خالد عمر مشرف عام قضايا الشباب
العمر : 48 عدد الرسائل : 810 تاريخ التسجيل : 14/10/2008
| موضوع: الموت يحاصرني فأواجهه بالقصة القصيرة 11/1/2010, 3:58 pm | |
| في مجموعته الجديدة {شفق ورجل عجوز وصبي} يسافر بنا القاص المصري سعيد الكفراوي إلى عوالم القرية المصرية التي لا يبرحها منذ بدأ الكتابة الإبداعية في منتصف الستينات. الكفراوي أحد رواد فن القصة القصيرة في العالم العربي، ويشكل الموت والكتابة عن الطفولة والعوالم الأولى متكأً أساسياً في مشروعه الإبداعي، يمزج فيه الواقعي بالخيالي لتخرج لنا الحكايات محملة بأحوال الجماعات المهمشة والمغمورة. عن القصة القصيرة ومشروعه الإبداعي كان الحوار التالي. مجموعتك الأخيرة {شفق ورجل عجوز وصبي} عبارة عن مختارات من قصص سابقة، لمَ الإقدام على هذة الخطوة؟ لإحساس الناشر بالظلم البيِّن الذي يقع على القصة القصيرة، فهي خارج اهتمام القراء فيما يقول النقاد إننا في زمن الرواية. ربما اختارتني الدار لأن ما أكتبه يحظى بموضع تقدير النقاد والقرّاء، ومع تحفظها على إعادة نشر 10 مجموعات انتقت مختارات منها، فجاءت المجموعة. ما هذا الشغف بالكتابة عن العوالم الأولى وعن الأطفال؟ الطفولة نافذة على مكان، ومرجعية لحياة تعيش في القلب، وقديماً قالوا الطفل أب الرجل، وأنا عشت الطفولة بين الكبار، جربت الضرب بجريدة النخيل، وشيعت جنازة الطفلة الشيخة الطاهرة، ورأيت في فتحة القبر عظام الأموات وجماجمهم، فانفطر قلبي ودفعني المشهد طوال عمري لأكتب عن إحساس الرحيل، وعرفت الطريق إلى السينما فكنت أنتقل من قريتي إلى المركز وأعود آخر الليل والكلاب تطاردني، وأجد باب بيتي مغلقاً فأنام في المسجد ويطاردني ألف عفريت... عشت في المدينة أول تجربة حب انتهت بخيانة الحبيبة فأوجعني الحب. لم يشفني إلا اكتشافي محمد عبد الحليم عبد الله الذي جاءني بالدواء لروحي المعذبة عبر ما قرأته له. الطفولة ذلك الإرث الفادح عن الماضي، والطفل {عبد المولى في الكفر} في القصص كان يملك حلمه ويطل من نافذة النور في ليلة القدر لمشاهدة الملائكة ويدعو لجده بطول العمر... هل قرأت {الجمل يا عبد المولى الجمل} في مجموعة {ستر العورة {وكيف طارد الجمل الطفل في النوم وفي الصحو باعتباره أحد الأولياء. سحب الكفيف وبكى عند القنطرة وتعلّم حرف الهجاء، وأحب سرد الحكايات مثل أبيه واحتشدت مخيلته بتلك الصور القديمة التي كونت وعيه، وكتب بها بعض القصص الطيبة. ووسط ما نحياه أستعيده لأطل يوماً على زمن براءتي وبراءة الوطن. تعلمت البحث عن مناطق العنف والصفاء في الروح المصرية، وانتهى هو بي لتأمل مصائر الإنسان الفردية، ومنه تعلمت أن ما فات من عمري كان زمناً للغبطة والحنين، وأنني لعدم القدرة على تغيير الذات، ما زلت أعيش في الماضي. الموت في معظم أعمالك هاجس أساسي، هل تشعر به لهذه الدرجة؟ الموت كما نعرف فناء وذهاب إلى العدم. أخاف إلى حد الرعب من هذا العدم الذي يحاصرني وأواجهه في كتاباتي. شعرت به حين شيعت صديقي الشاعر محمد صالح إلى مثواه الأخير، وانصرف المشيعون وتركوني وحدي يفصل بيننا جدار المقبرة، والموت يترصد خطاي، ويشغل ذاكرتي ليس باعتباره نهاية للحياة، بل تكملة لها... أنظر كيف بنوا تلك المقابر البهجة وأطلقوا عليها الأهرامات، وأنا لا أقدر أن أواجه فنائي الشخصي. نعم، أخاف جداً من الأبدية. لذا كتبت عنها في المجموعات العشر: يرحل كثر محملين بإحساس الحياة، والموت ذلك الإحساس الذي يشكل عمرهم، فيهربون منه في مجموعة {سدرة المنتهى} ويطلعون على جدلية الموت والحياة في {البغدادية}. الحنين حاضر في كتاباتك دائماً، ما دلالة ذلك؟ سألوا الروائي ماركيز: من كتب هذه الروايات؟ أجابهم: كتبها الحنين. أنا كاتب قصة بذاكرة قديمة، ذاكرة تعيش بعذاب العيش في الأزمنة كافة ومع مرور الزمن والموت وضياع الأشياء ورحيل من أحببتهم يتولد لديّ حنين يساعدني على الكتابة. أخبرنا عن عملك {20 قمر في حجر الغلام.. نص عن صبي}. نشرت بعض فصوله، وهو تتبع للحظات نادرة في حياة صبي والتقاط المدهش في القرية والمدينة، ذلك المدهش الذي شكّل وعي الغلام وإحساسه باكتشاف الدهشة ومعرفته معنى الحلم. ماذا عن إقامة ملتقى دولي للقصة القصيرة؟ اهتمّ {المجلس الأعلى للثقافة المصري} بإقامة ملتقى دولي أول للقصة القصيرة، لأنه يرى أن القصة القصيرة العربية لم تحظ بقدر ملائم من الاهتمام النقدي، لذلك كان هذا الإسهام المهم، لتخرج القصة إلى مقامها الرفيع. يُردد البعض أن جائزة ملتقى القصة الذي أقيم في القاهرة أخيراً حدِّدت للقاص السوري زكريا تامر سلفاً؟ تامر هو الأجدر بهذا الفوز لريادته ولإخلاصه ودأبه، على رغم أن أصواتاً ومواهب كثيرة في مصر تستحق هذه الجائزة، لشجاعتها في طرح السؤال، وإخلاصها للقصة القصيرة. ما تعليقك على عودة بعض الأدباء إلى كتابة القصة القصيرة بعد ابتعادهم عنها لسنوات؟ لم يحدث أن اندثر فن يملك القدرة على التعبير عن الإنسان وأحواله، والقصة القصيرة هي الشكل الأدبي القادر على التعبير عن وحشة الإنسان ووحدته، وهي فن لا يستطيع أن يهجره عاشقه، فلا عودة ولا هجران، بل مطاردة وحضور وتعبير عن متغيرات حياتنا. أحاول في كتاباتي البحث عن نبرة تشبهني وبقدر استطاعتي أضيق المساحة بين صوتي الكاتب والشخصية. وكما قال أستاذنا إدوار الخراط: {القصة القصيرة نبوءة نواجه من خلالها أهوال الحياة والموت}. إنها فعلاً نبوءة أو حلم، حتى لو كانت مادتها الواقع الذي نحياه. فقد أثار أنطون تشيكوف انتباه العالم بقصصه عن الإنسان وأحواله، وكان مخلصاً إلى حد جعلنا لا نخجل من حياتنا أبداً. منقول من جريدة ( الجريدة) | |
|
محمد جلال مدير
العمر : 48 عدد الرسائل : 3199 تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: رد: الموت يحاصرني فأواجهه بالقصة القصيرة 11/1/2010, 4:44 pm | |
| | |
|
حماده شحات مشرف سابق
العمر : 42 عدد الرسائل : 5680 تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: رد: الموت يحاصرني فأواجهه بالقصة القصيرة 23/8/2010, 4:58 am | |
| | |
|