القرضاوي يدعو الطيب لاستعادة دور الأزهر الرائد
الدوحة - الراية :
دعا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الجديد إلى العمل على نهضة الأزهر واستعادة مكانته ودوره الرائد في قيادة الأمة الإسلامية.
وقال القرضاوي في بيان أصدره لتهنئة شيخ الأزهر الجديد: يسرني أن أبعث إلى فضيلتكم بأخلص تهنئتي، بما أولاكم الله من مشيخة الأزهر، هذا المعهد الكبير والعريق، الذي ينظر إليه المسلمون في أنحاء العالم، وإلى شيخه الأكبر بالاحترام والتوقير، ويعقدون عليه آمال الأمة الكبرى، في عصر هانت فيه الأمة على نفسها، فهانت على أعدائها، وتمزقت وحدتها، فأمسى يقاتل بعضها بعضا، بدلا من أن يوجهوا سهامهم وأسلحتهم إلى صدور عدوهم.
وأضاف: وإنكم يا فضيلة الإمام لأهل أن تحملوا هذه الأمانة الكبيرة، وتبلغوا الرسالة التي ناطها الله بورثة الأنبياء.
وأشار إلى أن الأمة لثقتها بعلمائها، لا تزال تحملهم مسؤولية تخلف الأمة وتمزقها، ولا زالـت ترجو أن يحمل العلماء الراية لإصلاح الأحـوال، ورتق الفتـوق، لأنهم الأطباء ومسؤوليتهم العلاج، لا الاستسلام للأمراض والأدواء . وأكد أنه على يقين بأن شيخ الأزهر الجديد لا يخفى عليه أن هذه المناصب إنما هي تكليف لا تشريف، مضيفًا: أن عمر بن عبد العزيز يوم ولي الخلافة خطب في الناس فقال أيها الناس، إنما أنا واحد منكم، غير أن الله تعالى جعلني أثقلكم حملاً.
وأعرب عن أمله في أن ينهض الطيب بعبء استعادة مكانة الأزهر نهضة القوي الأمين، الذي يستمد قوته من الإسلام الذي يمثله، ومن العلم الشرعي الذي يحمله، ومن الأزهر القوي الذي يسنده، ومن الشعب المصري وشعوب الأمة العربية والإسلامية التي تشد أزره، وتحمي ظهره، وقبل ذلك كله من الله تبارك وتعالى، الذي ينصر من نصره، ويؤيد من أيد الحق، واستمسك بالعروة الوثقى.
وأوضح أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتمنى له التوفيق، وقال: ندعو الله أن يسدد خطاكم، وينير طريقكم، ويمدكم بروح من لدنه، حتى تجندوا كل قواكم - وما أكثرها - لنصرة الإسلام، وأمة الإسلام، وقضايا الإسلام، وأن تقولوا كلمة الحق - بهدوء وحكمة - لا تخافون في الله لومة لائم، مجددين أمجاد أسلاف لكم، تركوا وراءهم ذكرا حسنا، وأثرا طيبا، مثل الشيخ المراغي، والشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ عبد الحليم محمود، والشيخ جاد الحق، وغيرهم.
وشدد على أن العلماء قوة لا يُستهان بها، فيجب عليهم - رسميين وشعبيين - أن يتعاونوا للوقوف في وجه التيارات الهدامة، والتواصي بالحق والصبر، والتعاون على البر والتقوى، حتى يعود العلماء إلى موقعهم الحقيقي في قيادة الأمة، فهم في الصدارة دائما، كما قال بعض السلف الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك .
وأضاف: إن العلماء الراسخين هم ملح الأمة، ومن الواجب أن يحفظ هذا الملح، ويبقى سليما صالحا، وإلا كانت الأمة في خطر، وأملي فيكم كبير يا فضيلة الإمام، للأزهر، ولمصر، وللأمة العربية والإسلامية كلها .. وفقكم الله وسددكم، وجعلنا وإياكم من الذين إذا قالوا صدقوا، وإذا وعدوا وفوا، وإذا ائتمنوا أدوا، إنه سميع قريب.