الهواري عضو جديد
العمر : 48 عدد الرسائل : 92 تاريخ التسجيل : 13/06/2009
| موضوع: معلومات عن قبيلة بني سليم ( الهواري) 5/11/2009, 5:35 pm | |
| بني سُليم في الجاهلية
بني سُليم في الجاهلية كما تحدث عنهم الدكتور عبد الرحيم عسيلان :
كان لبني سُليم مــركز مـرمـوق في الجـاهلـية ، فـقـبـيلتهم من أعرق القبائل العدنانية ولهم هيبتهم لما عرفوا به من قوة وشجاعةٍ وبطولة ، وكان منهم من يتمتع بثراء عريض لثراء بلادهم التي تكـثـر فيها المعـادن إلى درجة أصـبح معـدنهم أشهـر معدن عرف في جزيرة العرب عنـد بزوغ فـجر الإسـلام ، وبما أنا طـوائف كثيـرة مـن العــرب تأنـف الاشتغال بالصناعات ومنها التعـدين ، فإن بني سُليم لم يمارسوا التعدين بأنفسهم ، بل مارسه أناس من غير أهل بلادهم ، وأرضهم كانت خصبة ومعــطاءة وغنية بمواردها الزراعية إلى جانب إنها محصنة تحصيناً طبـيعـياً بحرارها وجبالها ، ولم يغفوا عنها فصانوها برجالهـم وسيـوفهـم ورماحهـم ، وكانـوا مشهــورين بامتـلاك الجـيـاد الأصيلة ، وركوبها في المعارك التي تدور رحاها بيـنهم وبين غيرهم ، ولهـذا تعـددت أيامهـم في الجاهلية ، وكـانت الحـرب فيـها سجلاً ، يوم لهم ويوم عليهم ، فقد دخل جيشهم في حرب مع جيش النعمان بن المنذر وجيش غطفان ، وتمكنوا من هزيمة الجيشين معاً وانتصروا انتصارا مؤزراً ، وحلفهم النصر يوم عــدنية وذلك أن صخـرا غـزا بقـومه وترك الحي خلـواً فـأغارت عــليهـم غطفان ، فثارت إليهم غلمانهم ونساءهم ومن كان تخلف منهم فُقتل من غطفان نفر وأنهزم الباقون ، ولم يخطهم الظفر في يومهم مع بني نصر إذ أغارت بنو نصر على ناحية من أرض بني سُليم فنهض لمقاومتهم العباس بن مرداس في جمع من قومه وقابلهم فأكثر فيهم القتل وكان النصر حليفاً لبني سُليم ، وكذلك الشأن في يوم الفيفاء الذي كان بعد هزيمة بني سُليم يوم برزة ، ولكن ذلك لم يوهنهم بل جعلهم يحرمـون على أنـفـسهـم النسـاء حتى يـدركـوا بـثأرهـم من خصـومهـم بني كنانة وتم لهـم ما أرادوا إذا غزا عـمـرو بن خـالـد ابن صخـر بن الشـريد بقومه حتى أغـار على بني فراس ، فقتل منهم نفراً ، منهـم عـاصـم بن المعـلى ، ونضله ، والمعارك وعـمـروا بن مالك ، وحصن وشريح ، وسبي سبيا فيهم ابنة مكدم على أن هذا النصر الذي حظي به بنو سُليم في هذه الأيام لم يستمر طويلاً فقد اعـتـرتهم الهزيـمة في حـربهـم مع بني مازن يوم ذات الرمرم ومع كنانة وقريش يوم عـكاظ ، وفي يوم برزة الذي كان بينهم وبين بنى فراس من كنانة ، ومن أيام بني سُليم في الجاهلية أيام كانت لهم مـن جهـة ، وعــليهـم من جهـة أخـرى مثل يـوم تثليث وحرب الفجار ، ويـوم حوزة الأول والثاني ويم ذات الأثل ، ويوم الكديد ، والذي يتتبع الأيام التي خاض غمارها السلميون يدرك أنهم كانوا في مركز القوة من عرب الجاهلية في غاراتهم الهجومية والدفاعية ، وما كانت الهزيمة لتثنيهم وتثبط عزائمهم بل كانوا يتخذون منها درساً يدفعهم إلى الإصرار في الأخذ بالثأر كما رأينا في أحداث يوم الفيفاء ، الذي جاء إثر هزيمتهم يوم برزة ، ومع هذه المنزلة الحربية لبني سُليم كانت لهم مكانة تجارية مرموقة نـظـراً لمـا تـتمتع به أرضهم من ثروات معـدنية كثيرة ، ولما كان لهم الإشراف على طريق تجاري هــام هـو الطـريق الـمـوصل إلى المـديـنة التي تعـتـبر منفذا لتجارة قـريش من الشام ، ولذلك أدرك القرشيون منذ وقت مبكر ضرورة الاتصال ببني سُليم ، وعقد أواصر الصداقة معهم ، ومن هنا كان التحالف بين كثير من الأسر المكية القرشية وبـيـن بني سُليم .
| |
|