[b][i][/i][/b]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في الماضي، كان موضوع الدولة الفلسطينية مبثوثًا في الأغاني والأناشيد القومية الفلسطينية، وكذلك في الأدب الفلسطيني. أما الآن، فقد تحوَّل هذا الموضوع ليصير أداة الدفاع الوحيدة التي تستخدمها القيادة الفلسطينية في صراعها غير المتوازن مع الحكومة الإسرائيلية. فكلما أظهرت إسرائيل مخالبها، وكُلّما استخدمت ذكاءها في استغلال المواقف لإرجاح كفتها، سارع المفاوضون الفلسطينيون إلى رفع التهديد والوعيد بإنشاء دولة فلسطينية مُستقلة. [b]"الدولة الفلسطينية" .. الخيار الوحيد[/b]
بالرغم من أن السلطة الوطنية الفلسطينية قد أثبتت نجاحًا نسبيًّا في عدة مواقف، وبالرغم من أن تكتيكها السياسي قد أثمر نسبيًّا، إلا أن دبلوماسية الدولة لم تعد فعالة كما كانت من ذي قبل.
وبالإضافة إلى المساحة المحدودة التي تتحرك فيها تلك الإستراتيجية السياسية، فإنها أحدثت أثرًا عكسيًّا على الجماهير الفلسطينية التي أصبحت في حالة فقدان الثقة تجاه القيادة. وبالرغم من أن فقدان الثقة يسير ببطء متدرج، إلا أنه يتقدم في نفس الوقت بخطى ثابتة نحو الأمام.
إن الكثير من الفلسطينيين – إن لم يكن معظمهم – ينظر إلى إعلان الدولة الفلسطينية على كونها عامل متقلب غير مدعوم. والحقيقة، إن هذا المفهوم هو المفهوم المحبب لدى الكثيرين، نظرًا لكونه علامة انتهاء رحلة طويلة من العذاب والنضال والكفاح. والدليل على ذلك أنه مع كل مأزق تتعرض له محادثات السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يجد الفلسطينيون أنفسهم يلوحون بـ "إعلان الدولة الفلسطينية" ويرفعونه عاليًا؛ فهم – ببساطة – لا يجدون غيره. بل إنه يُعتبر التكتيك السياسي الوحيد الذي يجدونه ملائمًا ومُناسبًا لتغطية معظم "المآزق" التي قد تتعرض لها المفاوضات السلمية بين الحين والآخر. والغريب في الأمر، أن الطرف الفلسطيني يُقسم ويُعلن ويصرح وينذر بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي تجاه تلك القضية.
كان من المفروض أن يكون يوم الثالث عشر من فبراير 2000 هو يوم توقيع الطرفين – الإسرائيلي والفلسطيني- على إطار اتفاقية لمحادثات الوضع النهائي. وكان من المفروض أيضا أن يتم هذا التوقيع في وسط جو "احتفالي بهيج" بالبيت الأبيض.
وإذا بإسرائيل تجيء قبل هذا اليوم لتعلن إصرارها على نشر جنودها في منطقة الضفة الغربية، مما أدى إلى إيجاد طريق مسدود للوصول إلى اتفاق. وكان الموقف المعاكس من قبل الطرف الفلسطيني أن قام مجلس فتح الثوري بعقد اجتماع ضم 132 من قياديي ونُخب حزب عرفات. وكانت نتيجة هذا الاجتماع هو إصدار قرار ينادي بإعلان دولة فلسطينية مستقلة في شهر سبتمبر من هذا العام.
والحقيقة، أننا لا نستطيع أن نحرم القيادة الفلسطينية من حقها في استخدام المناورات ضد المخططات والمكائد السياسية الضرورية التي يُمكن أن تعزز من موقفها في مثل ذلك المحيط العنيف من المفاوضات، ولكن يجب علينا أن نعي في نفس الوقت حقيقة أخرى لا تقل أهمية عما سبقها وهي: أن تكرار النداء وعدم الوفاء به يقلل من المصداقية. إن السلطة الوطنية الفلسطينية يجب أن تعي جيدًا أن عدم الوفاء بالوعود المكررة – بخصوص إعلان الدولة - يمكن أن يُفسد العلاقة فيما بين الفلسطينيين من جهة، والاستقلال من الجهة الأخرى؛ ذلك الاستقلال الذي يحلمون به، ويطمحون إليه.