ورغم ان الشباب العربي يواجه تحديات متزايدة في ظل المتغيرات السريعة فانه قادر على تخطي هذه الظروف من خلال انفتاحه على الثقافات العالمية ومن خلال تصميم المجتمعات العربية على التطوير والتغيير والتقدم.
ومن هنا جاء اهتمام جامعة الدول العربية بقضايا الشباب التي اكدت دائما ضرورة دعمهم ليكونوا فاعلين رئيسيين في نهضة الامة و ازدهارها.
ويرى عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ان المستقبل العربي مرهون بمدى الاستثمار في الشباب لذلك حرصت الجامعة العربية والجهات المعنية على الاهتمام النوعي بقضايا الشباب للمشاركة الفاعلة في المجتمع من خلال المساهمة الحقيقية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.
واستجابت الجامعة الى هذا القرار بالدعوة لتأسيس منتدى جامعة الدول العربية للشباب ضمن مشروع المرصد العربي للشباب ليكون آلية دائمة للحوار وتبادل الخبرات ونشر المعلومات والتحفيز الايجابي وكسب الدعم الاقليمي لقضايا الشباب ليشمل كل المعنيين بقضاياهم.
واستعرضت «سانا» أهم قرارات القمم العربية حول الشباب العربي.
فقمة الرياض في آذار 2007 اهتمت بقضايا التعليم ومناهجه حفاظا على ثروات العالم العربي الشبابية من خلال اعطاء اولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه بما يعمق الانتماء العربي المشترك.
كما ركزت الاعلانات العربية المرتبطة بالشباب الصادرة عن الاجتماعات التي عقدت في الدول العربية بهذا الشأن على تأكيد محورية دور الشباب في جميع قضايا المجتمع وبالأخص قضايا التنمية والسكان بما فيها التمكين المعرفي والصحة الانجابية وغيرها من القضايا الخاصة بالشباب العربي.
ففي اعلان القاهرة الصادر عن اللقاء العربي البرلماني للسكان والتنمية في حزيران 2003 تم التأكيد على اهمية دعم موقف الشباب العربي ومساعدته من خلال برامج ثقافية وتوعية هادفة لمساعدتهم على تجنب التطرف والتزمت الديني واحتياجات الشباب في مجال الصحة الانجابية والوقاية من امراض العصر الفتاكة.
فيما ركز إعلان الرباط حول التنمية والسكان في 2003 على قضايا الشباب المراهقين عن طريق دعم السياسات والبرامج التي توفر المزيد من التوازن المنطقي في المجالات كافة من خلال توزيع افضل للموارد ووضع سياسات اجتماعية اكثر عدالة واصدار التشريعات التي تؤكد حقوق الانسان في كل المجالات.
كما دعا اعلان بيروت الصادر عن المنتدى العربي للسكان والتنمية في تشرين الثاني 2004 الى تقدير القيمة العالية للشباب كعنصر اساسي لتطوير الحاضر وصنع المستقبل وتمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والدعوة الى الاستفادة من النافذة الديمغرافية خلال الجيل الحالي وتكثيف الاهتمام بظاهرة هجرة العمل العربية.
بينما تضمن اعلان سورية الصادر عن الاجتماع العربي الخامس للسكان والتنمية في دمشق في كانون الاول 2004 تحت عنوان: «البرلمانيون العرب والصحة الانجابية للشباب» الاعتراف بحق الشباب العربي في معرفة المعلومات حول الصحة الانجابية والتركيز على ما يفتقر اليه الشباب من معرفة بالصحة الانجابية في وسائل الإعلام والاستثمار في التعليم لتعريف الشباب بأهمية الصحة الانجابية وتمكين الشباب من المساهمة في اتخاذ القرار واستخدام الادوات الاعلامية بشكل مركز على قضايا الشباب واحتياجاتهم.
وسيكون موضوع الشباب أحد الموضوعات الرئيسية التي ستطرحها سورية خلال القمة العربية في سبيل تعزيز روح التضامن بين الشباب العربي وتنشئة جيل جديد يؤمن بالقضايا العربية ويدافع عنها