الله الرحمن الرحيم
{ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران:169]،
الحمد لله الملك الجبار معز المؤمنين ومذل الكافرين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وقائد العز الميامين سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم ورضى الله عن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ....
أما بعد . أريد التحدث في هذا الموضوع عن خصائص الشهيد في اسلامنا العظيم ، فالله اسأل أن ينفع وان يجعله في ميزان حسناتنا وان يجعل ما اكتب ماء حياة لهذه الأمة ...
فالله المستعان ...
نحسبه من الشهداء ولا نزكيه علي الله
من الشهيد !! هو ذلك المؤمن الذي يقاتل تحت راية إسلامية ظاهرة لإعلاء كلمة الله فيقتله أعداء الله ، أو يموت في خضم الرحلة الجهادية ميتة طبيعية.
من الشهيد !!
هو من خير الناس منزلاً .. يجري عليه عمله حتى يُبعث .. دمه مسك .. يحلّى من حلية الإيمان .. هو من أُمناء الله في خلقه .. روحه في جوف طير أخضر يرِد أنهار الجنة ويأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش .. يأمن من الصعقة .. يأمن من الفزع الأكبر .. يُشفّع في سبعين من أقاربه .. يزوج باثنتين وسبعين من الحور العين .. يلبس تاج الوقار ، الياقوته فيه خير من الدنيا وما فيها .. هو من أول من يدخل الجنة .. يكلمه الله كفاحاً دون حجاب .. يسكن الفردوس الأعلى في خيمة الله تحت العرش لا يفْضله النبيّون إلا بدرجة النبوة ..
هذا بعض شرفه بعد موته ، أما وهو يجاهد ، ففضل الجهاد لا يجهله أحد من أهل الإيمان ، ويكفيه أنه ذُروة سنام الإسلام وعمل الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام.
ووقفتنا هنا مع اللحظات الأولى للشهيد ، والأخيرة للمجاهد .. تلك اللحظات التي يحجم عنها الرجال ، ويخاف من هولها الأبطال .. تلك اللحظات التي يفارق فيها الإنسان حياته وكل ما رتبه لنفسه من أحلام وأوهام لتنقطع فجأة ويصبح في عالم آخر لم يشاهده ولم يعرفه إلا خبراً لا عيان.
هذه اللحظات هي "أولى لحظات الشهيد" ..
هي لحظات تحكي بداية وُلوجه باب البرزخية .. بداية مفارقته الدنيوية إلى الأُخروية .. نهاية كونه مسلماً حياً إلى بداية حياة الشهادة الأبدية ..
لحظات عجيبة في قاموس الإنسان ..
لحظات لا يُدركها أي إنسان ..
إنها لحظات لا يمتطي صهوتها إلا أهل الإيمان ..
لحظات يعجز عن وصفها البيان ..
لحظات إقبال وإحجام ممتزجان ..
لحظات يقف فيها عقل المؤمن حيران : أيبارك أم يحزن ، أيهنّئ أم يعزي ، أيبكي أم يفرح ..
أحزان أم أفراح وأحضان !!
فما حال تلك اللحظات !!
يُقبل المؤمن إقبالة الليوث على الهوام ، ويكون في مقدمة الرجال في ساعات الإحجام ، وإذا اصطفاه ربه فإن "أَفْضلُ الشُّهَدَاء الَّذِينَ إِنْ يَلْقَوْا في الصَّفِ لا يَلْفِتُونَ وجوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ في الْغُرَفِ العُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ في الدُّنْيَا، فَلا حِسَابَ عَلَيْه" (أحمد)
يضحك إليه رب العزة ..
ما أكرمه من موقف وأهيبه .. وماذا بعد يا شهيد !!
شكرا لموقع اذكر الله على الموضوع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]