الحقيبة في الخارج مختلفة
يقول الدكتور أسامة عقيل( أستاذ هندسة الطرق والمروربكلية الهندسة جامعة عين شمس): حقيبة الإسعاف في الخارج تكون مع السيارة الجديدة عندما يشتريها المواطن مثلها مثل طفاية الحريق ولكن تلك الحقيبة تكون مواصفاتها ومكوناتها بسيطة وليس مثلما يقال عندنا ـ علي سبيل المثال ـ الحقيبة في الخارج عبارة عن مواد مساعدة وغير قابلة للتلف, لا يوجد ما يسمي أدوات معقمة وأخري غير معقمة, بل أشياء في أكياس تصلح للاستخدام مرة واحدة ولا توجد بالحقيبة سوائل مثل الميكروكروم, ثالثا: لا يوجد تعامل مطلقا مع حالات الكسور والحرائق في حوادث الطرق لأن تلك الحالات تحتاج لأخصائي في التعامل معها وتحريكها إذ قد تتفاقم الإصابة ويتعرض المصاب لخطر أكبر, لذلك لايوجد بالحقيبة أي شيء له علاقة بالحروق والكسور.
ويكون الاهتمام بالحوادث من خلال وحدات إسعاف كل مسافة علي الطرق وكلما زادت إمكانات الدولة قلت المسافة بين وحدة وأخري, فقد توجد هذه الوحدات كل10 كيلو مترات أو25 كيلو مترا, بالإضافة إلي الإسعاف الطائر للتعامل مع الحوادث علي الطرق السريعة وفوق الكباري وطبعا من الضروري وجود إمكانات في وحدات الإسعاف للتعامل مع الحوادث, وهذا الإجراء هو المنتشر في جيمع دول العالم. لذلك أقترح أن يدفع صاحب أي سيارة40 جنيها ثمن الحقيبة في إدارة المرور عند ترخيص السيارة أو تجديد الرخصة ولدينا في مصر حوالي40 مليون سيارة وهذا يعني أن الحصيلة سوف تصل إلي ملايين الجنيهات في المرة الواحدة يمكن توجيهها لإنشاء إسعاف طائر وتطوير وإنشاء وحدات الإسعاف علي الطرق المختلفة, وهذا التوجيه هو الأهم بدلا من وجود حقيبة ليست لها أهمية.
وما الوضع لو أن الحادث وقع لسيارة ميكروباص بها عدد من المواطنين وبداخلها حقيبة واحدة أو أتوبيس به عدد أكبر من الركاب؟ بصراحة هذا الكلام عن الحقيبة غير منطقي وغير مدروس وأتمني أن تهتم وسائل الإعلام بموضوع الحقيبة وعدم أهميتها وتوجيه الاهتمام بتطوير مرافق الإسعاف, إذ من يضمن أن تظل الحقيبة بحالتها في السيارة عند وقوع حادث!
وعن الرأي الطبي المتخصص عن الحقيبة والمصابين, يقول الدكتور مجدي جمال( أستاذ جراحة العمود الفقري بطب عين شمس): أي إنسان يمتلك سيارة لديه بداخلها حقيبة بها أشياء بسيطة ليست لها علاقة بالحوادث مثل أدوية يستخدمها, ولنتصور وقوع حادث سيارة علي الطريق والسيناريو الذي سيحدث أنه بدافع من الشهامة سيتجمع المارة ويتطوع كل واحد للمساعدة, منهم من يريد حمل المصاب أو إعطاءه القليل من الماء, وكلها محاولات تضر أكثر مما تفيد, ففي حالات الكسر الحركة فقد تؤدي إلي الشلل, وكثيرا ما نجد في المستشفيات المصاب يقول ذراعي أو ساقي كنت أستطيع تحريكه وقت الحادث والآن أصيب بالشلل, وهذا صحيح لأن الحركة الخاطئة ضاعفت الكسر وأدت إلي الشلل, أما الماء الذي قد يشربه المصاب قد يودي بحياته ويصل للرئة, سمعت مثلا عن وجود ملاءة فازلين للتعامل مع الحروق تكون موجودة بالحقيبة, وهذا أيضا شيء خاطئ لأنها تجف بفعل الشمس ثم من يستطيع فردها ووضعها علي الشخص المحترق؟
بصراحة.. وجود حقيبة إسعاف بالسيارة قد يغري الناس علي التعامل الخاطئ بها عند وقوع حوادث, والشيء الوحيد المطلوب وقتها عند حدوث نزيف لمصاب هو ربط مكان الإصابة لوقف النزيف وترك المصاب مكانه لحين حضور الإسعاف, فكثيرا ما نتواجد في أماكن حوادث ولا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك. أما مسألة تعقيم محتويات الحقيبة ومطابقتها للمواصفات فهذا كلام غير عملي ولم يخضع للدراسة الجادة, وهل رباط الشاش له مواصفات, وهل وردية الشرطة ستوقف السيارة لمعاينة مدي مطابقة الحقيبة للمواصفات؟! الأجدي هو تطوير الإسعاف ولو بثمن الحقيبة لأن الذي يهمنا هو حياة المواطن