ان الدين الاسلامي دين الوسطية والاعتدال فلا اسراف ولاتقتير، ولابخل وتبذير ولاتطرف ولاغلو ولاإفراط ولاتفريط .. يقول الله تبارك وتعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) ومن هنا ندرك بأن الحكمة الالهية تقضي بوسطية الحياة.. ولاتستقيم ولاتستقر الا بالعدل والوسطية حتى قيل بأن المبالغة في الحب بين البشر حب الرجل لنفسه سميت بالذاتية والنرجسية والانانية وهنا الافراط الممقوت الذي يخرج الانسان عن جادة الحق والصواب والعدل قال تعالى(واذا قلتم فاعدلوا ولوكان ذاقربى)..
ولذا وجب ان ننبه بأن الأمة بحاجة ماسة للوقوف مع النفس ومواجهتها بالحقائق واستقاء العلم من منابعه الصافية، وتمثيل الدين الاسلامي في اقوالنا وافعالنا وسلوكياتنا، وتمثيل القدوة الحسنة من الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين.. يقول الله سبحانه وتعالى: «لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر» فالقدوة الحسنة قد بينت لنا الطريق المستقيم الذي فيه النجاة في الدنيا والآخرة، وهي في الكتاب الكريم المنزل من رب العالمين على رسوله الامين محمد - صلى الله عليه وسلم - القائل:«لقد تركت فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابداً كتاب الله وعترتي» او كما قال صلى الله عليه وسلم..
وبالتالي صار لزاماً على كل مسلم ومسلمة تحري طريق النجاة وهما في الكتاب والسنة والخلفاء الراشدين وواجب التبليغ والتربية والقدوة الحسنة في البيت والخارج في المدرسة، والمسجد، وعلى كل مسلم ان يقي نفسه واهله النار باتباع ماأمر الله به واجتناب مانهانا الله عنه، كما ان الدين الاسلامي هو دين التسامح والرحمة يقول الله تعالى:«وما ارسلناك الا رحمة للعالمين » فلاحقد ولاضغينة ولاعنصرية ولاتمايز في الاسلام، حرمة الاموال والاعراض والدماء ونرى اليوم من يفهم الاسلام فهما خاطئاً وقاصراً، ويعيث في الارض الفساد والخراب والدمار ويضر بالاسلام والمسلمين ويفتعل القلق وينشر الرعب والخوف في اوساط المجتمع ويزعزع الامن والسكينة باسم الدين وبكلمة حق يراد بها باطل استغلالاً لعقليات البسطاء من الناس وهؤلاء هم ادعياء دين، فهم ينخرون في الدين كالسوس.. وهنا نقف بين يدي البيان الحكيم والقرآن الكريم حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز :«ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد».. وما برزت من ظواهر تطرف وغلوشاذة في مجتمع يمن الايمان والحكمة ومن اعمال تخريب وارهاب واعتداءات ليست من الدين في شيء وانها من الافساد في الارض واهلاك الحرث والنسل والله لايحب الفساد.. لقد حققت بلادنا خطوات متقدمة ومشهودة في مكافحة الارهاب، وعن طريق الحوار والاكثر من ذلك بأن جميع العمليات الارهابية التي نفذت في اليمن لم تسجل اي حادثة ضد مجهول، وهذا النجاح لقيادتنا السياسية وحكومتنا الرشيدة استفز حفيظة العدو، بل حتى الغيرة من هذا الامر فدفع بتلك القوى اياً كان شكلها او صفتها على الاصطياد في الماء العكر بشراء ذمم ضعفاء النفوس وقليلي الايمان والحكمة ليجهضوا ذلكم النجاح الذي لايخفى على أحد، والعجب بل والغريب في الامر وعلى مر الزمان اننا نجد البعض من الناس وهو يأكل ويشرب ويعمل ويعيش في هذه الارض وليس له غيرها ولايدرك بانه مواطن يمني وانه وجميع ابناء هذا الوطن في سفينة واحدة وما يصيبها يصيبه فان هو اخذ بها وصانها نجا ونجا الجميع.. وان هو خرقها غرق وغرق جميع من على هذه السفينة، ناهيك انه لايراعى لهذا الوطن حقه ولاحق الدين ولاالجوار والقربى .. وهؤلاء هم الذين ذكرهم الله في الآية السالفة الذكر.. هنا نذكر ونحذر من سموم هؤلاء خفافيش الظلام.. ويقول الله سبحانه وتعالى «وقليل من عبادي الشكور»..
هذا هو حال الانسان الضعيف مع نفسه وخالقه ورازقه، كيف بحاله مع الوطن والوطنية والأمانة.. نسأل الله تعالى ان يقينا شرور انفسنا وشر من يكيد لنا من الجنة والناس، والله يحرس اليمن بعينه التي لاتنام .. آمين.