في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود من حديث ثوبان :(( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : (( من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قيل : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت )) 1
هذا هو الداء ، وأكد النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الداء في حديث آخر صحيح ، والحديث رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني وغيره قال : ((إذا تبايعت بالعينة ( نوع من أنواع البيوع الربوية المحرمة ) ورضيتم بالزرع وتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلَّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )) (2)
يوم أن حرَّفت الأمة الإيمان ، ونَخَرَ الفكر الإرجائى في جسد الأمة ، وشُوَّهَتْ العقيدة الصافية ، ودُنِّس صفاؤها ، وعُكر نقاؤها وانحرفت الأمة عن المعتقد الصحيح وعن حقيقة الإيمان التي قال عنها علماؤنا :
قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان .
وانطلقت الأمة لتستغيث بغير الله ، ولتستعين بالشرق الملحد والغرب الكافر ولتذبح لغير الله ، ولتقدم النذور لغير الله ، ولتسأل الأموات من دون الله ، بل ولتنحنى شريعة الله جل وعلا ، وتركت بعد ذلك الجهاد في سبيل الله وأخلدت إلى الوحل والطين ، وعاش الناس يعبدون العروش والقروش وبذلوا كل ما يملكون حتى العقيدة من أجل الحفاظ على هذا الكرسي الزائل والمنصب الفاني ، ومن أجل إرضاء السادة والكبراء الذين أجلسوهم على هذه الكراسي ، ولعبوا بهم من وراء الكواليس كلعبة العرائس أو الدمى على مسرح يتلهى به الساقطون والسذج والرعاع .
لما أخلدت الأمة إلى الأرض ، وتركت الجهاد في سبيل الله ، سلَّط الله عليها إخوان القردة والخنازير والصرب الكفرة المجرمين والشيوعيين الملحدين وعبدة البقر والفئران .
وها أنتم ترون الصورة بهذا الواقع المرير ، وبهذا الظلام ، نسأل الله جل وعلا أن يسعد قلوبنا وإياكم بنصرة الإسلام وعز الموحدين
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد:11)
أيها المسلمون …
لا خروج من هذا الواقع المرير الذي تحياه الأمة الآن إلا إذا رفعت من جديد راية ذروة سنام الإسلام .
أنا أعلم الآن علم اليقين أن الحديث عن الجهاد أصبح جريمة .. أعلم ذلك يَقينا يل أصبح الحديث عن الجهاد يقابل بالاستنكار ، بل وأصبح الحديث الآن عن الجهاد يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام ذلك أن الإعلام العميل شوَّه صورة الجهاد وطمس الإعلام الصورة المشرقة للجهاد لأنهم صوروا الجهاد على أنه القتل والاغتيال والإرهاب والجنازير والدماء من أناس ينقصهم العلم والفقه .. خلطوا بين هذه الصورة الهزلية والصورة المشرقة للجهاد .
لكن حقيقة الجهاد الذي أنادى به الآن إنما هو الجهاد في سبيل الله ضد أعداء الله وأعداء الأمة من الكافرين والمجرمين والملحدين