منتدى منارة دشنا
لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟ GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟ GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عمر ابوسالم
عضو فعال
عضو فعال
عمر ابوسالم


ذكر

العمر : 40
عدد الرسائل : 344
تاريخ التسجيل : 02/04/2010

لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟   لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟ I_icon_minitime16/1/2011, 9:08 am

تتفاعل الأحداث في تونس بصورة متصاعدة، وبما فاق توقعات الكثيرين.. وبالتأكيد لها بقية.. لقد تباعدت التحليلات المتابعة عن المتغيرات التونسية الجارفة.. وانتقلت إلي مستوي توقع أن تؤدي أحداث تونس إلي (عدوي) تحرك الشعوب ضد دولها في المنطقة العربية.. والقول بأن (الأنظمة) سوف تسقط كما لو أنها قطع من الدومينو المتتالية.. وقد استدعيت إلي المقارنة نماذج تاريخية من أوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينيات.. وأحداث بداية التسعينيات.

المؤكد أن للمجريات التونسية توابعها.. علي الأقل في المغرب العربي.. مع الوضع في الاعتبار أن لكل دولة ملابساتها ومفرداتها.. غير أنه لا يمكن القول إنه بالضرورة لابد أن يتكرر نفس السيناريو في دول أخري.. خاصة إذا كان المغرب العربي قد شهد - قبل وقت ليس ببعيد - تحولا دراماتيكيا في موريتانيا.. توقع له الكثيرون أن يكون نموذجاً متكرراً.. وهو ما لم يحدث بل إن التجربة الديمقراطية الموريتانية الناشئة لم تكتمل ودخلت الدولة هناك في غياهب معروفة.

قبل ما يزيد علي عامين، سجلت ملاحظاتي بخصوص رحلة إلي تونس، حيث كنت أقضي إجازة (خاصة) مع أسرتي في العاصمة، في هذا الوقت علمت أجهزة إعلام تونسية بوجودي وقررت مشكورة أن تستضيفني في برامج تليفزيونية، وخطر لمذيع أن يصورني متجولاً في شارع بورقيبة الشهير.. وما أن تحركنا والكاميرا تلاحقنا في الطريق حتي كان أن صادفت ما لا يقل عن خمسة توقيفات أمنية.. كل منها يسأل عما نفعل والتصريح الذي سمح لنا بذلك.. علماً بأن الشارع لا يزيد طوله علي بضع مئات من الأمتار.. في كل مرة كان رجل الأمن يفحص الأوراق مع المذيع ويبلغ بها جهة ما.. وينتظر رداً.. ثم يقرر السماح لنا إلي أن يوقفنا آخر.

شيء مثل هذا يعطي فكرة عن طبيعة المناخ البوليسي الذي كانت تعيش فيه تونس، حيث لم يكن متاحا لأي من أبنائها الدخول علي جملة من مواقع الإنترنت.. كما لم يكن مسموحا للصحف بأن تنتقد أي شيء.. بل إنني كنت في تونس قبل سنوات أخري، حيث حاولت أن أتصفح عدداً من مواقع الإنترنت وجدتها كلها ممنوعة، لأنها تتضمن انتقادات لحقوق الإنسان في تونس.. فلما حاولت ذلك عن طريق الموبايل، تبين أن تونس لم توقع علي اتفاقية (الجي بي إس) التي تعطي المستخدم فرصة الاطلاع علي الإنترنت عبر الموبايل.. تلك الخدمة التي تباع في مصر بجنيه واحد في اليوم.

الرئيس بن علي الذي لم يغادر تونس منذ زمن بعيد، إلا في مرات نادرة، وصل إلي الحكم في لحظة من هذا النوع الذي يعيشه البلد الآن، كان هذا عام 1987، وقد وعد بتغيير كبير.. حقق منه نمواً تعليميا رهيباً.. جعل من تونس ـ كما وصفتها شخصياً من قبل ـ (لبنان الغرب).. وأحدث نموا كبيراً في الطبقة الوسطي.. ولعل الكثيرين لاحظوا النظافة التي بدت عليها الشوارع.. والأشجار المزدهرة.. المقصوصة.. في صور التليفزيون التي نقلت مشاهد المتظاهرين الحريصين علي مظهرهم بطريقة تختلف عن أشكال الفقر المنتشرة في دول عربية أخري.

