أحب أن أهنئكم أهنيء نفسي علي هذا المنتدى الهادف الجميل والذي يدل علي حضارة هذا البلد الطيب وثقافة أبنائه وهم أهلي وعشيرتي وأحبابي .. وأتمني أن تقبلوا هذه المساهمة التي أبدأ بها في هذا المنتدى والتي أرسلها إليكم من طيبة الطيبة هذا البلد الطيب المبارك مدينة الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام .. وأن لم نطب في طيبة فأين نطيب. وأتمني أن أكون ضيفا خفيفا علي أنفسكم. كما أتوجه بالشكر والامتنان إلي مؤسس هذا الموقع الرائع الأستاذ/ علي أحمد عبدالله. وأتوجه بالشكر إلي الأخوة المساهمين المميزين في هذا المنتدى .. وأخص بالذكر والتحية والشكر إلي م/ أيمن حسين مرعي بالدوحة قطر وأتمني أن أره قريبا بالمدينة المنورة.
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} 3{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) سورة التين.
لقد أقسم الله تعالى بفاكهة التين والله سبحانه وتعالى لا يقسم إلا بعظيم وقسم الله تعالى لهو دليل حقيقي على أهمية هذه الفاكهة وإشارة هامة إلى أن لها فوائد ومنافع جمة .
العلم يكشف الفوائد الكبيرة للتين : يعتبر التين من أكثر الفواكه والخضروات التي تحتوي على الألياف. حيث تحتوي حبة واحدة من التين على جرامين من الألياف (20%من الإحتياج اليومي الموصى به) . وقد أظهرت دراسة خلال أكثر من خمسين سنة مضت أن الألياف الموجودة في الأغذية النباتية تؤدي دوراً فعالاً في تنشيط أداء الجهاز الهضمي.
ولها دور هام في أداء وظيفته الطبيعية وأيضا تساهم في التقليل من خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطانات. وبما أن التين يعتبر غنيا بالألياف فقد وصفه مختصوا التغذية كطريقة مثالية لزيادة نسبة ما يحتاجه جسم الإنسان من الألياف.
تنقسم الألياف إلى قسمين وهما: 1- ألياف قابلة للتحلل) الذوبان(. 2- ألياف غير قابلة للتحلل (الذوبان). يسهِّل الغذاء الغني بالألياف الغير قابلة التحلل الطريق للمواد بالخروج من الجسم من خلال الأمعاء وذلك بإضافة الماء إليها وبالتالي تساهم في زيادة سرعة الجهاز الهضمي وتكفل استمرار وظيفته الطبيعية. ولقد ثبت أن الغذاء ذو الألياف الغير قابلة الذوبان يمتلك أثرا وقائياً ضد سرطان القولون.ومن ناحية أخرى فقد ثبت أن الغذاء ذو الألياف القابلة للذوبان يقلل من مستوى الكولسترول في الدم بنسبة أكثر من 20%. وعليه فإنها تعتبر ذات أهمية كبيرة في الحد من خطورة الإصابة بالنوبات القلبية وهذا لأن تجمع نسب كبيرة من الكولسترول في الدم يؤدي إلى تصلب الشرايين. على سبيل المثال لو تراكم الكولسترول في الشرايين المغذية للقلب فهذا يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية وكذلك يؤدي إلى تراكم الكولسترول في عروق الكلى إلى ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي. علاوة على ذلك فإن مقدار مناسب من الألياف يعد مهماً فيما يتعلق بتنظيم سكر الدم وذلك عن طريق إخلاء المعدة وذلك لأن التغيرات المفاجئة في سكر الدم تؤدي إلى اضطرابات مهددة لحياة الإنسان. لذا فإن المجتمعات التي تعيش على وجبات غنية بالألياف فإنها ستكون أقل عرضة للإصابة بالسرطان وأمراض القلب.[1
كما إن تواجد نوعي الألياف في نفس الوقت يعتبر ذا ميزة صحية مهمة حيث يلعبان دورا مهما في منع الإصابة بالسرطان . لذا فإن تواجد الألياف القابلة للذوبان والغير قابلة للذوبان في التين يجعل هذه الفاكهة ذات أهمية كبيرة. 2
