حمدي بلالا والمصداقية الغائبة

حمدي بلالا والمصداقية الغائبة

انتشر التدخين عندنا بصورة مزعجة .. قررت وزارة الصحة وضع عبارات تحذيرية للمواطنين بدأت بعبارة " التدخين ضار جداً بالصحة " فلم تفلح فظهرت عبارة " التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة " فلم تؤثر هذه العبارة في خفض نسبة التدخين فلجأت الوزارة للصور التحذيرية إلى جانب العبارات السابقة ، فظهرت صورة لرئة مصابة وعندها فقط بدأت الناس تخاف من علبة السجائر التي عليها تلك الصورة حتى اعتاد المدخنون عليها وألفوها ، ثم ظهرت صورة " حمدي بلالا " ذلك المريض الراقد حتى اعتاد المدخنون عليها وألة للمواطنين بدأت بعبارة " التدخين ضار جداً بالصحة " فففوق سريره وموصل به أجهزة للتنفس والقلب وكأن الحياة سُلبت منه تماماً .

نظرنا إليه في البداية نظرت خو ف ثم تحولت إلى نظرة إشفاق وتعاطف حتى سمعت أحد أصدقائي يقول لي إن نوع من الألفة حدثت بيني وبين " حمدي بلالا " فانظر إليه كل صباح على علبة السجائر متمنياً له الشفاء وفي كل مساء أودعه طمعاً في رؤيته في الصباح الباكر .

وأخبرني أحدهم أنه استخدم نوع من الملصقات ظهرت خصصياً في السوق المصري توضع على صورة " حمدي بلالا " على علبة السجائر ، فلما فعل ذلك أحس بأن السجائر تغير طعمها إلى الأسوء فقام على الفور بنزع الملصقات ونظر إلى " حمدي بلالا " نظرة اعتذار وأسف لأنه حاول إخفاء صورته التي اعتادها .

كل ذلك بيننا وبين صورة " حمدي بلالا " وجاءت المفاجأة التي كشفت المستور .

" حمدي بلالا " إنسان سليم لا يعاني المرض ، والصورة التي أُخذت له ما هي إلا تمثيل كما يحدث في السينما المصرية . إلى هذا الجد عجزت وزارة الصحة عن إيجاد مريض يضع صورته على علبة السجائر .

أوهل وصل حد نفوذ " حمدي بلالا " لأن توضع صورته ملايين المرات كل يوم ؟ ، صورته التي دخلت كل بيت ووضعت في كل جيب ، هل استهان بنا هؤلاء فخدعونا ... هل تتعامل معنا الحكومة بمثل هذا المبدأ .

أين المصداقية بيننا وبينهم وكيف نصدقهم بعد ذلك .

ولعل أحدكم يقول إن الأمر أهون من ذلك ولا يستحق كل ذلك .

أقول لهم ولغيرهم لابد من المصداقية بين المسئولين والشعب ، المصداقية في كل شيء ، فإن كذبوا علينا في الأمور الصغيرة ، كانت الأمور الكبيرة أولى بالكذب .

فيروى أن أحد رواة الحديث ذهب لأحد الأعراب يأخذ عنه حديثاً فوجد الأعرابي يخدع دابته موهماً إياها بأن معه طعاماً لها فلم يأخذ منه الحديث ولم سُئل عن السبب قال من يكذب على دابته يكذب على رسول الله ، فالصدق كلٌ لا يتجزأ .

أيها المسئول لا تستهن بذكاء المواطنين كن صادقاً معهم أشركهم في الأمر حملهم جزء من المسئولية ، إن الشعب يستطيع أن يقف في نفس الخندق مع الحكومة وذلك عندما يحس بصدق الحكومة معه .

إننا نحتاج إلى الشفافية والصدق فلا يمطرنا هؤلاء ببياناتهم التي تصف لنا بلداً آخر غير بلادنا .

نحتاج منكم للصدق ، فقط أصدقونا القول .

بقلم : صابر حسين

صابر
السلام عليكم ورحمة الله وبركته

مشاركة مميزه أحييك عليها .. والصدق يا أخى أهم عامل من عوامل نجاح أى
رسالة إعلامية .. فالصدق يبدو جلياَ للمتلقى ولا يحتاج لكثير جهد .. والرسالة التى
إحتوت على الكذب يسهل إكتشافها ولن تحقق الهدف منها .. وربما تأتى بنتائج عكسية
حتى أن فبركة بعض إستطلاعات الرأى والكذب فى نتائجها باتت مجالاَ للإستهزاء والسخرية
ممن قاموا بها حتى إنهم أصيحوا هدفاَ لرسامى الكاريكاتير .

تقبل مرورى .. ودمت بود

موضوع: مشكور 3/8/2009, 10:08 pm

مشكور اخي على ردك الجميل

رائع استاذ صابر
المصداقية تحل معظم المشاكل التى نعانى منها الآن بسبب غيابها
تقبل مرورى