هذه الطبقة المتوسطة التي صنعها بن علي، ومن قبله بدأ ذلك بورقيبة، هي التي قلبت بن علي نفسه، ولعل هذا يعود في الأساس إلي أنه كان نموذجا مكرراً من حاكم طراز صدام حسين.. ديكتاتور آخر.. يتميز بصمته.. وقبضة حديدية علي مجتمعه دون أن تكون له طموحات توسعية كما هو الحال في نموذج العراق الذي كان.. والأخطر أن الفساد تحت مظلته طغي علي كل شيء.. وعاد بالأساس إلي أسرة أصهاره.. بحيث كان الجميع يعرف ذلك.

ويردد الكثيرون أن سهي عرفات غادرت تونس فجأة قبل سنوات إلي مالطا، لأنها شكت إلي الرئيس القذافي من أنها لا تعرف إلي أين ذهبت ثروة ابنتها زهوة.. في ظل شراكات غير معروفة الأبعاد مع أسرة الطرابلسي التي تنتمي لها زوجة الرئيس بن علي.. كما يرددون أن الأمر كانت له علاقة بارتباط الرئيس بن علي بالطفلة زهوة.. وحدوث خشية نسائية من أن يؤدي هذا إلي تقارب بينه وبين السيدة سهي عرفات.

أياً ما كان الأمر، فإن الموقف في تونس قد تطور عمليا إلي مراحل لم يتوقعها حتي المعارضون.. وسبق الشارع كل شيء.. ويعود هذا إلي أسباب مختلفة.. بخلاف حالة الخنق الكابت لكل تفاعلات المجتمع، والفساد الذي كان قد بلغ حداً رهيباً.. ومن بين الأسباب ما يلي:

- هشاشة موارد الاقتصاد التونسي المعتمد بالأساس علي السياحة والاستثمار.. مع ضغوط قاسية للأزمة الاقتصادية الدولية.. قلصت من عوائد الموردين الاثنين.

- عدم إدراك قدر الوعي الذي بلغته الطبقة المتوسطة التونسية نتيجة لبرامج التعليم التي حققت نتائج عظيمة.. وتوقع أن تلك الطبقة المتعلمة والعريضة يمكن أن تقبل إلي الأبد كتمان أصواتها.

- التعامل شديد الحماقة من قبل الرئيس بن علي مع المتغيرات الآتية من الشارع واتهامه للمظاهرات بأنها (لصوصية).. وغياب المعلومات عنه بطريقة أدت إلي عدم تقديره للموقف.. ما أدي إلي تراجعه يوماً تلو آخر أمام ارتفاع مطالب المتظاهرين.. والأخطر هو أن قوات الأمن تعاملت ببطش طاغ مع المتظاهرين، فقتلت العشرات بلا رحمة.. ويمكن توقع السيناريو البديل لو كان الرئيس بن علي قد تعامل بطريقة مختلفة من اللحظة الأولي مع متغيرات الشارع.

- التفاوت الحقيقي بين مستويات التنمية في مختلف أرجاء تونس.. حيث اندلعت المظاهرات في مناطق الجنوب الأكثر تضرراً من هذا التفاوت.. فضلاً عن انفراد فئة بعينها منتمية إلي عائلة واحدة أو أكثر بأكبر ريع في المجتمع.. ليس تفاوتا بين طبقة وأخري لكن تفاوتاً بين عائلة وبقية المجتمع.

- انفضاض النخبة الحاكمة من حول الرئيس، نتيجة لهذه الأخطاء، وربما لأن تلك النخبة تضررت من قدر الفساد الذي استمرأته أسرة زوجة الرئيس.. وبما في ذلك تضحيته برجاله في وقت متأخر أعطي انطباعا لمن حوله بارتباكه وضعفه.. وأنه يمكن أن يضحي بأي أحد من أجل نفسه.

- التأجيج الإعلامي الخارجي للرغبات الداخلية.. في ظل حالة من المعاداة اصطنعها نظام بن علي مع مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية.. فوجد كثير من المحطات أن الوقت قد حان لكي تحصل علي ثأرها منه.

