6دروس وعبر من هجرة خير البشر
تمر بنا الأيام وتتعاقبنا ألليالى وها نحن نودع عاما ونستقبل عاما جديدا ؟
وكل ذلك مرورا لأعمارنا وفناءً لأجالنا
واقتراباً لساعة رحيلنا ؟
فهلا جعلنا من هذا الأمر وقودا لنا لنزداد لله عملا
ونزداد بين يدى الله طاعه؟
فأيامنا محدوده وانفاسنا معدوده وساعات اعمارنا مقدره
لن نستقدم ساعه ولن نستأخر أخرى؟
أم أننا نعمل وكأننا لن نموت ؟
هذه مصيبة الكثير منا وكما قال الحسن البصرى
ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه عند الناس بشكٍ
لا يقين فيه من الموت؟
فمتى نعى اننا روحاً وان كل وقتٍ يمر بنا هو إنطواء لجزء من أجالنا فالعمر واحد مانطوى منه لن يعود وكما جاء فى الحديث ما من يوم تطلع شمسه إلا ومنادِ يقول (يا ابن ادم انا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمنى فإنى لا اعود الى يوم القيامه )
إن أول دروس مرور هذا العام
أن يراجع كل منا نفسه ماذا قدم لربه وكم جنى من ذنب فى ايام هذا العام
ولو اننا جعلنا لكل ذنبٍ إقترفناه حجرا واحدا فى بيوتنا لجمعنا فى العام الواحد ملىء بيوتنا حجاره ولما استطعنا المسير معها؟
فكيف وهذا مما نعلم من الذنوب التى ارتكبناها فكيف بما لا نعلم ؟
وكم من معاصى ارتكبناها وما خطر لنا ببال
انها تدون علينا مع ان واحده منها كافيه ان تزج بنا فى ادنى قرارٍ فى جهنم
وكما ثبت فى الحديث الصحيح ان النب صلى الله عليه وسلم قال (إن الرجل ليتكلم بالكلمه من سخط الله عليه فيهوى بها فى النار سبعين خريفا)
أخوة الإسلام
لو نظرنا فى الاعمال التى قدمناها وا دعينا انها طا عات وانها تصلح لأن نلقى بها ربنا
صلاتنا مثلاً اجل عباده قدمناها لله
كم منا احسنها
كم منا خشع لله فيها من مبتداها الى منتهاها
كم صلاه فى عامنا الذى انطوى اديناها بخشيه
وجلت معها القلوب واقشعرت معها الجلود
كم صلاه على هذا النحو اديناها
إخوانى وأخواتى فى أحلى صحبه
يُسأل أحد الصالحين التابعين كيف تكون فى صلاتك فيقول رضى الله عنه (أقف بين يدى الله بالتذلل وأقرأ بالتدبر واكبر بالتعظيم واركع بالخضوع واسجد بالخشوع وأتذكر طيلة صلاتى أن الله مطلع على وان السراط تحت قدمىَ وان الموت من ورائى والجنة عن يمينى والنار عن يسارى واسلم من صلاتى فلا ادرى اقبلها الله ام ردها علىَ )
إن ما نفعله اليوم من طاعات لو قدمناه لعظيم من عظماء الدنيا ما قبله منا فكيف نقدمه لجبار السماوات والارض إن طاعتنا تحتاج الى تجديد وكما قال احد سلفنا الصالح إن استغفارنا يحتاج الى استغفار وقس على ذلك سائر الطاعات
إن المسلمون الأن يفرحون بمرور عام نفرح وكأننا فتحنا البلاد وحررنا العباد من الكفار واقمنا حدود الواحد القهار واقمنا شرعه واخذنا الناس بتعاليمه ولا ادرى على ما الفرح وهل يفرح من لا يعرف مصيره ومأله رحم الله الحسن البصرى حين رأى شابا يضحك فسأله قائلا يا هذا
هل تجاوزت الجسر المضروب على ظهر جهنم حتى تضحك قال لا قال فلما الضحك
إخوانى وأخواتى
يامن غرنا طول الأمل يا من غرتنا الأيام حتى نسينا لقاء رب الأرباب
أينا عرف لمرور العام الهجرى حقه
هل فكرنا فى الدروس المستفاده من حادث الهجره هل عرفنا تاريخ الهجره
كل ماعرفناه ان نحقق ما تهوى نفوسنا
بل لم نعرف لأنفسنا مصير ولا مأل إننا جعلنا مستقبلنا بأيدى أعدائنا
إخوانى لابد ان نعلم ان دنيانا مجرد واقع لابد ان ينتهى بمجرد ميلادك يبدأ العد التنازلى لإنتهاء عمرك وليس مستقبلنا فى الدنيا وإنما رب العباد يعلمنا ان الدنيا موقوته والمستقبل ما بعدها فالسعيد السعيد من عمل لما بعد الموت قال تعالى ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)
فهل حَملنا ذكر الواحد الديان على معرفة هذه الدروس والعبر من هذا الواقع الذى عاشه المصطفى
فتعالو ننظر للهجره كدروس وعبر
رب العباد لم يجعل للهجره سوره باسمها تسمى
كما فعل ذلك فى كثير من احداث النبى صلى الله عليه وسلم
اما هجرة الرسول فلم يحصرها فى سوره واحده لأنها اعظم واجل من ان تجمعها سوره ولإن دروسها اوسع من ان تحتويها عباره
ولذ فرق القران ذكرها وفى سورة محمد انزل الله فى شأن الهجرة ايه واحده هى قول الله تعالى ( وكأين من قرية هى اشد قوة من قريتك التى اخرجتك اهلكناهم فلا ناصر لهم )
وفى هذا بيان من الرحمن لسيد الخلائق ولكل منءامن به إذا كانت قوى الشر قد بلغت مداها
فاعلموا ان قوى الشر لم تتغير وان فعل اهل الكفر لم يتبدل فعداهم لأهل الحق على مر التاريخ ثابت إذا ما الجديد فى الأمر ؟
الجديد فى الأمر هو غيابنا نحن عن الحق
الجديد فى الأمر هو جهلنا نحن بحقيقته
فعداء اهل الباطل لأهل الحق قائم إلى قيام الساعه مهما حسنت من اسلوبك مهما غيرت من دعوتك مهما نافقت لترضى اعداء الله فلن يرضى عنك من ابى الإيمان بالله وفى هذا يقول رب العزه
(و كذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين )
وفى اية اخرى ( وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه )
إنه قادر على ان يقطع اللسنتهم ورقابهم
لكنها سنة الله لابد ان تمضى فذرهم وما يفترون
من يعلمنا الأمر غير صاحب الأمر له الحكم مع العدل
فهل أيقنا أن ألأمر لصاحب الأمر وليس لنا امر فى اى امر ولله الأمر فى كل امر ( ألأ له الخلق وألأمر تبارك الله رب العالمين
فالعداء قائم وصاحب الأمر قد بين لنا ذلك
فهل هناك حكم جديد
هل نتصور ان اعداء الله واعداء ديننا قد تحولوا فى لحظه الى احبه لنا احبونا مع احتفاظنا بديننا ومع بقائهم على كفرهم هذا محال ولا يقول به الا مخبول فى عقله
إنما العاقل من اعتصم بما عصمه الله به
لابد ان نعلم ان عدو ديننا عدو لنا وإن ادعى واظهر لنا المحبه قال تعالى عن فريق منهم
(ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذالقوكم قالوا امنا وإذا خلوا عضوا عليكم ألأنامل من الغيظ )من الذى اخبر بهذا ءإله مع الله ومن اعلم بخلق الله غير اللهإنهم يخدعوننا بما ادوا إلينا ولكن واقعهم قد بينه رب العالمين فمن اصدق من الله حديثا
فالعاقل من يتعظ بغيره ولا ينتظر حتى يشرب من الكأس نفسه
وكل عام وانتم بخير والى لقاء بمشيئة الله
مع تحيات الكاتب
رشدى منصور العطار