أدلي إيهاب صلاح ـ المذيع في قطاع الأخبار بالتليفزيون ـ قاتل زوجته رمياً بالرصاص، باعترافات تفصيلية أمام محمود عبود ـ وكيل أول نيابة حوادث جنوب الجيزة.
وسرد «إيهاب»: كيف تطورت المشاجرة بينه وبين زوجته «ماجدة كمال كامل» ـ 35 سنة ـ حيث عايرته بإنفاقها علي البيت وتطاولت عليه بألفاظ نابية وصفعته علي وجهه، فكسرت نظارته، فقام علي إثر ذلك بإحضار مسدسه وأطلق النار علي رأسها، وقال: إن أحد أسباب الخلاف الرئيسية ليلة الحادث هي غيرة زوجته الشديدة عليه ولومها المستمر لتأخيره المتكرر عن المنزل، موضحاً أمام وكيل النيابة أن السلاح المستخدم في الجريمة كان يخص والده الراحل والذي كان يعمل لواء بوزارة الداخلية وشغل منصب حكمدار الإسماعيلية.
وتبين من اعترافات المتهم أنه اتصل بالشرطة قبل إطلاق الرصاص عليها عندما اشتد الخلاف بينهما، لأنه خاف أن تقوم زوجته بإصابته بجروح في وجهه.. لكن الشرطة تأخرت وعندما احتدم الشجار بينهما أطلق الرصاص عليها ثم اتصل بالشرطة مرة أخري للإبلاغ عن الحادث وتسليم نفسه، وعندما حضر رجال الشرطة قال لهم: «متشكرين.. للأسف جيتوا متأخر».. وتم إلقاء القبض عليه.
واعترف المتهم أنه ضغط علي زناد المسدس عدة مرات حتي تخرج الطلقة لأن المسدس لم يكن به سوي طلقة واحدة اخترقت رأس المجني عليها أعلي الجانب الأيسر، واستقرت داخلها، وقال: بعد أن أطلقت النار عليها سقطت علي ظهرها في غرفة النوم وكنت أظنها «بتمثل عليا» فاقتربت منها ونظرت في وجهها فرأيت الدماء فصرخت قائلاً: «ضيعتي نفسك وضيعتيني» ثم اتصلت بالشرطة وبعد اعتراف المتهم، عاد ليقول إنه لم يكن يعرف أن المسدس كان به طلقات أم لا، رغم أنه ضغط علي الزناد عدة مرات حتي تخرج الرصاصة.
واعترف المتهم أنه تعاطي سيجارة حشيش قبل الحادث وانتابت المتهم نوبات بكاء هستيرية خلال التحقيقات وتكررت أكثر من مرة وظل يردد «ضيعتني».
واستمعت النيابة لأقوال شقيقة المجني عليها نجاح كمال كامل التي كانت موجودة بشقة أختها أثناء الحادث نظراً لغياب المتهم عن المنزل لمدة يومين قبل الحادث. وقالت إنها لم تسمع أصوات مشاجرة قبل إطلاق الرصاص علي شقيقتها، ولكنها فجأة رأت إيهاب يصوب السلاح باتجاه رأسها، فحاولت تهدئته وأخذ السلاح منه، ولكنه رفض أن يعطيها السلاح وجلس علي كرسي بجوار السرير في غرفة النوم وذهبت للمطبخ لإعداد فنجان ينسون له ثم سمعت صوت إطلاق الرصاص، فوجدت شقيقتها غارقة في دمائها.
وأجرت النيابة مواجهة بين المتهم وزوجة شقيقته أصر خلالها كل منهما علي أقواله في التحقيقات، فأمرت النيابة بحبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له تهمة القتل العمد المقترن بحيازة مخدر بقصد التعاطي وطلبت تحليل دماء المتهم لمعرفة ما إذا كان به مخدر الحشيش وقت ارتكاب الجريمة من عدمه.
وخلال التحقيقات التي استمرت ما يزيد علي عشر ساعات وانتهت في ساعة مبكرة من صباح أمس، حضر عدد من زملاء المتهم وأصدقائه العاملين بالتليفزيون وأحضروا له طعاماً وأدوية وبعد انتهاء التحقيقات، احتضن المتهم شقيقته ودخل في نوبة بكاء شديدة وصرخ قائلاً: «ضيعتني» فهدأت شقيقته من روعه وقد أشاد بعض أقارب المجني عليها وأصدقائها بأخلاق المتهم العالية، وأشاروا إلي أنه كان يتعامل معهم بطريقة رائعة ودخل زوج شقيقة المجني عليها ويدعي أشرف إلي الغرفة التي كان بها المتهم بعد التحقيقات وتحدث معه عدة دقائق ثم تحدث إليه شقيق المتهم عن العلاقة التي كانت تربطهما.
وكان عدد من جيران المتهم قد أشاروا إلي أن المتهم وزوجته كانا يتشاجران باستمرار، حيث قال سعيد عمر ـ 65 سنة ـ صاحب المنزل الذي يقيم فيه المتهم وزوجته منذ عامين أنهما بينهما خلافات زوجية مستمرة ومنذ ستة أشهر تركت الزوجة منزلها وأصرت علي طلب الطلاق، وبعد شهر عادت مرة أخري وأخبرته أنها تصالحت مع زوجها ومنذ أسبوع احتفلا سنوياً بعيد ميلاده.
وأضاف أنه فوجئ بالمجني عليها تطرق باب منزله في الثانية بعد منتصف الليل وطلبت استخدام تليفونه واتصلت بأسرتها وتركته، وبعد نصف ساعة سمع صوت طلق ناري مكتوم وتبين بعدها أن المتهم قتل زوجته وأبلغ الشرطة وسلم نفسه.
وأفادت معاينة النيابة وجود بعض أعقاب سجائر داخل موقع الحادث إلي جوار جثة الزوجة التي وجدت ملقاة علي ظهرها في غرفة النوم مصابة بطلق ناري أعلي الرأس من الجهة اليسري فأمرت النيابة بالتحفظ علي أعقاب السجائر وتحليلها لمعرفة ما إذا كانت تحتوي علي مواد مخدرة من عدمه، إضافة إلي تحريز ظرف الرصاصة التي أصابت المجني عليها.
المصدر : جريدة الدستور