بمناسبة اليوم العالمي للسكر الذي وافق الرابع عشر من شهر نوفمبر الحالي, فإنني أود عبر بريد الأهرام أن أعرض بعض ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في هذا المجال..
أولا: لابد من تركيز كل الجهود الممكنة من أجل تقليل الإصابة بهذا المرض الخطير, وقد تبين أن ذلك يعتمد أساسا علي:
(1) ضرورة المحافظة علي الوزن في الحدود المقبولة وتجنب السمنة المفرطة, ويجب في هذا المجال عدم الإصرار علي الوصول بالوزن إلي حد معين, حيث ثبت أن مجرد خفض الوزن بنسبة5 ـ7% فقط والاستمرار عليه كاف للحد من مضاعفات هذا المرض.
(2) المواظبة علي ممارسة الرياضة ويكفي السير لمدة ثلاثين دقيقة يوميا ـ هرولة ـ لكي يستفيد المريض بفائدة كبيرة.
(3) الامتناع نهائيا عن التدخين.
ثانيا: يجب ألا يقتصر علاج مريض السكر علي مجرد خفض نسبة السكر بالدم, بل من المحتم التعامل وبقوة مع بقية العوامل الخطيرة المرتبطة بهذا المرض, وهي ارتفاع ضغط الدم, وزيادة نسبة الدهون بالدم, وزيادة الوزن.
ثالثا: مع ظهور علاجات جديدة ومتنوعة لهذا المرض في السنوات الأخيرة بات من المحتم علي الطبيب المعالج أن يختار العلاج المناسب لكل مريض, بعيدا عن أي إغراءات إعلانية خاصة بهذا الدواء أو ذاك, وقد يقع في حبائلها الأطباء الشبان العاملون في هذا المجال, فلا يوجد علاج واحد لكل مرضي السكر.. كما لا يوجد ما يسمي دواء قويا وآخر ضعيفا!
رابعا: يظل الأنسولين حتي هذه اللحظة هو العلاج الوحيد الآن لمريض السكر, وقد ثبت علميا أن التبكير في استخدام الأنسولين في بداية المرض ولو لفترة مؤقتة تكون له آثار إيجابية تقلل من احتمالات المضاعفات, وتطيل من عمر خلايا البنكرياس.
خامسا: مع الانتشار الواسع لفيروس ما يسمي إنفلونزا الخنازير في هذه الأيام, فقد أوصي المركز الأمريكي للتحكم في الأمراض منذ أيام قليلة بضرورة تطعيم كل مرضي السكر ضد هذا الفيروس, وكذلك البدء في استخدام عقار التاميفلو فور ظهور أعراض الانفلونزا لدي مريض السكر حتي قبل ظهور النتائج المعملية.. خاصة في المناطق التي يزداد فيها انتشار هذا المرض.
وتبقي نصيحة أخيرة وهي ضرورة الالتزام بإجراء فحص دوري شامل لكل مريض بالسكر سنويا, من أجل متابعة تطورات المرض من ناحية, ومن أجل الوقاية من كثير من هذه المضاعفات من ناحية أخري.
د. صلاح الغزالي حرب