من اللافت في هذا السياق.. أن النخبة العربية التي تحلل الأمر الآن بعد أن وصل إلي مرحلته تلك، معبرة عن تأييدها للجماهير التونسية، هي نفسها التي كانت تساند المنهج المتبع من بن علي، وتحيي مدنية الدولة وقدرته علي صنع نهضة تونسية، وهي نفسها التي كانت تؤيد الرئيس المخلوع للعراق صدام حسين.. ثم راحت تعدد أسباب ما وصل إليه العراق.. كما أن عديداً من العواصم الغربية كانت تساند حكم بن علي بطريقة أو أخري.. وهي بدورها التي انقلبت عليه الآن.. ويلحظ في هذا السياق أن الانتقادات التي وجهت إلي طريقة تعامل النظام والصادرة من أوروبا لم تحدث إلا بعد ثلاثة أسابيع من بدء التطورات التي اشتعلت بأن حرق شاب تونسي نفسه.. اسمه بوعزيزي.. كان يقف في الطريق العام ببعض الخضروات، وقرر شرطي بلدية أن يزيحه عن الطريق.. فاحتج بهذه الطريقة الانتحارية التي ألهبت الغضب العام.

- احتمالات التكرار:

هل نحن أمام حالة قابلة للتكرار، وهل رياح الغضب مختلفة الأسباب سوف تضرب بقية الدول العربية.. كما قالت صحيفة الجارديان بالأمس (من الرباط إلي الرياض).. وهل هذا الذي يجري له علاقة بما جري في (جدانسك- بولندا) قبل سنوات بعيدة.. وهل سوف تتوالي الوقائع في البلدان العربية كما توالت بعد رحيل تشاوسيسكو في رومانيا؟ أسئلة تبحث عن إجابات.. لاشك في ذلك.

نسجل في هذا السياق مجموعة من الملاحظات:

- لا يمكن مقارنة نموذج بن علي إلا بنموذج صدام حسين في العراق.. مع اختلافات جوهرية.. فقد سقط صدام بتدخل عسكري غربي.. ولكن بن علي سقط برغبة الشارع التونسي.. من الناحية المبدئية ماهي بن علي نظام صدام حسين في قدر رهيب من الحماقة.. وحتي هذه الحماقة التي كان عليها صدام حسين لم تحدث له ما جري لـ«بن علي» إلا بعد أن تكاتف عليه (علي صدام) تحالف دولي هائل لأسباب أخري.

- إلي جانب تونس، شهدت الجزائر توترات حادة طيلة عقد كامل بعد إلغاء نتائج الانتخابات التي فازت بها جبهة الإنقاذ الجزائرية في بداية التسعينيات، ما ضرب الجزائر بموجات عاتية من الإرهاب.. لكن هذا لم يؤد إلي تغيير جوهري في أوضاع الجزائر ومصير دولتها.. وحتي هذه اللحظة، فإن جبهة الإنقاذ محظورة فيها.. كما أن ما جري في الجزائر، دفع بن علي إلي أن يقوض بصورة كاملة أي وجود لحزب النهضة الإسلامي في تونس.. ومن اللافت جداً أن الأوضاع الحالية في تونس لم تكشف عن أي تأثير للتيارات الدينية حتي هذه اللحظة.

- لم تكن أوضاع المغرب العربي برمتها قيد الاهتمام واسع النطاق من أي من مراصد ومتابعات عمليات التحول الديمقراطي الغربية.. وكانت الأعين الغربية كلها منصبة في اتجاه المشرق بدءاً من مصر حتي العراق مروراً بلبنان ودول الخليج.. ما يعني أن توقعات العواصم الغربية كلها لا وزن لها.. وأن هناك عوامل أخري تغيب عنها وعن توقعاتها.. علما بأن هذه العواصم التي استضافت أصواتاً تونسية معارضة لم تسمح لها بالعمل الحقيقي ضد نظام بن علي.. بل إن تونس كانت من بواكير الدول التي استجابت (شكلانيا) لمبادرات الولايات المتحدة المتعلقة بالتحولات الديمقراطية.. واستجاب الرئيس بن علي لمبادرة الشرق الأوسط الكبير.. وعدد كبير من برامج الولايات المتحدة وأوروبا، التي لها علاقة بهذا السياق كان مقرها تونس.. لكنها لم تفعل حقا علي أرض تونس.

- تبدو أوضاع تونس مؤثرة للغاية في المغرب العربي عموما، وبقدر ما، ذلك أن في الجزائر توازناً معيناً لا يمكن أن تلمس مثيله في تونس.. يعتمد علي استنادات اقتصادية مهولة مصدرها 155 مليار دولار من حصيلة تصدير الغاز والبترول.. وتشابكات مصلحية بين فئات مختلفة مدعومة بالجيش الحاضر بكثافة.. بينما في المغرب هناك دولة ملكية قادرة علي استيعاب المتغيرات المختلفة في إطار ديمقراطي حيوي مع تنمية متصاعدة.. في حين أن أوضاع موريتانيا القبلية مختلفة برمتها.

