سَمْط الدُّر ** للشيخ علي إبراهيم الدشناوي ( كتاب غير منقوط )

عهد الأمس

عهد الأمس أسود حالك ، مسدود المسالك ،المُلك واهٍ ، والمَلك ساهٍ ساه ، حكامه عطلوا الأحكام ، وأهملوا الإحكام ، وأداموا اللهو والمرح ، وكل لمصالحه سرح ومرح ، والمحكوم لا طَول له ولا حول ، سادمٌ سادِر ، والهٌ حائر ،صادٍ والماء أمامه ، عارٍ معدم ولصوص الحكم حرموه كساءه وأكلوا طعامه ، وأسمعوه كلاما كالعسل وأروه عملا كعمل الأسل
عهد الأمس عهد العلو والادلال ، والسهو واللهو والإهمال ، عهد الركوع للملك والأمراء ، والحكام والرؤساء ، وإهمال إله السماء السامع الدعاء ، الواسع العطاء
عهد الأمس عهد ملك ومملوك ، ومسود وصعلوك ، وآمر مطاع ، ومأمور مطواع
عهد الأمس عهد الكلام ، والوعود والأحلام ، والمكر والدسائس ، والأوهام والوساوس ، والعداء واللدد ، والهموم والكمد ، والعلل والأدواء ، واللأواء و الأسواء ، الحلال محرم والحرام محلل ، والصالح مطرود ، والطالح مودود ، والملك طال وصال ، والحاكم عدلَ ومال ، والموسر ادرّع الطمع ، والمعسر صرعه العدم وأرداه الهلع ، وآل الكل للدمار ، والهلاك والإسعار ،

يتبع إن شاء الله تعالى ....

شكرا على الكتاب النادر والرائع
فهذا ما تعودناه منك يا ابا عبد الله
دوما دوما تأتينا بكل ما هو نادر وشيق
وفي انتظار بقية الكتاب الرائع

شكرا ابو عمر على المرور الطيب

نواصل

رائد الأحرار

هو واحد الدهر ، وإمام العصر ، مسود مصر ومحررها ، وموحدها ومطهرها ، وحارسها الساهر ، وملاحها الماهر ، وركامها الماطر ، وأسدها الكاسر ، وروحها المحرك ، ورأسها المدرك ، وساعدها وسعدها ، وعلمها وطودها ، ودرعها وحسامها ، ورائدها وإمامها ، وهلال سمائها ، ومدار علائها .

إمام للعساكر كم رعاها *** لرد العسر لو حم العداء
له همم طوالعها سعود *** ومطلعها المحامد و العلاء
كسا حلل المكارم كل ساعٍ *** له اللأواء دار أو رداء
وهاك المدح أسداه إمام *** ولا مللٌ عراه ولا مراء
كسا الإهمال عاطله رواءً *** كعد الدوح علاه اللحاء

طلع للأعداء كالمارد أراعهم وأراع كل حاسد ، وأمام دهائهم صمد ، ولطرد عساكرهم عمد ، وأسس لسؤدد مصر الدعائم والعمد ، وأعد لأعدائها العدد والعُدد ، وحرر أصول الأحكام ، وحدد الحدود للمحكوم والحكام ، ولمسالك العلاء مهد ، ولاسم مصركرر وردد ، وما سطا العدو الصائل ، والطامع الماكر المماحل ، إلا صده ورده ، وأعاده مكسورا مدحورا ، مكلوما ملوما محسورا .
عمل و ما ملّ ، وأدام العمل وما كلّ ، عمل لمصر لا لمصالحه ، ولأهلها لا لصالحه ، وحمل لها اللواء وحماه ، وسار للعلاء إماما والكل وراه ، سار كالسهم المرسل صائحا مرددا :
أعلِ الرأس ، ما الحال كالأمس ، أعل الرأس الكل سواء ، لا ملك ولا مملوك ، لا مسود ولا صعلوك ، المسود هو العامل لمصر ، الحامل لها الإصر .
للأمام للأمام ، مر عهد الكلام والوساوس والأوهام ، وحل عهد العمل للوصول للأمل .
كلام حرك الهمم ، وأسمع الأصم ، وأراع الأمم ، وردع أهل الأهواء ، وحسم الداء ، وآلم الأعداء ، وسر الأوداء ، ولِم لا وكلام الصدور دواء للصدور ، وروح وراح للمهموم والمصدور
وهل هو ملوم لو محا لها الكدر والهموم ؟، لَـأمَ الصدع والكلوم ، ومصر أمه الرءوم ؟
ولما أدرك أهل مصر ولاءه ومرماه ، وحمدوا له صالح عمله ومسعاه ، أسروا له الود والولاء ، ولأعدائه الكره والعداء ، وما طلع كالهلال إلا هرعوا لمرآه ، وأهلوا لله ، ومدوا سواعدهم للسماء وكرروا الدعاء ، اللهم أكرمه ولمصر سلمه .
وملء صدورهم ود صراح *** وما أدراك ما عمل الدعاء
ألا رحم الله امرءً حَمد للمصلح إصلاحه ، و للصالح صلاحه ،و لكل مسدٍ إسداءه ، ومعطٍ آلاءه ، ورد ما حاصله ومؤداه :
ما حمد الله امرؤ أهمل حَمْد سواه .
صاحِ
كما عمل لإسعادك ، الوصول لمرادك ، ومحا أساك وهمك ، وإصلاحه سادك وعمك ، والِهِ كل الولاء ، ولك السعد و العلاء
والِهِ لله لا للوصول لأمل ، ودع الولاء للمصالح والعلل ، ورد ما حاصله ومؤداه : لو امرؤ عاهد الإمام ما عاهده إلا للحطام ، لو أعطاه والاه ، ولو حرمه عاداه ، طرده الله وأرداه . .
هداك الله وأعطاك آمالك ، وأسعدك ومحا همومك وآلامك .

يتبع إن شاء الله تعالى

شكرا لك على المجهود الرائع

****
لا تقل: من أين أبدأ؟طاعة الله البداية
لا تقل: أين طريقي؟شرع الله الهداية
لا تقل: أين نعـيمي؟جنــة الله كفـايـة
لا تقل: غدا ســأبدأ!ربما تأتي النهاية