ياسمين عضو فعال
العمر : 43 عدد الرسائل : 322 تاريخ التسجيل : 19/11/2009
| موضوع: الطهطاوي علم من اعلام الصعيد 17/12/2009, 2:42 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من الرواد الأوائل لإصلاح التعليم في مصر، وكذلك تحرير المرأة، فهو من مؤسسي الفكر الحديث في مصر، تبنى حركة الترجمة المنظمة، وأنشأ مدرسة الألسن، وبعث حياة جديدة في التعليم والصحافة.
وُلد رفاعة رافع الطهطاوي في 15 أكتوبر 1801 بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، حيث نشأ في أسرة شريفة النسب، فوالده ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، ينتهي نسبها إلى قبيلة الخزرج الأنصارية. لما بلغ رفاعة السادسة عشرة من عمره التحق بالأزهر عام 1817، فتتلمذ على يد عدد من علماء الأزهر، وبعد أن أمضى في الأزهر ست سنوات، جلس للتدريس فيه سنة 1821 وهو في الحادية والعشرين من عمره، ثم ترك التدريس بعد عامين والتحق بالجيش المصري النظامي الذي أنشأه محمد علي إماماً وواعظاً لإحدى فرقه.
وفي سنة 1826 قررت الحكومة المصرية إيفاد بعثة علمية إلى فرنسا لدراسة العلوم والمعارف الإنسانية، وقرر محمد علي أن يصحبهم ثلاثة من علماء الأزهر الشريف لإمامتهم في الصلاة ووعظهم وإرشادهم، فكان واحداً من هؤلاء الثلاثة، ورشحه لذلك شيخه حسن العطار. بدأ رفاعة في أثناء ذلك تعلم اللغة الفرنسية ولذلك قررت الحكومة المصرية ضمه إلى بعثتها التعليمية، وأن يتخصص في الترجمة، وقبل أن يتقدم للامتحان النهائي كان قد أنجز ترجمة اثني عشر عملاً إلى العربية.
عاد الطهطاوي إلى مصر سنة 1831، وكانت أولى الوظائف التي تولاها العمل مترجماً في مدرسة الطب، ثم نقل عام 1833 إلى مدرسة الطوبجية (المدفعية) لكي يعمل مترجماً للعلوم الهندسية والفنون العسكرية.
كان رفاعة الطهطاوي يأمل في إنشاء مدرسة عليا لتعليم اللغات الأجنبية؛ فتقدم باقتراحه إلى محمد علي ونجح في إقناعه بإنشاء مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة الألسن، مدة الدراسة بها خمس سنوات، حيث اُفتتحت في عام 1835، وكانت تضم في أول أمرها فصولاً لتدريس اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والتركية والفارسية، إلى جانب الهندسة والجبر والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية، وقد تخرجت الدفعة الأولى في المدرسة في 1839.
عندما تولى الخديوي عباس الأول الحكم أغلق المدرسة في عام 1849، وأمر بإرسال رفاعة إلى السودان. وبعد وفاة عباس عاد رفاعة إلى القاهرة في 1854، وتولى نظارة المدرسة الحربية التي أنشأها الوالي الجديد "سعيد باشا" لتخريج ضباط أركان حرب الجيش سنة 1856، وقد عنى بها الطهطاوي عناية خاصة، وجعل دراسة اللغة العربية بها إجبارية على جميع الطلبة، وأعطى لهم حرية اختيار إحدى اللغتين الشرقيتين: التركية أو الفارسية، وإحدى اللغات الأوربية: الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، ثم أنشأ بها فرقة خاصة لدراسة المحاسبة، وقلماً للترجمة، وأصبحت المدرسة الحربية قريبة الشبه بما كانت عليه مدرسة الألسن.
سعى رفاعة الطهطاوي إلى إنجاز أول مشروع لإحياء التراث العربي الإسلامي، ونجح في إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربي على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازي المعروف بمفاتيح الغيب، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص في البلاغة، وخزانة الأدب للبغدادي، ومقامات الحريري، وغير ذلك من الكتب التي كانت نادرة الوجود في ذلك الوقت، غير أنه تلك المدرسة أغلقت بدورها في عام 1861.
وبعد تولي الخديوي إسماعيل الحكم عاد الطهطاوي وتولى نظارة الترجمة عام 1863 لترجمة القوانين الفرنسية، ثم عهد إليه إصدار مجلة روضة المدارس عام 1870. وظل يكتب فيها مباحث ومقالات حتى توفي.
بدأ الطهطاوي إنتاجه الفكري منذ أن كان مبعوثًاً في فرنسا، ومن أهم كتبه؛ تخليص الإبريز في تلخيص باريز ـ مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية ـ المرشد الأمين في تربية البنات والبنين ـ أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل ـ نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز.
أما الكتب التي قام بترجمتها فهي تزيد عن خمسة وعشرين كتاباً، وذلك غير ما أشرف عليه من الترجمات وما راجعه وصححه وهذبه. توفى الطهطاوي في 27 مايو عام 1873.
| |
|
علي عبد الله مؤسس المنتدى
العمر : 53 عدد الرسائل : 3082 تاريخ التسجيل : 19/08/2008
| موضوع: رد: الطهطاوي علم من اعلام الصعيد 21/12/2009, 11:38 am | |
| شكرا لكِ أستاذة ياسمين وبارك الله فيكِ على جهدك البذول بالمنارة | |
|