العمر : 49عدد الرسائل : 236تاريخ التسجيل : 26/01/2010
موضوع: صوتك أمانة.. صوتك أمانة.. صوتك أمانة. 14/5/2012, 8:53 am
كثيرًا ما نسمع من يقول: إن مصر تمر بمرحلة حرجة. وأنا أقول: نعم، إنها حرجة جدًّا جدًّا لأبعد الحدود، وأظن أن مرحلة تحديد المصير -كما يتفق معي الكثير- بدأت بالفعل ببداية الانتخابات التشريعية.
أخي الحبيب:
أنت تقول: إن هناك أعداء للثورة يريدون أن يقضوا عليها، أو أن يسرقوها ويعودوا بنا إلى الوراء مرة أخرى.. وأنا أثمِّن على ذلك وأؤكده.
ولكن أيها الحبيب: ماذا أنت فاعل؟
هل تقف مكتوف اليدين، تنتظر كسالف العهد لترى مَن المنتصر وتصفق له، أو ربما تأسى وتأسف على ثورة ومنحة وهبنا الله إياها، ولم نكن أهلاً لحفظها وصيانتها.
- ومن هنا يأتي دورك المتمثل في:
1- استشعار حجم وعبء الأمانة: - قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]. ذكر ابن كثير -رحمه الله-: أنها عامَّة في جميع الأمانات الواجبة على الإنسان. - وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27]. قال ابن عباس: أي الأعمال التي ائتمن عليها العباد. - وقال صلى الله عليه وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له". - ثم يبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في النار، وسوف تكون عليه خزيًا وندامة يوم القيامة، وسوف يأتي خائن الأمانة يوم القيامة مذلولاً عليه الخزي والندامة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل غادر لواء يُعرف به يوم القيامة"[1]. - وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً سأله عن الساعة، فقال: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة". فقال: وكيف أضاعتها؟ قال: "إذا وسِّدَ الأمر لغير أهله فانتظر الساعة"[2]. - فالأمانة إذن هي سر سعادة الأمم، ويوم كانت أمتنا من أصدق الشعوب والأمم في حمل هذه الأمانة والوفاء بها كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس. 2- دراسة برامج الناخبين ما استطعت للوقوف على أفضلهم. 3- تحديد معايير الاختيار، ولماذا تختار هذا وتترك هذا؟ 4- أنت جزء من الخريطة الجديدة لوطنك، فارسم الخريطة التي تحبها، وذلك يتمثل في الذي تختاره ليكون نائبًا عنك. 5- اعلم أنك مطالَب بدعوة غيرك للمساهمة في رسم هذه الخارطة، فانطلق وكن إيجابيًّا، وادفع غيرك نحو ما تؤمن به وتعتقد أنه الأفضل.
وأخيرًا..
- اعلم أنك محاسب عن هذه الشهادة؛ فصوتك أمانة، والله سائلك يوم القيامة: لماذا اخترت فلانًا وتركت فلانًا؟ - لا تجامل على حساب دينك ووطنك.
الحكومة بطبيعتها ليس لها ضمير ولكن أحيانا يكون لها سياسة.. هذه ليست مقولتى بل تنسب للفيلسوف الفرنسى "ألبير كامو" ولكننا فى مصر أمام حكومة نفترض فيها الضمير وتنعدم فيها السياسة، وأحيانا يشكك فيها البعض فتبدو بلا ضمير ولا سياسة ولا حتى تفكير.. هذا مقلق يا اخواني