الصراعات
* الجمهورية: جامعة الأزهر تتعرض منذ سنوات لصراعات عاتية حيث يوجد بها حوالي 70 كلية و70 عميدا و140 وكيلا ماذا ستفعل للم الشمل؟
* * د. الطيب: اعتقد ان المسألة ليست بهذا الخوف الشديد.. فهناك اولا نواب اربعة للجامعة يختص كل منهم بقطاع معين ثم هناك الامين العام للجامعة وله ايضا اختصاصات ثم هناك العمداء والوكلاء.
فقط سوف نبدأ بتحديد هذه الاختصاصات وتفويض كل مختص بما يجوز قانونا ان يتعرف اختصاصاته في اطار اللوائح والقوانين واعتقد ان بهذه الصورة يمكن متابعة العمل بشكل منظم ومنتظم ومتتابع.
الصعوبة تأتي في مثل هذه الاحوال حينما يكون كل شيء في يد رئيس الجامعة.. لكنني سأعطي الاختصاصات لكل مختص مع متابعتها بشكل دقيق.
الزي الجديد
* الجمهورية: كنت ترتدي البدلة.. ثم خلعتها.. وارتديت العمامة.. ثم خلعتها.. وارتديت البدلة ثانية.. الا يعتبر ذلك تغييرا للمظهر.. والمبدأ في آن واحد؟.
ملحوظة: علماء النفس يقولون ان الملابس جزء من شخصية الانسان.. وانت بذلك تبدل ملابسك كثيرا.. فما تعليقك؟.
* * د. الطيب: قد يكون هذا الكلام صحيحا.. ولكن اذا نظرت الي ان الاسلام لايحدد للمسلم زيا معينا أو قطع ملابس محددة فأنا أقول ان الاسلام يحرر الانسان من كثير من القيود التي يضعها علماء النفس علي الانسان.
انا ممن يحترمون الزي الازهري ويوقرونه واري انه زي ارستقراطي الي حد بعيد جدا اذا ما ارتداه الشخص بمواصفاته الحقيقية.
وقبل ان آتي الي دار الافتاء كنت ارتدي الزي الافرنجي ثم ارتديت الزي الازهري حينما اسند الي منصب المفتي لانه لايليق عادة - اكرر عادة وليس شرعا - ان يلبس المفتي الزي الافرنجي.. ومع ذلك فكنت اسافر الي بلدتي الاقصر بشكل مستمر كنت ارتدي هذا الزي الافرنجي وتعود الناس ان يروني في المطار والاقصر بالزي الافرنجي لانني كنت ارفض ان اسافر من صالة كبار الزوار وكنت اقف في الطابور حتي اصل الي الكاونتر وكان الموظف يكتشفني من اسمي.
وانت لاتقبل ان يقف المفتي بزيه الرسمي في طابور وينحشر وسط الناس في الاتوبيس الذي يقله الي الطائرة.
وفي سفري الي اوروبا كنت ايضا ارتدي الزي الافرنجي في الندوات واللقاءات..
فاذن لم اتخل عن هذا الزي بشكل نهائي وانما كنت أعود إليه بين الحين والآخر.
أيضا من عادتي انني اتريض يوميا في المنطقة التي أسكن فيها حوالي 45 دقيقة كعلاج يومي ولم يكن من المعقول أن أتريض بالزي الأزهري فكنت أرتدي البنطلون والقميص ليساعدني علي المشي السريع.
خلاصة هذا الكلام انه حتي علي رأي علماء النفس من أن هناك علاقة وثقي بين الزي وبين الشخص فإنني لا اعتبر أن ارتداء الزي الأفرنجي يشكل تغييرا أو منعطفا جديدا لأنني لم أتخل عنه كليا في فترتي السابقة.
إضافة إلي انني أتمني أن يقتصر هذا الزي الأزهري علي القيادات الإسلامية.. وعلي رأسها منصب شيخ الأزهر ووكيل الأزهر ودار الإفتاء.
ولو أنك رجعت إلي أول تحقيق أجري معي في أول يوم تسلمت فيه العمل في دار الإفتاء سوف تجد أن الصحفي المحاور سألني لو أنك خرجت من دار الإفتاء إلي وظيفة أخري هل سترتدي الزي الأزهري أو الزي الأفرنجي وكانت اجاباتي انني لا أتردد في أن أعود إلي الزي الذي كنت ألبسه أو أرتديه قبل تسلمي وظيفة الإفتاء.
* الجمهورية: وماذا كان سيحدث لو أنك استمررت في رئاسة الجامعة بالزي الأزهري.
** د. الطيب: لا شيء علي الإطلاق وهذا وارد وربما يحدث ولكن لأنني الآن في سبيل التعرف علي مشكلات الجامعة. فلابد لي من التنقل والسفر من أسوان إلي الإسكندرية في محافظات الصعيد والوجه البحري بزيارة الكليات وأشعر بأنني في هذا الزي أكون أكثر حركة وأكثر حرية.. وهذا هو كل ما هنالك.
أهم الفتاوي
*الجمهورية: ما هي أهم فتوي أصدرتها؟
** د.الطيب: كلها مهمة.
* الجمهورية: في باريس كنت تقيم مع أسرة فرنسية مضيفة.. فهل تشجع هذا النظام في مصر بالنسبة لطلاب جامعة الأزهر الذين لايجدون أماكن لهم في المدن الجامعية؟
** د.الطيب: بالتجربة التي مررت بها أشجع وهي الالتزام الصارم بمبادئنا وعاداتنا وتراثنا الشرقي "بآداب الإسلام" وقد تأثر الذين سكنت عندهم بهذا السلوك وهم الآن مسلمون وينتمون حتي إلي بعض الطرق الصوفية ولكن لا أشجع أن يسكن المصري مع الأسر المفتوحة إذا كان غير منضبط بضوابط الأخلاق الإسلامية.
قرارات
* الجمهورية: هناك بعض القرارات التي اتخذت في جامعة الأزهر وتحتاج إلي إعادة نظر بعد أن أثبتت النتائج العملية ذلك:
أولها: قبول المستنفدين لسنوات الرسوب حتي 10 و15 سنة.. أي دون حد أقصي.
** د.الطيب: هذه مشكلات لم أتصورها أولا.. وأنت تعلم ان الحكم علي الشيء فرع عن تصوره كما يقول علماء المعقول في الإسلام لكنني أعد بدراسة كل المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة.
* الجمهورية: والقرار الثاني الذي يحتاج إلي إعادة نظر حرمان خريجي الجامعات الأخري من الالتحاق بجامعة الأزهر.. رغم ان الجامعة بها أماكن.
الطريف ان حجة الجامعة في عدم قبولهم انهم متطرفون وناقصو الثقافة.
والسؤال: ألا يعد قبولهم بجامعة الأزهر واحتكاكهم مع الأساتذة المستنيرين والطلاب المعتدلين وسيلة تعليمهم صحيح الدين خصوصا وان بعض الذين دخلوا الأزهر بهذه الطريقة الآن وصل بعضهم إلي أعلي المناصب الإسلامية.. ما رأيك؟
** د.الطيب: الدراسة الأزهرية لها طابع خاص من يرد دخول جامعة الأزهر يجب ان يستوفي هذه الدراسة.. لكنني مع ذلك سأدرس الوسيلة التي تحقق الثقافة الإسلامية الكاملة لهؤلاء أسوة بالحاصلين علي الشهادات الثانوية من المعاهد الأزهرية.. فأنا لا أغلق الباب تماما ولا افتحه علي مصراعيه. ولكن انظم الدخول فيه