ويشير الدكتور اوليفر الباستر مسؤول جمعية الوقاية من الأمراض في المركز الطبي التابع لجامعة جورج واشنطن إلى التين : بأنه من المهم أن نضيف إلى وجباتنا اليومية غذاء غني بالألياف ويعني اختيارنا للتين أو أي غذاء آخر غني بالألياف أننا نختار غذاء اقل ضرراً لنبقى بصحة جيدة طوال حياتنا .. 3
وفقاً لدراسة أجرتها هيئة تين كاليفورنيا الاستشارية أنه من المعروف أن المواد المقاومة للتأكسد والتي توجد في الفواكه والخضروات تحمي جسم الإنسان من العديد من الأمراض. حيث أن هذه المواد المقاومة للتأكسد تقوم بإبطال عمل المواد الضارة ومنعها من دخول الجسم والتي تبرز كنتيجة للتفاعلات الكيميائية في جسم الإنسان وبهذا تمنع دمار الخلايا. ولقد ثبت في إحدى الدراسات التي أعدت في جامعة سكرانتن بأن التين المجفف والذي يعد من أكثر الفواكه غنى بالألياف أن فيه مستوى عالي من مركب الـphenol . ويستخدم مركب الـ phenol والذي يتوفر بنسب كبيرة في التين كمطهر لقتل البكتيريا والجراثيم. 4
وأظهرت دراسة أخرى أجرتها جامعة رتجرز في نيوجرسي انه بحكم احتواء التين المجفف على omega-3 و omega-6 و phytosterol فإنها يلعب دوراً هاماً في التقليل من نسبة الكولسترول, ولقد ثبت أن omega-3 و omega-6 لا يمكن للجسم إنتاجهما لذا فإنهما يُمتصا مع الغذاء. علاوة على ذلك تعتبر الأحماض الدهنية ضرورية للإبقاء على الأداء الفعال للقلب والدماغ والجهاز العصبي 5.
وأما بالنسبة لـ phytosterol فإنه يسمح للكولسترول الموجود في المنتجات الحيوانية بالخروج من جسم الإنسان بدون أن يظهر في الدم. حيث يعتبر هذا النوع من الكولسترول من المسببات الرئيسية لتصلب شرايين القلب.
بالرغم من أن التين يعتبر من أقدم الفواكه التي عرفها الإنسان فقد وصفت هيئة تين كاليفورنيا الاستشارية التين بأنه أكثر فواكه الطبيعة كمالاً من حيث القيم الغذائية. وبسبب أهميته الغذائية فهو تستحق هذه الأهمية الكبيرة.
ويشكل التين جزءاً مهما في أي حمية خاصة. وذلك لأن التين بطبيعة الحال لا يحتوي على الدهون أو الصوديوم أو الكولسترول ولكنه يحتوي على نسب عالية من الألياف. لذا يعتبر التين غذاءً مثالياً للذين يريدون الإنقاص من أوزانهم. كما يحتوي على نسبة كبيرة من المعادن أكثر من أي فاكهة أخرى. من هذه المعادن ما يلي: يحتوي 40 جرام من التين على 244ملغ من البوتاسيوم و (7% من الاحتياج اليومي) و 1.2ملغ من الحديد(6% من الاحتياج اليومي) و53ملغ من الكالسيوم (6% من الإحتياج اليومي). والجدير بالذكر أن نسبة الكالسيوم الموجود في التين عالية جدا. حيث يحتل التين المرتبة الثانية بعد البرتقال فيما يتعلق باحتوائه للكالسيوم. كما تزود علبة من التين المجفف الجسم بالكالسيوم نفس ما تزوده علبة من الحليب.
كما أن التين يعتبر كعلاج يعطي القوة والطاقة لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يريدون استعادة صحتهم. حيث يريد هؤلاء المرضى التخلص من كل المتاعب العقلية والجسدية وإعطاء أجسامهم القوة والطاقة. كما يوجد في التين أكثر العناصر الغذائية أهمية ألا وهو السكر, ويوجد السكر في جميع الفواكه بنسبة 51- 74. % حيث أن النسبة الأعلى توجد في التين، أيضاً فإن التين يدخل في علاج الربو والكحة والبرد.
إن ما حصرناه من منافع للتين لهو بيان على سعة رحمة الله تعالى بخلقه. أن الله جل وعلا أمدنا بكل المواد الضرورية التي تحتاجها أجسامنا في هذه الفاكهة والتي تعتبر سائغة المذاق وذات مستوى غذائي متكامل لصحة الإنسان. يبين ذكر التين في القران الكريم على أهمية هذه الفاكهة لبني آدم, ولقد تم اكتشاف أهمية التين الغذائية حديثاً مع التقدم الطبي والتقني وهذا يبين بأن القرآن الكريم هو كلام الله العليم القدير .