غالباً ما ننظر باستغراب إلى الصور التي تُدهشنا بها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا للطبيعة العجيبة على الكواكب الأخرى التي حولنا مثل المريخ والزهرة وعطارد، ولكن الحقيقة أننا لا نحتاج للذهاب هذه الكواكب لنشاهد أي مناظر عجيبة لأن هناك أماكن على كوكب الأرض أكثر منها غرابة!
لا تظن أنك تشاهد صوراً من كوكب آخر، أو رسومات لأحد العصور الجيولوجية القديمة على ظهر الأرض، بل هي لقطات معاصرة لجزيرة سُقطرى (أو سُقطرة)، وهي جزيرة يمنية تقع على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية في المحيط الهندي، ويعتقد العلماء أنها انفصلت عن أفريقيا من ست أو سبع ملايين عام.
وتحتوي هذه الجزيرة العجيبة على أكثر من 700 نوع من الحيوانات والنباتات النادرة!
إذا ذهبت إلى هذا المكان الساحر، سستشعر وكأنك تحلم لأن هذا المكان يحتوي على أكبر صحراء من الملح في العالم! وما يزيد الأمر سحراً هو وجود طبقة رقيقة من الماء فوق هذا الملح، ما يعطي انعكاساً مدهشاً لكل ما حولك:
مع ارتفاع درجة حرارة الشمس تتبخر مياه بحيرة كليلوك لتنتج مجموعة من الدوائر التي تعبر عن محتوى البحيرة من المعادن في شكل تدرجات مدهشة،حيث تحتوي هذه البحيرة على أعلى تركيز في العالم من الماغنيسيوم والفوسفات والكبريت والكالسيون، وهي تركيبة علاجية رائعة جعلت من هذه البحيرة منتجعاً صحياً للعلاج منذ أقدم العصور. حيث استخدمها الهنود الحمر سابقاً في علاج الأمراض المزمنة لدرجة أن إحدى الروايات تقول أن قبيلتين متحاربيتن وقعتا اتفاقاً أثناء حربهما للسماح بنقل الجرحى لهذه البحيرة دون المس بهم!
لا تظن أننا على الكوكب الأحمر (المريخ) فلازلنا على كوكب الأرض ولكننا في ريوتينتو بإسبانيا. وهي منطقة تزخر بالمناجم التي انتشرت لدرجة أنها ابتلعت المنطقة بأكملها!
واسم المنطقة مأخوذ من اسم نهر ريوتينتو الذي يتميز بلونه الأحمر القاني لأن مياهه عالية الحموضة وغنية بالمعادن.
تبدو كما لو كانت مشهداً من أحد أفلام الرعب التي يسيطر فيها مصاصو الدماء على العالم، ولكنها بركة مياه ساخنة تقع في اليابان، واكتسبت لونها الأحمر الغريب من تركز عنصر الحديد في مياهها.