علي إبراهيم الدشناوي
( 1311 - 1387 هـ)
( 1893 - 1967 م)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سيرة الشاعر:
[center]
علي إبراهيم محمد الدشناوي.
ولد في قرية العزازية (مركز دشنا - محافظة قنا)، وتوفي في القاهرة.
عاش في مصر.
حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر حتى حصل على العالمية.
عمل إمامًا وخطيبًا لمسجد النعماني بدشنا.
كان عضوًا بالجمعية الخيرية الإسلامية بدشنا.
الإنتاج الشعري:
- له: «سمط الدر» (مقاطع من الشعر تخللت النثر) - مطبعة العلوم - القاهرة 1956، و«السلام على خير الأنام» (قصيدة) - 1354هـ/ 1935م، و«خواطر الشاعر في الوقت الحاضر» - 1354هـ/1935، و«الفتح المبين الجلي».
تتشكل ملامح تجربته من ثلاثة محاور، أولها: المدائح النبوية وقد أفرد لها مطولة جاءت في فاتحة وسبعة فصول وخاتمة، وثانيها: البديعيات وتمثلها بديعيته «سمط الدر» التي تجنب فيها الأحرف المنقوطة، وثالثها معارضته لمعلقة امرئ القيس التي ينوع في أسلوبها: فيبدؤها معاتبًا وينتهي بها ساخرًا منتقدًا عصره وساخرًا من بعض مظاهر الحياة الحديثة تميزت قصائده بلغة منتقاة، قريبة المعاني، واضحة الدلالات، ظاهرة الصناعة.
منحه الزعيم جمال عبدالناصر شهادة تكريم (1956).
مصادر الدراسة:
- مقابلات أجراها الباحث وائل فهمي مع بعض أفراد أسرة المترجم له - القاهرة 2004.
عناوين القصائد:
تجمل ولا تجزع
تجمَّلْ ولا تجزع من البين والنوى
وإن جلَّ خطبٌ يا امرأ القيس أجملِ
فكم عضّني دهري بزُرق نيوبه
فأخفيت آلامي ولم أتململ
فلما رآني صابرًا غير جازعٍ
تمطّى بأعجازٍ وناء بكلكل
وأنشب أظفارًا له في جوانحي
فقلت له يا دهرُ ما شئت فافعل
فلن ترى مني غير صبرٍ على البلا
ولو أن طعم الصبر مُزٌّ كحنظل
على مَهَلٍ يا دهرُ واترك بقيّةً
لغيرك واذكر إن أكلت فأفضلِ
أغرّك أن الله يُمهل خلقه
فلم تُبق من جنبي سوى عظم هيكلي
سأصبر حتى يحكم الله بيننا
وموعدنا يوم الحساب المؤجَّل
وقاطرةٍ تجري على الأرض مثلما
جرى السيل إذ ينصبّ في السفل من عل
تُسابق وفد الريح إن هي أسرعت
وإن وقفت كانت كرضوى ويَذْبل
وما هي إلا مهرةٌ غير أنها
تسير على العجلات لا فوق أرجل
تسير فتقفو إثْرها عرباتُها
كمثل المجلّي خلفه كل فسكل
ومن عجبٍ لا تأكل العشب والكلا
ولكن غِذاها كل أسودَ مُشعَل
وتُمسي وطول الليل تُطوى لها الفلا
وتُصبح ظمأى للسُّرى والتنقُّل
وآلت على أن تهجر النوم والكرى
ولا تمشي إلا في طريقٍ معدَّل
كما أقسمت أن لا تملّ من السُّرى
ولو قطعت في ساعٍة ألف هوجل
أخذت أناجيها أراحلتي اسرعي
بنا نحو حيّ «السنبسيّ» المبجَّل
فسارت بنا تنساب كالأرقم الذي
رأى النمسَ من قربٍ فلم يتمهَّل
إلى أن أتت مصرًا فقلت لها قفي
ففي مصرَ مقصودي وفي مصرَ موئلي
فألقت عصا التسيار ثم تركتها
أريد التي تسعى إلى كل منزل
ولولا الحيا مسّحت صفحةَ وجهها
كما تمسح الفرسان وجه المحجَّل
نزلت بمصرٍ خلتها صاح جنّةً
بها قاصرات الطرف يخطرنَ في الحُلي
بها كل ما تهوى النفوس وتشتهي
بها ما تلذّ العين للمتأمّل
أأنت جنان الخلد «قاهرة» العدا
أم انت مثالٌ للنعيم المؤمَّل؟
أجل أنت واللهِ مثالٌ وصورةٌ
لما قد أعدَّ الله للمتبتّل
ألا فاسلمي يا بنتَ «جوهرَ» وانعمي
فإنك للأضياف أطيب منزل
وسيارةٌ كالعير تُسرع في الخطأ
وتجري كمذعور بدون تعقُّل
فقلت لها يا بنتَ «فرد» تمهّلي
وسيري الهوينى يا نجيبةُ وارملي
أمامك أرواحٌ فسيرى على ونًى
وإن كنت أزمعت التسرُّع فاصهلي
فما سمعت نصحي وسارت بسرعةٍ
على عجلٍ تمشي فتهوي وتعتلي
تؤمّ بنا ربعًا به الجود والندى
به «أحمدُ إسماعيلَ» كالبدر ينجلي
وجدّت بنا في السير حتى كأنها
براق رسول الله أفضل مرسل
كأنا وقد أرخت علينا ستارها
على هودجٍ من فوق أسرع هوجل
تموت إذا «البنزين» فارق جوفها
وتحيا إذا ما جوفها منه قد مُلي
وتجري فلا تدري أأنت مسافر
بها أم مقيمٌ أنت لم تتنقّل
قلوصٌ ولكن أنجبتها مصانعٌ
ووجناءُ لكن من حديدٍ مفصّل
وقائلةٍ لما ركبت مطيّتي
إلى «السنبسيّ» الفاضل المتفضل
وقلت لنفسي استعصمي بجنابه
وخلّي سواه للغبيّ المضلّل
هلمّي إليه واعلقي بحباله
عسى أن يزول الهمّ والغمّ وينجلي
عهدتك صبّارًا على كل حادثٍ
وكنتَ إن اشتد البلا تتجمَّل
قنعت من الدنيا بزاد مسافرٍ
وآثرت عيش الزاهد المتبتّل
فما لك تشكو البثّ، والحزن للورى
كأنك قد غيّرت عهدك يا علي؟
فقالت لها كفى عن اللوم وارجعي
فإني على عهدي ولم أتحوّل
تذكرت أيامًا تقضّت بقربه
من الشهد أحلى والرحيق المسلسل
فلا غروَ أنْ نفسي صبت لرجوعها
فإن ينهل الظمآن لابدَّ يعلل
دعيني وخلّيني أروح لبغيتي
ولا تمنعيني من كريمٍ عميثل
لربع أبي «إسماعيل» يا نفسُ هرولي
ولا تسمعي في ذاك تقريع عُذَّلي
ضمنت لك أن تبلغي عنده المنى
فمنه أطلبي ما شئت يا نفسُ واسألي
ألا يا كريم لأصل يا معدن الندى
ويا نوفلاً من نوفلٍ وابن نوفل
على مهلٍ تسعى إلى المجد دائبًا
فنفسك قد أجهدت ذا المنصب العلي
أتخشى بأن يرقى رقيّك ماجدٌ
فأوغلت ذا الإيغال يا خيرَ معقل؟
ألا إنك السبّاق والغير لاحقٌ
وأنت المقفّى والسِّوى لك قد يلي
ألا يا مديرَ القسم ما لي أراك قد
أدرت على العافين كأس التفضّل
وجوّلت عني الكأس مع أنني به
جديرٌ لأني عنك لم أتحوّل
ألا أيها السمح الكريم تفضل
علي بما أرجوه منك وعجّل
وقد آنست نار قراكم
وأعظم بها من نار ندبٍ مكمَّل
وحاشا وكلا أن أجيئك زائرًا
لأمر وأرجع زائرًا لم يتم لي
بقيت لمن والاك أمنع معقل
ودمت لمن عاداك أقطع منصل