زواج عائشة من النبي محمد (ص)ا
حسب بعض الروايات وُلدت عائشة في السنة الرابعة للبعثة مع وجود اختلاف في الروايات بذلك الخصوص. عندما تزوجت عائشة من النبي محمد (ص) كانت حديثة السن. بخصوص سنها اختلف المسلمون و لكن على الظاهر كان زواجها في السنة الأولى للهجرة ما يوافق حوالي ٦٢٢ للميلاد.ا
في صحيحي بخاري و مسلم يوجد روايات بأنها كان عمرها تسع سنوات لما تزوجت. لكن تلك الروايات مروية عنها و هي عدا عن ذلك روايات ضعيفة لوجود هشام ابن عروة في سندها.ا
في روايات أُخرى أكثر إقناع و موضوعية عند المسلمين السنة و المسلمين الشيعة يُستشفُّ أن سنها كان أكبر بكثير مما سبق ذكره.ا
حسب مُختصر ابن هشام للسيرة النبوية لابن إسحاق فإن عائشة اعتنقت الإسلام قُبيل اعتناق عمر ابن الخطاب له مما يعني أن عمرها كان على الأقل ١٤ سنة لما تزوجت.ا
الطبري يروي عن خُطبة عائشة من ابن أحد شخصيات قريش قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بثمان سنوات أي قبل زواجها من النبي محمد (ص) بتسع سنوات. لما عرض أبو بكر الزواج على والد خطيب عائشة رفض هذا ذلك بسبب اعتناقهما للإسلام. حسب تلك الرواية يصبح من المستحيل أن يكون عُمر عائشة تسع سنوات عندما تزوجت النبي محمد (ص) لأن ذلك يعني أنها لم تكن حتى مولودة مما يتعارض بشدة مع الوقائع و سردها.ا
الطبري يروي أيضاً أن أبي بكر كان له ٤ أولاد كلهم ولدوا قبل الإسلام و بذلك من غير المعقول أن يكون عُمر ابنته عائشة أقل من ١٤ سنة في السنة الأولى للهجرة عند زواجها.ا
حسب ابن حجر كانت فاطمة (ع) أكبر بخمس سنوات من عائشة. فاطمة (ع) وُلدت لما كان عُمر النبي محمد (ص) ٣٥ سنة. عند الهجرة كان عُمره الشريف ٥٢ سنة مما يعني أن عائشة كان عمرها ١٤ سنة عند زواجها.ا
حسب عدة مصادر منها ابن كثير كانت عائشة أصغر بعشر سنوات من أختها أسماء. ابن كثير يروي أن أسماء بنت أبي بكر كانت على قيد الحياة لما توفي ابنها في السنة ٧٣ للهجرة. و بعد ذلك بأيام توفيت هي عن عمر يناهز ١٠٠ عام. ابن حجر يؤكد تلك الحقائق و يذكر أنها توفيت في السنة ٧٣ أو ٧٤ للهجرة. و بذلك كان عُمر أسماء في السنة الأولى للهجرة ٢٧ أو ٢٨ سنة و بذلك يكون عُمر أُختها عائشة آنذاك ١٧ أو ١٨ سنة. و بذلك كان عُمر عائشة ١٩ أو حتى ٢٠ سنة لما تزوجت النبي محمد (ص).ا
معروف عن عائشة أنها شاركت في معركة بدر في تطبيب الجرحى أي في السنة الثانية للهجرة. و لكن حسب بخاري فإن النبي محمد (ص) حطر مشاركة من كان عُمره أقل من ١٥ سنة. و من غير المعقول أن يكون قد أعطى استثناء لعائشة.ا
حسب إحدى الروايات في صحيح بخاري فإن عائشة روت أنها كانت "جارية" أي فتاة لما نزلت سورة القمر. تلك السورة المباركة نزلت في السنة الثامنة قبل الهجرة. فلو كان عُمر عائشة تسع سنوات لما تزوجت فإن عمرها كان سنة واحدة لما نزلت السورة مما يتعارض مع تلك الرواية حيث أن لقب الجارية يُطلق عند العرب على البنت عندما يكون عمرها بين ٦ و ١٣ سنة. و بذلك كان عُمرها عند زواجها بين ١٤ و ٢١ سنة.ا
عائشة في القرآن الكريم
عائشة ذُكرت في القرآن الكريم في عدة مواضع بشكل غير مباشر. منها كان لما نستها إحدى القوافل أثناء سفر لها بعد أن استراحوا في الطريق. بعض البدويين المتواجدين هناك رموها بالزنا عن جور و إجحاف. من خلال الآية ٢٤ من سورة النور ظهرت براءتها من تلك الاتهامات الظالمة.ا
في موضع آخر من القرآن الكريم تتناول سورة التحريم الغيرة حيث أن زوجة النبي محمد (ص) زينب بنت جحش أهدته عسلاً لذيذاً أدخل على قلبه السرور. عائشة و حفصة زوجتاه دفعهما ذلك لاتهامه جوراً برائحة الفم. فنزلت الآيات المباركة في سورة التحريم تحذرهما مما فعلتاه و تحذر كل من يحسد الذين يقربهم النبي محمد (ص) إليه لما يكنّون من الحب و الإخلاص له.ا