السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ العلامة اسد القرنة ومصر رحمة الله عليه الشيخ محمد الطيب الحسانى الهاشمى شيخى ووالد شيخى وزميل السفر فى قطر دكتور احمد الطيب رئيس جامعة الازهر ومفتى مصر السابق والانسان الخلوق الجميل والذى كان اخر جلسة لى معه فى حضور كوكبة من العلماء جاؤوا لوداعه يوم رحيله من قطر وكنت انا الذى فزت بكرتونة كتبه ومراجعه التى خط فيها بقلمه كثير من الشرح والافادات بالقلم ومازالت معى هذه الكتب للان وقد كان الشيخ احمد مثالا للتواضع الجم وهو تواضع العلماء الكبار وقد كان له سكن جميل فى حى المنصورة فى الدوحة قطر ولاانسى له الشاى الذى كان يصنعه لى بيديه اللهم بارك له فى ذريته وفى نفسه ياالله ومعى انا واقعة طريفة تذكر للتاريخ لان نصف القصة حدث يوم 15-5-1985اذا لم تخنى الذاكرة فى يوم اويومين لكنها قبل امتحانات الثانوية العامة 1985 ويومها ذهبت مع والدى اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية وبرؤية وجهه الكريم يوم العرض عليه(قولوا امين عشان اكمل قولتوا امين طيب انا واثق فى امانتكم )ويومها تحركنا من دشنا فى العاشرة صباحا ووصلنا قبيل صلاة الجمعة كان القطب الكبير والعلامة الجميل المحيا شيخنا محمد الطيب مازال حيا وكأن عمره بلغ ال88عاما او حولها ولعل افضل من يتحدث عنه الشيخ الروبى ولو كتب تجربته مع الشيخ او املى على احد لكسبت المكتبة العربية كتابا قيما وله عظيم التحية ونعود للشيخ الامام الذى كان ذو لحية بيضاء طويلة جميلة وذو هيبة ونقاء روحى عجيب لاتجده الا وقد التف حوله الاحباب والمريدون وعندما وصلنا الى القرنة كانت هذه هى زيارتى الاولى لها ومازلت اتذكر كيف انتقلنا الى البر الغربى بالمعدية ونحن داخل السيارة وهبوطنا منها بسلام عابرين النهر نهر النيل الجميل الذى يقاسمنى ذكريات الطفولة والصبا وذهبنا الى القرنة ومنها الى مسجد الجمعة وكانت الجمعة الاولى لى والاخيرة التى صليتها بحضرة الشيخ الطيب وماظلت احتفظ فى ذاكرتى بتفاصيل دخوله المسجد وكيف افسح له الناس حتى جلس فى الصف الاول وذهبا بعد الصلاة الى منزلهم العامر وساحتهم الشهيرة وكان الوقت وقت الغدا (بعد الصلاة )وكانت الساعة الثانية ويومها تعجبت كيف ياكل كل هؤلاء الناس ولكنها بركة المكان وبركة الرجل الصالح الذى لاتسأل معها كيف واكل الناس وشبعوا وكان الاكل عسلا اسودا وجبنة وخبز تحت ظلال النخل وبعد الاكل اذن لصلاة العصر وصلينا وتم أخذ الاذن لنا بالدخول وكانت لحظة جميلة ووجدتنى اقبل يد الرجل الصالح سليل بيت النبوة وحفيد الحسن بن على بن ابى طالب رضى الله عنهم اجمعين واسر لنا بكلمات جميلات واوصانا بذكر الله ومداومة التسبيح له واخذ منا العهد على ذلك وقد كانت زيارتنا اليه لالتماس الدعوات منه كنت انا فى ثانوية دشنا قسم الرياضة وكانت سنة صعبة جدا نفسيا على الطالب الذى يحارب من اجل نيل عالى الدرجات وقد كان من عادة الشيخ ان يدعو ويقرأالفاتحة ومن حوله يقرأونها وكان نصيبى ان اكون اول من بدأ لى بالدعاء وقرأالفاتحة لى بالتوفيق وكان التالى هو بن الخالة الحبيب اسامة بن التقى الورع الشيخ احمد بن على ال يوسف رحمة الله عليه الضاحك البشوش الطيب الجوار اللين الحديث سلالة خالص الانصار وبيت العلم ودعى لاسامة وقرأله الفاتحة ومن حوله وجاء الثالث وثلاث مرات يطلبون من الشيخ الطيب ان يقرأله وهو لايرد صمت وسكت وذهبنا عائدين الى دشنا وكانت هذه نصف القصة واما نصفها الثانى فقد اكتمل بظهور نتيجة الثانوية العامة ايمن حسن مرعى الاول على قسم الرياضة فى دشنا ويومها حصلت على 363من 400درجة وبفارق 50درجة عن الحد الادنى عن الهندسة ودخلت هندسة اسيوط واما اسامة فقد كان الاول على القسم الادبى واما الثالث فلم يوفق هذه السنة وللحديث عن ال الطيب بقية عطر الله ذكراهم ورفعهم فى الدنيا وفى الاخرة