شيك على بياض
في شهر مارس سنة 1975م، حيث كان اسمي قد بدأ في الانتشار بشكل أوسع، وفي
أحد الأيام ـ أخبرني الفريق مرتجى بأنه يريدني في غرفة مجلس الإدارة،
فتوجهت إليه، وعندما دخلت الغرفة وجدته مع كمال بك حافظ، والكابتن أحمد
مكاوي لاعب الأهلي القديم والناقد الرياضي المعروف، ومعهم مسئول عربي رئيس
أحد أندية قطر، عرّفوني به، وقالوا لي: إنه يريدك لتلعب لناديه هناك،
وسألوني عن رأيي في ذلك.. قلت لهم: إنني أحب فريق الأهلي، والنادي،
والجمهور، ولا أستطيع أن أترك الفريق إلا إذا كان لكم رأي آخر، قلت ذلك
لسيادة الفريق وكمال بك، وأنا أقف بالفعل على أرض ثابتة، وواثق جدًّا من
ذلك؛ لأنني كنت قد قطعت شوطًا في الارتباط المصيري بالأهلي وبجمهوره، ولم
أكن أفكر في ترك الأهلي بأي ثمن، المهم أن الفريق مرتجى قال موجهًا كلامه
للرجل: "والله محمود بالنسبة لنا غالٍ جدًّا، وأعتقد أن سعره غالٍ جدًا؛
لأنه من النجوم في النادي..."،
فسأله الرجل: " ... يعني كم؟"،
أراد الفريق مرتجى أن ينهي الموضوع عند هذا الحد متصورًا أنه لو غالَى في
الثمن المطلوب؛ سيرفض الرجل، وينتهي الأمر ...
[size=25]
وبالفعل قال الفريق مرتجى: "مليون
جنيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كان ذلك في سنة 75يعتبر مبلغًا خرافيًّا ... وفُوجئنا بالرجل يُخرج شيكًا،
ويوقعه على بياض، ويقول: "موافق، وشُوفُوا محمود كمان ياخد كام"، فأسقط في
أيدينا، وساد صمت قطعه تدخل كمال بك حافظ منقذًا الموقف بذكاء، عندما قال:
"إن سمو الأمير عبد الله الفيصل هو رئيس شرف النادي الأهلي، ولابد أن نأخذ
رأيه في هذا الموضوع"... فهم الرجل مغزى كلام كمال بك، وقال: إنه قرأ عن
علاقة الأمير عبد الله الفيصل بالنادي الأهلي وبمحمود
وفي صباح اليوم التالي 18-3-75فوجئت بالكابتن مكاوي ينشر الخبر تحت عنوان: "
شيك
على بياض لمحمود الخطيب؛ ليلعب في قطر"، وقال في مضمون الخبر: "عرض
أحد كبار المسئولين في قطر على الخطيب نجم كرة القدم بالنادي الأهلي أن
ينتقل إلى قطر؛ ليلعب لأحد أنديتها ولفريقها العسكري، وقال للخطيب: "اطلب
أي مبلغ، لك شيك على بياض"... بعد ذلك وصل الأمر للأمير عبد الله الفيصل عن
طريق الفريق مرتجى أو كمال بك،
فقال لهما: "
أنا ممكن أشتري محمود الخطيب، وبعد ذلك
أرسله للنادي الأهلي مرة أخرى" وبدأ من يومها يقدم إعانات سنوية
وصلت إلى مائة ألف جنيه في ذلك الوقت، وقد تصادف أن كنت في زيارة للسعودية،
وقابلت سمو الأمير، وحكى لي القصة، وسلمني أول شيك بهذا المبلغ، سلمته
للفريق مرتجى