دشنا .... قداسة البشر
وشخصية المكان
ربما لم يكن ابن جبير- صاحب
المقام المعروف فى الأسكندرية المسمى بسيدى جابر - منصفا أو متجنيا حين عبر
دشنا فى رحلته المعروفة باسم رحلة ابن جبير اذ انه اكتفى بقوله انها مدينة
مسورة وبها جميع مرافق المدن ,فالرجل مر بها مرور الكرام وهو فى طريقه الى
الحجاز ولقد قال ذلك فى أوائل القرن الثانى عشرالميلادى ونهاية القرن السادس
الهجرىفما بالك بما قبل ذلك وما بعده ,وقد سلك كثير من الرحالة فى حديثهم عنهامجرد كلمات
قليلةجدا لاتزيد عن وصف ابن جبير فى شىء , ولكن أهذه هى دشنا؟
دشنا,دشنه, دشنى ,انطقها كما شئت أو حتى اذكرها بالسؤال الساخر المعروف .. أنت من
دشنا أم من ديش(جيش) العدو؟؟؟؟ ربما اختلف الكثيرون عن معنى الأسم , أجاء من تدشين
السفن حيث كان بها ميناء كبير لهذا الغرض ,أم محل زراعة البقول , أم بمعنى الحديقة
كما جاء فى اللغة القبطية القديمة . فى كل الحالات هى كل ماسبق . فلم يزل بشاطئها
الممتد بقايا مراسى قديمة تتناثر على الشاطىء شاهدة على المدينة القديمة العتيقة
التى تشكلت أبجديتها الأولى مع تمخض أرض العالم البكر على مايعرف باسم المدن ., لم
تزل صالحة حتى الأن لرسو الصنادل البحرية المحملة بالسلع التجارية المختلفة والمواد
الخام فى طريقها بين أسوان فى الجنوب