عباس الديب وأمى بين الرضا والصبر

تكلمنا فى الحلقة السابقة عن عباس الديب وحديث مع أمه عن ماهية الفقر وكيف أثارها تضجره وسئمه من الحياة نكمل الآن حديثا عما دار بينهما بعد ذلك

ورأيت أنى قد أثرت بذاك آلاما دفينه

فلقد بكت أمى وظلت بعد أياما حزينه

ذكرت أبى الملاح راح وما استراح على سفينه

ذكرت أخا قتلته غدرا طغمة البغى اللعينه

ذكرت أبا فى دنشواى قضى ولم يكمل سنينه

ذكرت كذاك بأرض غزة أختها تحيا سجينه

ذكرت أخى المفقود لا ندرى قتيلا أو رهينه

وتظل تبكى ثم تبكى وهى تعمل مستكينه

وأنا يمزقنى البكاء ولا أطيق لذا أنينه

فصرخت يا أماه رفقا اننى لم اعد دينه

أو قد كفرت وقد شكوت ؟! فما أنا عبد ضعيف

حقا شكوت وانما شكوى الضعيف الى اللطيف

انى شكت بمنطق طفل واحساس عنيف

قد ثرت اذ شاهدت ما فى الناس من ظلم مخيف

أنا ما أنا ؟! انى يتيم قلبه قلب رهيف

وأنا أجاهد كى اعيش بمسلك حر شريف

متسكعا يومى وراء القوت حانوتى رصيف

أحيا وفى جسدى ربيع انما قلبى خريف

فاذا هفوت وتبت يقبلنى فذا دين حنيف

ورأيت أمى كفكفت بالصبر أدمعها السجينه

وغدت تقبلنى .... أيا ولدى الحبيب انا حزينه

وكأنها طير غريب هاجت الذكرى حنينه

حتى أذا أنس الغريب لعروة وثقى متينه

ورأى بها سبل الحياة زكية السقيا مبينه

متشوقا يوم اللقاء بأرض مكة والمدينه

باتت له كل البلاد بها الهناءة والسكينه

ما دام نبع الصفو قد زكت مراحمه معينه

ما دام لم يقرب مدى العمر انحرافات الضغينه

ما دام قلبا طاهرا ويدا على عهد أمينه

وتحدثت أمى وكل حديثها ذوق رفيع

فلها من القرأن مذ حفظته تخريج بديع

قالت بنى الى الرضا فاذا رضيت فلن تضيع

أرأيت لو رضيت ثمود بصالح . كنا نجوع

أرأيت كان المن والسلوى شكت عنه الدموع

أرأيت كانوا يوسمون بقتل يحيى أو يسوع

أرأيت لو ما قال موسى نقتضى أجر الصنيع

كنا شهدنا فى الحقيقة ما يشيب له الرضيع

أبنى فارض فان نور الله فى القلب الوديع

الله يا ولدى فسبح ثم صل على الشفيع

وها انا انتظـــــــــــــرالقادم وقد
قالوا قديما
ان من الشعر لحكمـــــــــه
اللهم ارزقنا حسن الكلام
ونعوذ بك من ذلة اللسان

شكرا لاهتمامك يا استاذ عبد الفتاح
والقادم آتى ان شاء الله
نفعنا الله واياكم بصالح الكلم

انتهى حديث الأم عن الفقر والرضا والصبر بعد ذلك ان شاء الله يأتى اليكم حديثها عن اسرار القرآن العظيم