي ؟ بلاش تصرفلهم فلوس .. بس توفرلهم الاكل ؟
كان في عامل في الكليه اتكلمت معاه مره و في نص الكلام قالي
انا بيتي عباره عن اوضه واحده
و الاوضه دي مفيهاش غير لمبه واحده بس
لا في تليفيزيون ولا راديو
وجاتلي الفاتوره ميت جنيه .. . انا مرتبي تسعين جنيه .. ادفع الفاتوره ازاي ؟
روحت المصلحه ..قالولي ادفع و بعدين اشتكي .. طب ادفع منين ؟ وامتي استهلكت الكهربا دي كلها ؟
تخيلو ..مشكله الراجل مكانتش في انه مش عارف يكفي نفسه بالتسعين جنيه
لا مشكلته كانت ازاي حيدفع من التسعين جنيه دي تمن الكهربا ؟يعني الراجل تجاوز عن كل مشاكله الخاصه بالاكل والشرب وتعليم الاولاد
وجه لمشكله تانيه خالص .. مشكله ازاي هو وعيلته حيقعدو في اوضه .. من غير لمبه تنور ؟
مع ان الميت جنيه اللي بيمثلو اكتر من مرتبه و عبء قاتل علي كاهله .. عباره عن تسليك زور لناس تانيه في البلد .. حاجه كده بيمسحو فيها ايديهم بعد الاكل او يرموها في اي حاجه والسلام المهم يصرفوها وخلاص
البلد بقت مليانه من النماذج دي .. نماذج الناس اللي مش لاقيه تاكل بس مش متعوده تطلب مساعده من حد