- عانت دول عربية مشرقية من مشكلات جوهرية أدت إلي فشل الدولة.. ولكنها لم تقُد إلي نفس السيناريو، رغم أن أوضاعها الأمنية متدهورة تماماً.. مع اختلاف مواصفات كل منها.. علي سبيل المثال لبنان، وكذلك اليمن، وليس بعيداً عن ذلك ما يجري في السودان، علما بأن هذه الدول تعاني من تدخلات خارجية رهيبة.. كل علي حسب حالته.

- الدروس:

السؤال الآن: هل هناك توابع لما يجري في تونس.. هل يمكن القياس علي حالة أوروبا الشرقية.. وهل يمكن أن تنضرم المظاهرات في مختلف الدول العربية بما يؤدي إلي تكرار سيناريو تونس؟ في الإجابة عن هذا السؤال يمكن القول بأن هذا النموذج غير قابل للتكرار لأسباب موضوعية.. غير أن هناك مجموعة من الدروس لا يجب أن تفوت في تقييم اللحظة:

- لا تتشابه أوضاع الدول العربية وبعضها البعض، مقارنة بما كان واقعا في دول أوروبا الشرقية.. فعلي الرغم من أن هناك لغة واحدة تجمع الدول العربية المختلفة.. وعلي الرغم من أنه لا توجد لغة واحدة كانت تنطقها أوروبا الشرقية.. إلا أن طبيعة أنظمة أوروبا الشرقية المتماهية وانضواءها تحت مظلة أمنية وسياسية واحدة وطريقة حكم كانت كلها تقريبا متشابهة.. ثم إن انهيار نظم دول أوروبا الشرقية عاد في الأساس إلي سقوط السند الأساسي وهو الاتحاد السوفيتي.. وإلي تكاتف تحالف الغرب ضد المعسكر الشرقي.. في ضوء أن هذا الذي جري وقتها في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات كان جزءاً من عملية ترتيب دولية شاملة.

بمعني آخر، وإذا جازت مقارنة حكم بن علي بحكم ديكتاتور كوريا الشمالية.. فإنه حين يسقط حاكم بيونج يانج لا يمكن توقع أن يؤدي هذا إلي انقلابات وتوترات مماثلة في جنوب شرق آسيا.. لاختلاف الأوضاع بين دول الإقليم.

لقد توقعت معارضات عربية أن يتكرر سيناريو أوكرانيا مثلا في الدول العربية، واستعد الكثيرون لثورة برتقالية.. لكن هذا لم يحدث.. كما توقع آخرون ثورة بنفسجية كتلك التي جرت في جورجيا، لكن هذا لم يقع.. وقياسا عليه، فإن أقرب النماذج إلي ما جري في تونس قد لا يكون دولة من تلك التي تذكر في الأنباء والتحليلات.. وإنما هي دولة مشرقية بعينها.. فيها طبقة متوسطة متفتحة.. وتعاني من فساد رهيب.. وحكم أقلية دينية.. وتتميز بخنق الحريات.. وتتصف بعدم تنوع الموارد.. ولكنها لن تشهد هذا قريبا رغم التشابه.

- يظل الغربيون حلفاء شكلانيين.. تحركهم مصالحهم.. وهم سوف يسعون إلي تلك المصالح مع (الرائجة).. أيا ما كانت نظم الحكم.. ومعاييرهم تقف عند أعتاب هذه المصالح.. هذا هو درس التاريخ.. حتي لو بدوا في لحظة ما كأنهم يداعبون مشاعر الشعوب.. وقد كانت العواصم الغربية هي أكبر سند لحكم بن علي.. كما كانت سنداً لصدام حسين في حربه ضد إيران.. ولم تسقطه في عملية تحرير الكويت.. ولم تقف ضده إلا حين اختلفت مصالحها مع مصالحه.. والبيانات الصادرة الآن عن عواصم غربية مختلفة إنما تحاول لملمة ما وجه إليها من انتقادات من الداخل التونسي حين صمتت لأسابيع عما يقوم به بن علي.. بينما كانت منشغلة بتأليب الأوضاع في مصر علي خلفية أحداث الإرهاب في الإسكندرية.

