العيد فى اللوحة التشكيلية

موضوع: العيد فى اللوحة التشكيلية 10/9/2010, 8:22 am

كتب غازى انعيم فى جريدة الدستور
مقالا هذا نصه

العيد في اللوحة التشكيلية .. احتفاء خجول يعزز القطيعة مع الواقع

غازي انعـيم
يترقب العالم الإسلامي عيد الفطر كل عام ، وتنعكس مظاهره على حياة أكثر من مليار مسلم ، منتشرين في شتى بقاع الأرض ، لكن هذه الفرحة ، التي يترقبها الصغار والكبار عاماً بعد عام ، تغيب عن أعمال الفنانين التشكيليين العرب ، الذين يعيشون هذا الفرح سنوياً ، ويستشعرون طبيعة التغيير الاجتماعي والديني فيه.. ولكنني عندما رغبت بالكتابة حول هذا الموضوع أجريت بحثاً.. وللأسف: لاحظت ، من خلال البحث ، غياب موضوع العيد عن مسطحات لوحات الفنانين التشكيلين العرب الذين من المفترض أن يتفاعلوا مع محيطهم ومع الحياة من حولهم.
وخلصت بنتيجة مفادها أن غياب مظاهر العيد وشعائره وطقوسه عن الأعمال الفنية ، يعني أن الفنان غير مدرك لأهمية الفن في عكس مظاهر المناسبة العظيمة ، سواءً في عيد الفطر السعيد أو في عيد الأضحى المبارك. حيث يعيش الأطفال ، وهم يلبسون الجديد ، سعادتهم الموصولة بالفرح الملون سواءً ضمن أجواء العائلة.. أو وهم يؤدون أدوارهم بكل مرح في الألعاب الشعبية.. أو في المدن الترفيهية ، حيث نشاهدهم وهم يلعبون ، بكل براءة ، في رحاب الطبيعة الملونة.
وهذا يجعلنا نتساءل: لماذا تغيب مظاهر العيد وشعائره وطقوسه عن الأعمال الفنية؟
قبل الإجابة على هذا السؤال نستطيع القول أن وراء هذه الظاهرة عدم اهتمام من قبل الجهات الرسمية بالفن التشكيلي ، قبل الأزمة الاقتصادية العالمية وبعدها ، كأداة من أدوات المعرفة والوعي والحضور الجمالي محلياً وخارجياً ، فلو اهتمت هذه الجهات بإقامة معارض بمناسبة الأعياد.. ثم قامت بالاقتناء من أجل تشجيع ودعم الفنانين لوجدنا أثرها في الأعمال الفنية. وهنا لا أعفي الفنان التشكيلي من هذه المسؤولية ، لأنه لا يحتاج إلى من يُذكره بهذه المناسبة.
مرايا البهجة والفرح
وبالعودة إلى الأعمال التي أنجزت حول موضوع العيد نلاحظ أن أكثر اللوحات المعبرة عن بهجة العيد وفرحة الأطفال هي لوحة الفنان الفلسطيني الراحل إبراهيم غنام ، حيث ظهر في هذه اللوحة اهتمامه برسم محيط أحلام الطفولة وفرح الأعياد ، لكن الشيء البارز الذي يكشفه "غنام" ، يكمن في قدرته على تحريك عناصر لوحته من أطفال وكبار وباعة ومراجيح ، والمهم في هذه اللوحة ، أيضاً ، أنه أراد أن يؤكد هوية المكان من خلال رسمه للأعلام الفلسطينية وهي ترفرف فوق المراجيح.
كما كانت لوحات الفنان الراحل حسين بيكار ، التي قدمها تحت عنوان "كعك العيد" بمثابة بدايات لإضفاء البهجة وإظهار حالات الصدق والعفوية من خلال حيوية حركة الفتاة التي تحمل على رأسها طبقا من كعك العيد.
ولعل أكثر اللوحات المعبرة عن بهجة العيد وفرحة الأطفال ، هي لوحة الفنانة زينب السجيني ، حيث ركزت في هذه اللوحة على إظهار حركة ورشاقة الأطفال وهم يلعبون بلعبة "الدحلة" أو "العجلة الحديدية".
ويستعيد الفنان الكويتي الراحل أيوب حسين مظاهر العيد في منطقة "الصفا" بالكويت ، ويدخلنا ، من خلال لوحة "مظاهر العيد بالصفا قديماً ، إلى مشهد من مناظر العيد في الكويت ، حيث يتجمهر الصغار والكبار للاستمتاع بما يوجد هناك من العاب ومراجيح وباعة ، ومشاهدة رقصة العرضة. ولقد أضفى الفنان على عناصره وألوانه المزيد من الأناقة في تجسيد العناصر الواقعية ، وهو ، في هذه اللوحة ، يقترب من أجواء الفن الشعبي.
ومن الأعمال المعبرة عن بهجة العيد وفرحة الأطفال اللوحة التي رسمها الفنان المصري علي دسوقي ، وقد قدم هذا الفنان ، خلال رحلته الفنية ، عدداً لا يحصى من الرسوم التوضيحية المرافقة للقصة أو الحكاية الشعبية ، كما جسد الفنان دسوقي أجواء العيد في لوحات طفولية عديدة ، منها لوحة "كعك العيد" ، التي ركز فيها على إظهار الصبيان والبنات وكذلك النساء اللواتي فرغن من تحضير كعك العيد ، وهو ، هنا ، يسعى إلى الوصول بخطوطه وألوانه إلى تداعيات ما ترسخ في الوجدان من عادات وتقاليد وطقوس.. في محاولة لإغنائها من خلال التأكيد على "كعك العيد".
وبعد: فإن هذه المحاولات التي تناولت "العيد" ، رغم التفاوت في تناوله من فنان إلى آخر ، إلا أنها متفقة على جوهر التوجه ، وقيمة الهدف القائم على الاستفادة من مظاهر وخصائص العيد.. ويمكن اعتبار هذه المحاولات ، تجارب ضرورية ومهمة ، وبل مؤسسة لهذا الموضوع في مسيرة الفن التشكيلي العربي المعاصر.

التاريخ : 07-09-2010

تسلم ايدك يا ام شروق
تقبلى مرورى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

احدي لوحلت الفنان علي دسوقي

ابو ندى
شاكرة لك
جزيل الشكر

صقر المنارة

لمسات جميله

واضافة مميزه ليست بالغريبة عليك