احذروا: حاجة تقصر العمر"
قول خاطئ لأن الآجال والأنفاس معدودة ولا يتجاوز إنسان عمره المكتوب له ولا يقصرعنه، جرى بذلك القلم حين خلقه الله، ثم كتبه الملك على كل أحد في بطن أمه بأمر اللهعز وجل عند تخليق النطفة، قال الله تعالى: "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن اللهكتابا مؤجلا " [آل عمران :145]
وقال: "ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون" [الأعراف:34]
وقال عز وجل: "الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التيقضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى". [سورة الزمر:42]
وفي صحيح مسلم عن أم حبيبة رضى الله عنها قالت: "اللهم متعني بزوجي رسول اللهصلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية" فقال لها رسول الله:"إنك سألتالله تعالى لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة لا يُعجل شيء منها قبل حله ولايؤخر منها يوما بعد حله، ولو سألت الله تعالى أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب فيالقبر لكان خيرا لك"
فائدة: أعلم أن عمرك يمكن أن يزيد، وهذا يكون بالأعمال الصالحة خاصة صلة الرحم،وهذه الزيادة إما بالبركة في العمر أو بالذرية الصالحة، قال صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه". [متفق عليه]
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيادة العمر فقال :
"إن الله تعالى لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها، وإنما زيادة العمر بالذرية الصالحة " [صحيح –راوه ابن أبى حاتم]
أما معنى قوله تعالى: "ولا ينقص من عمره إلا في كتاب" [فاطر:11]، فكما ذكر ابنكثير قال:أي ما يعطى بعض النطف من العمر الطويل بعلمه وهو عنده في الكتاب الأول،الضمير عائد على الجنس لا على العين لأن الطويل العمر في الكتاب وفي علم الله تعالىلا ينقص من عمره، وإنما عاد الضمير على الجنس. قال ابن جرير: وهذا كقولهم عندي ثوبونصفه أي ونصف ثوب أخر. نفعني الله واياكم..
حسيــــن ديـــــاب