أهم درس هنا هو أن الاستجابة للمتطلبات الغربية في الداخل ليست هي التي تحقق التعضيد والشرعية.. الشرعية التي تستند إليها أنظمة الحكم والدول تقوم علي أسس مختلفة تنبع من الداخل.. وأقوي تحصينات الدول هو أن تكون ملبية بأقرب السبل لشبكة المصالح المجتمعية في بلدانها.. ومتوائمة مع المتغيرات الداخلية وقادرة علي التفاعل معها في التوقيت المناسب.. وألا تكتم أنفاس الناس بينما هم يعانون من الكثير.. وهذه أمور لم يستجب إلي متطلباتها بن علي.. وقد يكون من المدهش أن نقول - بدون ذكر الاسم - إن أعتي الدول العربية طغياناً لديها القدرة علي تلبية احتياجات وتوازنات مجتمعية تجعل حكمها مستقرا رغم اختلافه مع مقاييس الغرب برمتها.. وبما في ذلك تحقيقها لقدر من المصالح الغربية.

- إن أكبر النار من مستصغر الشرر.. غير أنه مع كامل الاحترام لذكري بو عزيزي الشاب الذي حرق نفسه وأدت واقعته إلي اندلاع أحداث تونس وتصاعدها.. فإن هذا ليس هو الذي أدي إلي تفاعل الأمور بهذه الطريقة في (الخضراء).. بل كانت هناك أسباب متراكمة.. أدي التعامل الأحمق معها إلي تفعيلها بطريقة لم تتوقعها أي شخصية في تونس.. وقد جرت في إيران أحداث متنوعة في أعقاب انتخابات الرئاسة الأخيرة.. وتصاعدت ثورة الشوارع، لكن أحمدي نجاد لم يزل في موقعه رغم كل الضغوط الداخلية والخارجية، بل إنه يمارس أوسع عمليات البطش الآن.. والسبب يعود إلي صيغة اجتماعية ودينية متماسكة ولها مردودها الداخلي.. وتحقق توازنا اجتماعيا.. علي عكس مثلاً ما كان عليه الحال في نهاية عصر شاه إيران نفسها.

- هذا الذي جري في تونس له علاقة وثيقة بالأزمة الاقتصادية الدولية، وباعتمادية تونس علي سوق أوروبا وحدها، إذ فضلا عن ندرة مواردها، فإنها كانت تضع كل بيضها في سلة أوروبا التي عانت من تبعات الأزمة الاقتصادية.. وقد توقع الكثيرون أن تؤدي تلك الأزمة العالمية إلي مشكلات في دول مختلفة.. ولكن أحداً لم ينتبه إلي أن يضم في تلك التوقعات تونس نفسها.

وفي هذا السياق فإن قدرة الأنظمة الحاكمة، أياً ما كان مستوي ديمقراطيتها، علي تلبية المتطلبات الاجتماعية هو الذي يحدد مصيرها.. علي سبيل المثال فإن نظام حكم الرئيس البشير الذي أدي إلي تقسيم السودان.. لم يزل قادراً ـ حتي هذه اللحظة ـ علي حفظ توازنه.. مع المخاطر التي تهدد الدولة برمتها.. وبما في ذلك ما سوف يتبقي منها في الشمال بعد إقرار نتائج الاستفتاء في الجنوب.

- لاحت نذر الفوضي في تونس، خلال تلك الأحداث المتتابعة، وعلي الرغم من حدوث بعض التبعات والنتائج وأعمال السلب والنهب.. إلا أن قدرة شعب تونس والطبقة المتوسطة التي هي قوام المجتمع متحصنة بتعليمها الأصيل ووعيها السامق.. هي التي يمكنها حتي الآن أن تحمي تونس من الفوضي في ظل الفشل المؤقت الذي تعانيه الدولة وعدم قدرتها علي السيطرة علي الأمور.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اشرف محمد
مراقب عام المنارة
مراقب عام المنارة
اشرف محمد


ذكر

العمر : 55
عدد الرسائل : 1640
تاريخ التسجيل : 28/12/2009

لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟   لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟ I_icon_minitime16/1/2011, 11:48 am

تحليل واعي ومتبصر يكشف بموضوعية اسباب تدهور الاوضاع في تونس
شكرا لناقل التحليل وكاتبه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا سقط نظام بن على ؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: القسم العام :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: