بعد سنوات طويلة من البحوث العلمية وفي ظل النقص الشديد للدماء البشرية في الاستخدامات الطبية بدأ الأطباء يتجهون إلى استخدام بدائل الدم التي أثبتت كفاءة عالية في القيام ببعض الوظائف الحيوية للدم البشري.
وذكر التليفزيوني الروسي في تقرير علمي أن روسيا تحتاج إلى مليون لتر من الدم سنويا والكميات المطلوبة تتزايد سنويا فضلا عن أن الاحتفاظ بالدم وتخزينه أمر مكلف كما أنه محكوم بمدة صلاحية محدودة إضافة إلى أن عمليات نقل الدم قد تكون مصدراً للعدوى والإصابة بالإيدز أو التهاب الكبد الوبائي.
وقد دفعت الحالات التي تحتاج إلى نقل كميات كبيرة من الدم كالحروب والكوارث الطبيعية العلماء في روسيا وعدد من الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة واليابان إلى التفكير في ابتكار مادة بديلة للدم وقد وجد العلماء ضالتهم في مادة (البرتفران) التي تتمتع بخاصية القدرة علي إذابة وحمل الأوكسجين وإيصاله للخلايا كواحدة من الوظائف الرئيسية للدم.
وبسبب اكتساب هذه المادة للون الأزرق فقد سميت بالدم الأزرق وهو لا يتطلب توافقه مع فصائل الدم المختلفة ويمكن إعطاؤها لأي مريض بغض النظر عن فصيلة دمه كما أن محاذير استخدامها محدودة ومدة صلاحياتها تصل إلى ثلاثة أعوام في ظروف تخزين اعتيادية غير أن هذه المادة قادرة علي القيام ببعض وظائف الدم وليس جميعها.
وقد بدأت التجارب الأولية لاستخدام مادة البرتفران على الحيوانات منذ أكثر من عشرين عاما حيث أثبتت كفاءة الأمر الذي شجع على إجراء تجارب على الإنسان واستخدام هذه المادة كدم بديل طبياً.
ورغم الخصائص الطبية التي تتمتع بها هذه المادة ومدى نجاحها في التجارب التي أجريت على الحيوانات إلا أن العلماء مازالوا في حيرة من أمرهم حول مدي صلاحية هذه المادة كبديل للدم البشري.